المقالات

مديات التناغم بين طرح المرشحين وطموح الناخبين

1057 11:50:00 2010-02-15

حسن الطائي

لايُمكن تقديم دراسة وافية للحالة العراقية وفق كم هائل من التفاوت بين درجات الوعي السياسي، والفهم الذي يستوعب حساسية المرحلة بشكلها الراهن كي يُساهم في تقديم طروحات تمتص التوتر الناشئ بين الكتل والمكونات السياسية والاثنية ، و خلق مناخات وقواعد مهنيّة تلتزم بترسيخ وعي عام يتقبل التنافس النزيه ويطرح مشاريع تتقاطع مع الصالح العام، وتعالج الخلل الناتج عن الضعف في آداء الهياكل والمؤسسات والوزارات التي تعاني من شيوع ظواهر تعتبر دخيلة علي آليات عمل الدولة مع انتشارافات الفساد الاداري والمحسوبية والتحزب في تجيير مؤسسات خدمية وعلمية لصالح الاحزاب المؤتلفة او المتحالفة في تشكيلات آو كتل برلمانية تتحرك وفق قواعد اللعبة المرسومة بين الاطراف الرئيسية المكونة لمفاصل الدولة بآركانها الثلاث التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، بحيث يكون هناك تجانس يشكل حجر الزاوية في خلق موقف موحد إتجاه اي قضية من القضايا الحساسة التي تهم آركان العملية السياسية ، ومن هنا يتم تشكيل نسق معين يكون بمقتضاه خلق المشروعية الدستورية لاي طرح يتم بين الكتل والاحزاب الرئيسية وعلي اساس ذلك يتم خلق ديناميكية تتحرك علي اساس التوافق الكامن بين الاطراف الفاعلة في العملية السياسية مما يخلق حالة مد وجزر تتمحور حولها المصالح الانية للاطراف المتنافسة علي البقاء في هرم السلطة ، بغض النظر عن التداعيات التي تنتج عنها تلك الاؤالية في عملية التداول بين المتنافسين بحيث يكون التحرك علي اساس البقاء وليس علي اساس تقديم الاداء الافضل في كل المستويات التي يطمح لها المواطن ، ماينعكس سلبا علي جوهر العملية الديمقراطية وقد تمثل ذلك في السجال الطويل حول قبول القائمة المغلقة او رفضها وقد لاحضنا كم استهلك البرلمانيون وقادة الكتل والاحزاب علي التشبث بالقائمة المغلقة كونها تصب في صالحهم ولاتخدم الناخب العراقي بآي شكل من الاشكال، ولم تحل الازمة إلا بعد تدخل امريكي مباشر إستدعي حضور السيد بايدن نائب الرئيس الامريكي بعد ان حرض علي قبول القائمة المفتوحة وبعد التي والتيا تم قبول القائمة المفتوحة ، من هنا يمكن دراسة التناسب بين طرح المرشحين وطموح الناخبين وعلي اساس قياس المفاضلة في الاداء برغم صوعبة ذلك علي المواطن العادي لانهُ بطبيعة الحال تحول الي متلقي يستقي معلوماته من وسائل اعلام تشرف عليها مؤسسات رقابية قد لاتتسم بالشفافية، ناهيك عن الكم الهائل من الفضائيات والصحف والادوات الدعائية الاخري التي تظهر بكثافة بحيث تتمظهر علي شكل صور وبوسترات تركز علي محاور خاصة بعيدة عن حاجة المواطن وطموحة في تغيير افضل ، وقد لوحظ بعض المراقبين للحالة العراقية تدني مستوي الخطاب للمرشحين عن مستوي المرحلة، بحيث يتم الاستغراق في البديهات او الهامش الذي ليس لهُ وجود في الحياة الطبيعية، كالضهور بمظهر الراعي والحاني علي الارامل والايتام وهي في الاسلام سجايا مستحبة تدخل في الوجوب احيانا ولاتصلح ميزة للمرشح كي يكسب بها صوت الناخب، إنما الميزة الحقيقية هو الاخلاص والتفاني في العمل والشعور بالصالح العام وتكريس القيم الانسانية، وردم كل تبعات الاحتقان الطائفي، ونشر ثقافة التسامح والوئام ، إضافة الي تكريس الشفافية واحترام الدستور وتطبيق قواعد التوظيف حسب المعايير العلمية علي قاعدة العضوا المناسب في المكان المناسب بحث تكون الاؤلوية للاهلية العلمية والمهنية في تعيين الكفاآت ، كما لايفوتنا التاكيد علي الفصل بين العمل الوظفي في الدولة والعمل الحزبي لان التداخل في ذلك يخلق إرباك يعرقل مسيرة البناء ونتمني ان تكون الدورة القادمة احسن من سابقتها حسن الطائيصحافي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك