ابو هاني الشمري
لابد لكل انسان معني بالشأن العراقي ان يلقي نظرة موضوعية للواقع السياسي ويفكر فيمن سيفوز بعد فرز نتائج الانتخابات التي لم يبق لها سوى اقل من شهر...يعلم الله انني لست ممن يناصر هذا الحزب او ذاك او هذه الكتلة او تلك لانها خاضعة لرأي الجمهور الذاهب لصناديق الاقتراع وهو من سيحكم ويقرر لمن ستكون القيادة المستقبلية للعراق ... اما عن رأيي فهو رغبتي الجامحة بتغيير (اغلب الوجوه عدا القليل منها) التي شاهدناها والتي لم نشاهدها في برلماننا السابق بسبب انشغالها بالتسكع على موائد الحكام العرب لا لشئ سوى للتآمر والتخريب وكنا ندفع لهم رواتبهم كاملة وبدون فلس ناقص وبرحابة صدر!! كما انني اكره البعثيين حالي حال ابناء العراق وبلا نقاش في ذلك (لطفا)!!.الكتل والائتلافات اظهرت نفسها للعيان وكنت اخوف ما أخافه قبل الاعلان عن تلك الكتل ان لاتكون هناك قائمة تنبع من رحم ابناء المآسي والويلات لتكون منافسة لبقية القوائم ... وأول خوف انتابني هو حينما بدأ النفور يطفو على السطح بين قائمة الائتلاف السابقة حينما انبرت شخصيات برلمانية تدعي انها تمثل الاكثرية المحرومة لزيادة هذا البون والانشقاق من خلال تصريحات نارية ومتزمته تؤكد على عدم الدخول في قائمة واحدة للم الشمل وحصد اغلب اصوات الناخبين دون الحاجة لتحالف مع اي قائمة اخرى , مندفعين ومتأثرين بالتصريحات البعثية التي كانت تصرخ ليل نهار على ان قائمة الائتلاف السابقة طائفية وقد اثمرت هذه التصريحات البعثية واتت اكلها بعد خروج قائمة دولة القانون التي لم تزل منتشية بالفوز الذي حققته في مجالس المحافظات ضنا منها ان هذا الفوز سيستمر بهذا الشكل وبلا نقاش !!لذا فأن هذا الخطأ الذي ارتكبته كتلة دولة القانون (قائمة نوري المالكي)سيعطيها درس في تعلم ابجديات السياسة وتعلم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الاحداث لان قادتها لو كانوا يقرأون الواقع بشكله الصحيح لوجدوا انهم قد وقعوا في شبك اللعبة البعثية التي خططت لها مخابرات دولية ومتخصصين في مجال الانتخابات وسياسة قراءة الواقع!!كيف ذلك؟ان قانون الانتخابات العراقي يعطي الحق للكتلة الاكبر التي تفوز في الانتخابات ان تشكل الوزارة ولو دققنا النظر حاليا في الكتل التي تحالفت مع بعضها وبأكبر عدد من الاحزاب لوجدناها بلا شك كتلة اياد علاوي وطارق الهاشمي كونهم خططوا للعبة مسبقا وبشكل جيد مع اجهزة مخابراتية ومتخصصة تكره النظام الحالي والقائم في العراق فاستغلوا نشوة الفوز الذي حققته قائمة دولة القانون ليدقوا اسفين انعزالها بالكامل من التوحد مع كتلتها الام كتلة الائتلاف !! رغم كل الدعوات الصادقة والحريصة التي وجهت لهم على ان يكونوا ضمن هذه الكتلة بعد ان اطلع على مايبدو بعض قادة الائتلاف على المخطط الخبيث الذي يحيق بالعملية السياسية في العراق ومستقبله بالكامل!!ولهذا السبب كان هدف الاحزاب التي ارادت للعملية السياسية في العراق ان تفشل هو الانتظار حتى انتهاء الاعلان النهائي لقائمتي الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون كونهما اشد المنافسين لهم لتعلن عن تحالف طائفي بعثي كبير يضم وجوه وكيانات معروفة بتوجهها المضاد للشعب العراقي ولكون اغلب الموجودين في تلك الاحزاب ورغم انهم لم يشملوا بقانون الاجتثاث ولكنهم ومن خلال تصريحاتهم الاعلامية من اشد المروجين لحزب البعث ومفاهيمه!!اذن كانت خطوتهم الاولى هي التفريق وقد نجحوا فيها بشكل كبير اما خطوتهم الثانية وهي التكتل بأكبر عدد من الاحزاب التي تسايرهم فكرا وعقيدة( رغم التناحر على المناصب التي يأملون بالحصول عليها) علّهم يحصدون الاغلبية التي قد يتمكنون منها اذا مانجحت خطوتهم الاولى والتي كما يبدو انهم نجحوا بها الى حد بعيد بسبب الدعم اللامحدود من دول معروفة في المنطقة تريد اعادة الوضع في العراق الى عهده السابق...