المقالات

طعن بالدستور ودعوة للعنف /

764 11:18:00 2010-02-16

حافظ آل بشارة

مازلنا مخطوفين في قبضة الاعلام الدعائي ، نراقبه رغم انوفنا فيجلدنا على مدار الساعة بسيل من الكلام الملون لتزدهر اسواق الكلام من كل نوع ، نحن مرتاحون لمهزلة الدعاية الانتخابية لانها من افعال الدول المتطورة وهي دليل على اننا بدأنا نصير مثل تلك الدول ، هذه المهزلة الجميلة تبشر بخير ، لكن بعض الناس عندهم ملاحظات مهمة ويسألون هل من حقنا ان نقاضي بعض المرشحين والسياسيين ردا على تصريحاتهم الدعائية الخطيرة التي نخاف ان ندفع ثمنها ؟ ثم يضيف السائلون : اذا نشتكي عليهم هل سيعتقلونهم ويمنعونهم من الحضور عند طاولات الحوار الانتخابي في الصحافة والفضائيات ؟ اصواتهم تلوث البيئة الديمقراطية ، هناك قواعد اخلاقية وقانونية للدعاية الانتخابية وقد شاهد الجمهور سياسيين احمرت وجوههم غضبا وهم يلقون خطابات تحريضية لها تبعات قانونية ، بعضهم تحول الى بوق تحريضي يهدد الامن ويوجه الاهانات الى المشاهدين الكرام والقوى الوطنية مجتازا جميع الخطوط الحمراء ، يترتب على هؤلاء المتوترين ان يرحموا انفسهم فأن الدنيا لاتساوي شيئا ، عليهم الانتباه الى مايقولون واذا مكثوا على هذا الحال فأن حصائد السنتهم قد تنتهي بهم الى المحاكم وليس الى مقاعد السلطة والثروة ، بعض الاصوات المنكرة يطلقها اشخاص مشتركون في العملية السياسية يهاجمون الدستور والعملية السياسية بلغة تشبه لغة الارهابيين والتكفيريين المطلوبين للقانون عندما كانوا يخطبون وهم ملثمون سنة 2006 . الخطباء الجدد يقولون انهم وطنيون ولم يقبضوا دولارا واحدا من الاموال الخليجية لكنهم يوجهون الطعن الى العملية السياسية رغم انهم مشاركون فيها ، ليس من المعقول ان يفعلوا ذلك وكأنهم نادمون على مافعلوا ، الا يعلمون انهم بذلك ينسفون الارض التي يقفون عليها ؟ لا يمكن لاي انسان عاقل ومحترم ان يتهجم على الدستور العراقي متجاهلا قدسيته وكونه يعطي الشرعية لغيره ، فاللجنة التي دونته منتخبة وقد صوت عليه الشعب العراقي واي تعديل فيه يخضع لقواعد خاصة ولا يكتسب التعديل شرعية الا بموافقة الشعب فالعراق مثل بقية الدول الدستورية ، اذا لمصلحة من يهاجمون الدستور والقانون والعملية السياسية ؟ نحن في زمن تبين فيه الرشد من الغي ولا يشكك بالدستور والمؤسسات الدستورية الا بقايا النظام البائد والمرتزقة العاملون باجور لعواصم الارهاب . مازال بعض الاشخاص يلعبون على الحبال ، يريدون ارضاء طواغيت المنطقة وممولي المفخخات وفي الوقت نفسه ارضاء شركاءهم في العملية السياسية وهو امر غير ممكن بل هو عملية نفاق فاشلة وغير حرفية ، هذا الاسلوب البدائي يكشف نوعا من الانتهازيين لا لون لهم ولا طعم يريدون اعادة العراق الى زمن عبادة الشخصية والردح والمدح ومباركة افعال المجرمين ، الشعب العراقي هو مصدر الشرعية ولا يبحث عن رموز يصفق لهم بل يبحث عن رجال مخلصين يخدمونه ويحققون اهدافه المشروعة . اصحاب الخطاب العدواني جاهلون بأصول الدعاية لان خطابهم يثير مخاوف العراقيين ويجعلهم اكثر تمسكا بالعملية السياسية واكثر اعتزازا بدستورهم ، كما ان دعاة الفتنة يستغلون ايثار الكتلة الكبيرة التي شكلت مؤسسات الدولة بعد سقوط النظام البائد فرجحت التفاهم وتخلت عن استحقاقها الانتخابي متطلعة الى برنامج وطني موحد ، واذا كانت تلك المبادرة تعطي نتائج معكوسة و تشجع الآخرين على التمادي في الغرور سيكون واجبا ترك الاسلوب الاسترضائي في المستقبل واستخدام الاستحقاق الانتخابي والاغلبية السياسية في ادارة البلاد ، ستكون الضربة الدستورية عادلة وقاسية وتعيد كل مغرور الى عقله وحجمه الطبيعي في الخارطة السياسية ، ذلك الحجم الهزيل الذي لايؤهل اصحابه لاستخدام مثل هذه الكلمات الكبيرة والتصريحات الخطيرة والتهديدات الغبية التي لا تجلب لاصحابها الا المحاكم والسجون ، عدالة الدستور وحدها ستعلم المغرورين كيف يكون لاحدهم عنق كعنق البعير قبل ان يقول كلمته الحافلة بالجهل والسذاجة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك