حافظ آل بشارة
اعظم ماحققته العملية السياسية في العراق انها فتحت اقفال السجن الكبير ، فالعراق كان كله ابو غريب كان عراق القافات السرية يديره الجلادون الاراذل ، تحول الى دولة مؤسسات تعمل بالقانون والدستور والفصل بين السلطات ، صحيح ان كثيرا من الناس لايعرف هذه المعاني المتطورة لان دورة حكومية واحدة لاتكفي لنشر ثقافة القانون والدستور والمؤسسات في المجتمع ، لحد الآن يعتقد بعض الناس المساكين ان رقصهم مع صدام وذبح الخراف تحت اقدامه بالاجبار هو واجب دستوري على الشعب تجاه رئيس الدولة ، من جانبه يتمتع الرئيس بحق دستوري هو ابادة مئات الالاف من الناس متى شاء لانه رئيس ، وفي ذلك الوقت لايصدقون لو قلت لهم ان الرئيس في دول أخرى يتم انتخابه مرة او مرتين ثم بعدها يلبس الباب ويتقاعد اجباريا واذا اعجبه ان يعمل فهو كبقية الناس يأتي بالجنسية وبطاقة السكن والبطاقة التموينية ويقف في الصف قد يجد عملا وقد لا يجد ، هذا هو النظام الديمقراطي الذي سبب جنون حكام الدول المجاورة ، وهو الذي جعل السجانين العرب والتكفيريين يكرهوننا ويعتبروننا كفارا ودمنا مهدور ، ومعنى ذلك ان العراق عندما تحول الى دولة ديمقراطية فقد وضع نفسه في دائرة العدو لاغلب حكام المنطقة فهم حريصون على افشال التجربة بأي ثمن ، آخر اخبارهم تقول ان عصابات مأجورة لقبائل الجوار هددت بقتل الناخبين العراقيين الذين سوف يشاركون في الانتخابات التشريعية المقبلة ، ويقول مراقبون ان العصابات المذكورة يشرف على تدريبها جلادون سابقون لصدام مطلوبون للقانون ، وبعضهم يقيم في الجوار العدواني ، رؤساء الاقطاعيات المجاورة للعراق يحاولون منع ملايين العبيد الذين يعيشون في اقفاصهم المقدسة من معرفة ما يجري في العراق لكي لاتصيبهم عدوى البحث عن اهداف جريئة لا تناسبهم مثل الكرامة والحرية والانسانية وغير ذلك ، وقبل 3 سنوات شاهد الاقطاعيون العرب كيفية اعدام رئيس العصابة الشقيقة السابق في العراق فاصابهم رعب شديد ، فقرروا تجنيد الجلادين القدامى وتمويلهم لمنع نجاح الديمقراطية ، وقد نفذ الجلادون بفرح غامر مئات المذابح في العراق لكنهم فشلوا في اعاقة التجربة فطالبهم الممول بأن يعيدوا اليه جميع الاموال التي قبضوها ، فأصبحوا محبطين لذا وجهوا التهديدات الاخيرة الى العراقيين من المخابئ ، القتلة المقيمون عندنا فاسدون جدا اجلكم الله ويشربون الخمر ويعملون الفواحش ماظهر منها وما بطن لكنهم يفجرون الاسواق والمدارس والمساجد بمواطنين افغان وسودانيين وصوماليين ويمنيين مفخخين بعد ان يحقنوهم بعقاقير الهلوسة ويطلقوا عليهم اسم الاستشهاديين ، هؤلاء الانتحاريون بعضهم لايدري انه مفخخ حيث يتم تفجيره عن بعد ، كان شعار الارهابيين الاول القتال من اجل استعادة السلطة ، فتم تعديله لاحقا فأصبح شعارهم القتال من اجل تخريب الديمقراطية في العراق والعمل من اجل ذلك حتى آخر قطرة من دماء المكبسلين الافغان ، الانتحاريون قادمون من دول مغضوب عليها قد دوخها الفقر والحروب والمخدرات وعبث التكفيريين المرضى لايعرفون الشرق من الغرب . الارهابي يشعر بالسعادة فهو لم يخسر شيئا لان القاتل مكبسل اجنبي تايه والمقتول بريء مدني عراقي ، لكن ربيع الارهابيين انقضى وهم اليوم حفنة مشردة يتخطفها رجال الامن ، تهديدات الارهابيين الاخيرة لايصدقها احد ولا تحمل على محمل الجد فقد قصمت ظهورهم العمليات الامنية وفقدوا القدرة على الحركة لكن هدفهم من هذه التهديدات الحصول على خرجية من الممولين المحبطين . انتخابات 2010 مصيرية تدق المسمار الاخير في نعش البعث والارهاب العربي في العراق ، ولو انتهت القضية عند هذا الحد لهان الامر فالمتوقع ان نجاح التجربة في العراق سيضع عددا من عواصم التفخيخ في مهب العاصفة ، القصة لم تنته الآن بل بدأت فانتظروا اغرب الفصول مجانا وعلى الهواء .
https://telegram.me/buratha