لهذا فأن ائتلاف دولة القانون قد ابتلع الطعم البعثي ووقع في مصيدته بعد ان اصم اذنية للدعوات الحريصة على تشكيل كتلة كبرى لتحصد غالبية الاصوات ومن ثم تشكيل حكومة قوية من اول فرز لنتائج الانتخابات .... ومن التصريحات الاخيرة للسيد نوري المالكي بعد زيارته للنجف الاشرف ولقائه بآية الله العظمى السيد السيستاني والتي اكد فيها انه سيتحالف مع الائتلاف الوطني بعد انتهاء الانتخابات وفتح صناديق الاقتراع وهو مايتوقعه جميع العراقيين بلا شك بالرغم من الخلافات والتصريحات المتشدده من هذا الشخص العائد لهذه الجهة او ذاك العائد للجهة الاخرى ...فان هذه التصريحات على التحالف جائت متأخرة جدا ويبدو انه عرف جيدا الخطأ الذي فعله بعدم اندماجهم بكتلة موحدة تواجه التحديات التي صنعت لهم ورتبت من مخابرات دولية وبأمكانات ودعم لامحدود!!رغم ان ائتلاف دولة القانون كانت له جماهيرية في انتخابات مجالس المحافظات لكن جماهيريته بدأت تخبوا حينما شاهد ابناء العراق كيف ان تلك القيادات التي منحها ثقته قامت بارجاع اعداد كبيرة من البعثيين الى مفاصل الدولة مما ادى الى تردي الوضع الامني بشكل كبير وحصول فساد اداري لايمكن غض الطرف عنه .. اضافة الى ان تصريحات كبار المسؤولين في دولة القانون تنافي الحقيقة فبينما يصرخ السيد المالكي في خطاباته الرنانة يجب اجتثاث البعثيين ومنعهم نراه يفتح الباب على مصراعيه لاعادتهم الى الدوائر والمؤسسات وبشكل لانظير له فمن نصدق , مانراه ام مانسمعه من خطب رنانه لاقيمة لها !!ثم تستر السيد المالكي على الكثير من الوزراء الفاسدين وابقائهم في سدة الحكم رغم كل الفساد والتخريب وتعطيل الخدمات التي عملوها!!متعكزا على حجة مفادها انهم جائوا بسبب المحاصصة رغم انه يرى بأم عينيه مقدار المعاناة والالم الذي يعانيه ابناء العراق بسبب هؤلاء الوزراء الفاسدين .. اضف الى ذلك منحه الاموال وقطع الاراضي السكنية على منتسبي وزاراته ودوائره في اجمل مناطق بغداد وابناء العراق يتلوعون ومنذ سنين عديدة منتظرين قطعة ارض تتكرم بها عليهم دولة القانون ليسكنوا فيها عوائلهم وتكفيهم اراقة ماء وجوههم لهذا المسؤول او ذاك!! عدا عن الخدمات المتردية التي لم تجد اذنا صاغية من هذا المسؤول او ذاك ... كل تلك الامور وغيرها الكثير ستجعل الناخب العراقي سيفكر الف مرة قبل ان يقول قولته الفصل ..... رغم انني على علم يقين بأن ائتلاف دولة القانون سيتحالف بعد الانتخابات مع الائتلاف الوطني ولكنه بالتأكيد سوف لن يكون من سينال قصب السبق.
المنافسة الحقيقية والمشكلة الكبرى التي تواجه تكتل علاوي طارق وبقايا المجتثين من امثال المطلك والعاني هم ليسوا الاكراد بالتأكيد !! لأن الاكراد معروفةٌ نتائج استحقاقهم الانتخابي رغم انها هذه المرة ستكون مختلفه عن سابقتها ولكنها بعد الجمع ستكون نفس النتيجة السابقة رغم زيادة الانشقاقات وبروز قيادات جديدة..الند القوي الذي يخيف كل المشتركين بالعملية الانتخابية هو كتلة الائتلاف الوطني بلا شك لاسباب عديدة نذكرها تباعا:اولها: ان القائمة مفتوحة اي ان الناس ستنتخب من تجدفيه الخير ومن ترتجي منه ان يخدمها وكان هناك تياران منضويان في قائمة الائتلاف الوطني قاما باجراء انتخابات تمهيدية شملت محافظات العراق التي يكثر فيها انصارهما كي يصوت الناس لمن يختاروهم ليمثلهم في البرلمان القادم قبل مدة ليست قليلة من الانتخابات .. هاتان القائمتان هما تيار شهيد المحراب والتيار الصدري.. اي ان الناس اختاروا من يمثلهم ولم تفرضه عليهم لاقائمة شهيد المحراب ولا التيار الصدري من هنا نعرف ان الناس قد انتخبت مرشحيها مسبقا قبل وقت الانتخابات بكثير.اما الثانية فهي الاعلان عن مكونات الائتلاف التي اربكت كل المنافسين في الانتخابات القادمة كونها ممثل مثالي لكل طوائف الشعب..