حافظ آل بشارة
الشعب العراقي امسك بمفاتيح كرامته ولن يقبل العودة الى ايام العبودية ، هذه قضية انتهينا منها ولا تتحمل أي لف او دوران وللعلم والاطلاع فأن هذا الشعب قد يتنوع في المذهبيات وطريقة الوضوء و أختلاف القومية الا انه موحد في تطلعاته المشروعة فالكرامة ليست موضوع خلاف ، هناك وضع مرضي غامض في الشرق الاوسط عندما يريد شعب من الشعوب ان يعيش بسلام لماذا يحاول حكام آخرون منعه من تحقيق اهدافه ؟ هل هي قضية شطارة ؟ هل هو مجرد حسد ؟ هل تدخلنا نحن في شؤونهم ؟ هل اعطينا رأينا بنظامهم السياسي او سجونهم او عقائدهم ، هم يستعبدون شعوبهم وهذه قضية تخصهم ، العالم كله يضحك على دولهم وعلى عقائدهم المضحكة وعاداتهم في الاكل والشرب والكلام والزي وخرافاتهم ونحن نواجه جاهليتهم وأوضاعهم البعيرية بصمت واحترام وحين يسألنا احد كيف تحتملون قوما مزعجين كهؤلاء نجيبهم : الحمد لله على هذه القسمة (هاي هيه الله كريم) ، هذا هو البلاء بعينه ، حكام انذال يستغلون ايام ضعف العراقيين ومحنتهم كي يطبقوا عليهم تمارين الابادة ؟ دول مزعجة تافهة شريرة يحكمها اشرار صغار العقول متوحشون يعشقون البقاء في القرون الجاهلية ، لماذا يريدون ان يسحبوا العراق معهم الى سردابهم المظلم النتن ، لماذا اختارونا نحن لمرافقتهم في هذا البرزخ الحضاري الخانق ؟ اليس هذا سوء طالع ؟ هم يعيشون ازمان العبودية والنخاسة والسجود للفراعنة ويصرون على الوقوف في دائرة الوثنية السوداء ، نحن ما علاقتنا بالقضية ؟ اليس من حقنا ان نرفض مرافقتهم الى البرزخ الوحشي ونصنع مستقبلنا بانفسنا ؟ وعندما نرفض لماذا يقررون ابادتنا ؟ ارادوا منا ان ندافع عن جلادنا ونقدم رقابنا امام الدبابات الامريكية التي جاءت من وراء البحار لتسحقه ولا ادري لماذا يتوقعون منا ان ندافع عن الجلاد وماهي المناسبة ؟ هل يفعل العبيد ذلك وهل هو جلاد ذهبي مدلل يجب ان يفديه الجميع بانفسهم من اين جاءت هذه القدسية للاقزام التافهين ؟ وعندما بدأت العملية السياسية عندنا تبلور نظام حكم حديث وتجربة رائدة تحبها الشعوب المعتقلة في السجون الكبيرة التي اسماؤها اسماء دول وليست دولا ، على الارض قتلونا بالمفخخات عشوائيا ، ومن السماء تقصفنا فضائيات الاعراب الاشد كفرا ونفاقا بلهجة متطرفة فيها القسوة والظلم والغدر والكذب والاختلاق والتحريض ، رموز السحت واعوان الظلمة وجنود الطواغيت ومومسات الاعلام المأجور على الشاشات ، يريدون من الفضائيات تحقيق ما فشلت في تحقيقه المفخخات ، لكن الديمقراطية رسخت اقدامها الفولاذية ، وتذوق الناس حلاوة الكرامة التي يجهلها العرب ، ومثلما فشلت المفخخات وانتصر الدم على السيف في الطف العراقي ستفشل الفضائيات القاصفة وتهزم ، هذه الايام لدينا دعاية انتخابية اما في فضائيات الابادة فهناك دعاية للتمرد والكراهية ، هجوم على العملية السياسية ، نشر شائعات الاحباط ، شائعات اليأس ، تسويق التهديدات التي يطلقها الجلادون وتضخيمها ، نشر الرعب في اوساط الناس ، دعوة العراقيين الى مقاطعة الانتخابات ، التشكيك بمؤسسات الدولة ودستوريتها ، وصف العراق بأنه ضد العروبة ، والعروبة عندهم تعني الحكام المستبدين العملاء للغرب الذين تكرههم الشعوب ويكرهونها ، عروبتهم تعني السجود لاسرائيل سرا وشتمها علنا ، العروبة تعني الفشل السياسي والفشل التنموي والفقر والامية والتخلف ، العروبة تعني ضياع الهوية والانهيار الاخلاقي والتغرب والانحطاط ، العروبة تعني المخابرات وسجناء الرأي وضياع الحقوق وكم الافواه ومصادرة الحريات ، العروبة تعني الفساد السياسي والمالي والاداري وانعدام القانون وغياب المؤسسات هذه هي العروبة التي تفتخر بها فضائيات الابادة والفتنة وتبكي عليها ، اذا كانت هذه هي قيم العروبة فاللعنة عليها وعلى من يدعو لها ، و يجب على احرار العرب ان وجدوا العمل لانقاذ شعوبهم المهانة من عبودية العروبة ووباءها كما فعل العراقيون .
https://telegram.me/buratha