حسن الطائي
لايُمكن تقديم دراسة وافية للحالة العراقية وفق كم هائل من التفاوت بين درجات الوعي السياسي، والفهم الذي يستوعب حساسية المرحلة بشكلها الراهن كي يُساهم في تقديم طروحات تمتص التوتر الناشئ بين الكتل والمكونات السياسية والاثنية ، و خلق مناخات وقواعد مهنيّة تلتزم بترسيخ وعي عام يتقبل التنافس النزيه ويطرح مشاريع تتقاطع مع الصالح العام، وتعالج الخلل الناتج عن الضعف في آداء الهياكل والمؤسسات والوزارات التي تعاني من شيوع ظواهر تعتبر دخيلة علي آليات عمل الدولة مع انتشارافات الفساد الاداري والمحسوبية والتحزب في تجيير مؤسسات خدمية وعلمية لصالح الاحزاب المؤتلفة او المتحالفة في تشكيلات آو كتل برلمانية تتحرك وفق قواعد اللعبة المرسومة بين الاطراف الرئيسية المكونة لمفاصل الدولة بآركانها الثلاث التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، بحيث يكون هناك تجانس يشكل حجر الزاوية في خلق موقف موحد إتجاه اي قضية من القضايا الحساسة التي تهم آركان العملية السياسية ، ومن هنا يتم تشكيل نسق معين يكون بمقتضاه خلق المشروعية الدستورية لاي طرح يتم بين الكتل والاحزاب الرئيسية وعلي اساس ذلك يتم خلق ديناميكية تتحرك علي اساس التوافق الكامن بين الاطراف الفاعلة في العملية السياسية مما يخلق حالة مد وجزر تتمحور حولها المصالح الانية للاطراف المتنافسة علي البقاء في هرم السلطة ، بغض النظر عن التداعيات التي تنتج عنها تلك الاؤالية في عملية التداول بين المتنافسين بحيث يكون التحرك علي اساس البقاء وليس علي اساس تقديم الاداء الافضل في كل المستويات التي يطمح لها المواطن ، ماينعكس سلبا علي جوهر العملية الديمقراطية وقد تمثل ذلك في السجال الطويل حول قبول القائمة المغلقة او رفضها وقد لاحضنا كم استهلك البرلمانيون وقادة الكتل والاحزاب علي التشبث بالقائمة المغلقة كونها تصب في صالحهم ولاتخدم الناخب العراقي بآي شكل من الاشكال، ولم تحل الازمة إلا بعد تدخل امريكي مباشر إستدعي حضور السيد بايدن نائب الرئيس الامريكي بعد ان حرض علي قبول القائمة المفتوحة وبعد التي والتيا تم قبول القائمة المفتوحة ، من هنا يمكن دراسة التناسب بين طرح المرشحين وطموح الناخبين وعلي اساس قياس المفاضلة في الاداء برغم صوعبة ذلك علي المواطن العادي لانهُ بطبيعة الحال تحول الي متلقي يستقي معلوماته من وسائل اعلام تشرف عليها مؤسسات رقابية قد لاتتسم بالشفافية، ناهيك عن الكم الهائل من الفضائيات والصحف والادوات الدعائية الاخري التي تظهر بكثافة بحيث تتمظهر علي شكل صور وبوسترات تركز علي محاور خاصة بعيدة عن حاجة المواطن وطموحة في تغيير افضل ، وقد لوحظ بعض المراقبين للحالة العراقية تدني مستوي الخطاب للمرشحين عن مستوي المرحلة، بحيث يتم الاستغراق في البديهات او الهامش الذي ليس لهُ وجود في الحياة الطبيعية، كالضهور بمظهر الراعي والحاني علي الارامل والايتام وهي في الاسلام سجايا مستحبة تدخل في الوجوب احيانا ولاتصلح ميزة للمرشح كي يكسب بها صوت الناخب، إنما الميزة الحقيقية هو الاخلاص والتفاني في العمل والشعور بالصالح العام وتكريس القيم الانسانية، وردم كل تبعات الاحتقان الطائفي، ونشر ثقافة التسامح والوئام ، إضافة الي تكريس الشفافية واحترام الدستور وتطبيق قواعد التوظيف حسب المعايير العلمية علي قاعدة العضوا المناسب في المكان المناسب بحث تكون الاؤلوية للاهلية العلمية والمهنية في تعيين الكفاآت ، كما لايفوتنا التاكيد علي الفصل بين العمل الوظفي في الدولة والعمل الحزبي لان التداخل في ذلك يخلق إرباك يعرقل مسيرة البناء ونتمني ان تكون الدورة القادمة احسن من سابقتها حسن الطائيصحافي عراقي
https://telegram.me/buratha