فلا توجد محافظة من المحافظات الا ويوجد فيها حزب او شخصية او تجمع له وزنه فيها وهو مشترك في قائمة الائتلاف فمن هيئة علماء الجنوب الى احزاب لها وزنها في جنوب العراق ووسطه كتيار شهيد المحراب والتيار الصدري وحزب الدعوة تنظيم العراق وحزب الفضيلة وحزب المؤتمر وغيرها الى شخصيات لها وزنها السياسي على الساحة العراقية كأحمد الجلبي الذي بدأ نجمه يبرز خصوصا بعد قيادته الناجحة في هذه الايام لمسألة اجتثاث البعث التى التف حولها كل ابناء العراق ,الى القاضي وائل عبد اللطيف الى الشخصية التي لها وزنها في محافظة الانبار الشيخ حميد الهايس الى القيادات الموجودة سابقا في هذا الائتلاف الى الى ..وتكفي قائمة الائتلاف قاعدتها الجماهيرية الكبرى في محافظات الوسط والجنوب لتحصد اغلب الاصوات رغم ان قادتها يتحدثون بتواضع عن ان المنافسة ستكون قوية !!لقد درس قادة الاتلاف الوافع العراقي بشكل جيد ومخطط له كي يحصدوا اغلب الاصوات القادمة لانهم استفادوا من الاخطاء التي حصلت سابقا في انتخابات مجالس المحافظات بشكل رائع واوجدوا الطريقة المثلى لكسب ود الناخب من خلال الصدقية في الطرح والذي شاهدناه بعد التصويت على الميزانية والتي اراد منها الائتلاف ان تكون آخر هدية مقدمة للمحافظات المظلومة وللشعب تصدر باصرار مباشر منهم ...الشعب العراقي واعي ويرى بأم عينيه من يعمل ومن لايعمل ... فكتلة طارق علاوي ستكون هذه المرة آخر كتلة يشاهدها ابناء العراق يمكن ان تشترك بأنتخابات تحوي هذا الكم الهائل من البعثيين الذين لم يشملهم الاجتثاث وكذلك من المتآمرين على العملية السياسية .. وما نتوقعه لهذه الكتلة هو خيبة مدوية ستهز هؤلاء ليركضوا نحو الاعلام ويصرخوا ان الانتخابات مزورة .. ونسي هؤلاء ان ابناء العراق هم البارومتر الذي سيصحح الواقع السياسي المتردي ... فقولوا لي بربكم مَن مِن ابناء العراق سينتخب نائب بالبرلمان قضى اربع سنوات يتجول في الخارج ولم يحضر جلسة برلمانية واحدة ليخرج علينا بعد ذلك بين الحين والآخر بعض اصحاب الوجوه التي لاحياء لها لتكيل المديح وصفات النضال والتضحية من اجل الشعب لهذه الشخصية الهزيلة .وقولوا لي بربكم من من الشعب سينتخب شخصية مٌنحت أعلى منصب في الدولة لمدة اربع سنوات ولم تقدم للشعب سوى التآمر والتخريب وتعطيل القوانين والتسكع بين الدول لحضور اجتماعات البعث والتامر على العراق... نعم قد تكون هناك شخصيات في هذه القائمة المليئة بالالغام البعثية ربما سيصوت لها هذا الشخص او ذاك ولكنها بالتأكيد سوف لن تكون كما اراد لها هؤلاء من حصد الاصوات لهم ...والسبب بسيط لانهم حينما خططوا لتفريق كتلة الائتلاف السابقة ونجحوا في ذلك نسوا شئ مهم سوف لن يستطيعون تخطيه لا اليوم ولاغدا بعد ان تنتهي الانتخابات ويأخذ كل ذي حق حقه... الشئ الذي نسوه هو الناخب العراقي المنتبه جيدا لما يجري حوله والذي لن يرضى بأقل من الاطاحة بهذه الرؤس العفنه عن طريق صناديق الاقتراع ورميها خارج الحدود لتلتحق بركب المتآمرين واللصوص من امثال الضاري ومشعان وبقية الشلة ...بقيت واحدة على الهيئة المستقلة للانتخابات ان تنهي مهمتها بشكل دقيق وامين من خلال اشراك اكبر عدد من اللجان الرقابية على نزاهة الانتخابات وخصوصا في القرى والنواحي البعيدة عن اعين السلطة وكذلك انتخابات الخارج التي يتأمل منها هؤلاء اكثر اصواتهم لانهم بلا شك قد اعدوا العدة لذلك ... وما محاولة طارق لزيادة نسبة المقاعد لعراقيي الخارج الا احدى الوسائل التي تصب في هذا الاتجاه.لذا فأن مراقبة الانتخابات بشكل صارم وشديد هو مطلب جماهيري مهم كونه عنصر اساسي في التخلص من بقية العصابة التي تسللت على برلمان العراق في غفلة من الزمن...اما بقية التكتلات والاحزاب الاخرى فهي صغيرة ولا حاجة لذكرها رغم ان بعضها سيحصد بعض المقاعد البرلمانية ولكنها لن تصل بالتأكيد الى ما أشرنا اليه في تحليلنا من معركة شرسة ستكون بين البعثيين الذين تجمعوا في كتلة بات مفروغا من الاشارة اليها لانها مدعومة دوليا وبين تجمع وراءه شعب سأم وجود البعثيين بينه ويريد ان يوجه لهم هذه المرة الضربة القاضية لينهى النزال في الجولة الاولى .
https://telegram.me/buratha