محمود الربيعي
المقدمة
البيعة قبل الظهور
عن الصادق(ع): " يامفضل كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعة كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايع لها والمبايع له.
من هذا النص نفهم أموراً كثيراً، فماذا يفيد هذا النص، ومالذي يستفاد منه؟ وكيف نستفيد منه؟ والغرض من هذا النص؟ هناك تساؤلات عديدة يطرحها هذا النص، ويحتاج توضيحه الى دليل، ولابد لهذا الدليل أن يكون منطقياً، وفي مثل هذه الحالة ليس لنا إلاّ عن نعتمد على النصوص التأريخية التي وردت عن طريق أئمة أهل بيت العصمة والطهارة، وإما أن يخضع للإجتهاد والتصور، وفي كل هذه الحالات ليس لنا أن نخرج عن المصادر الساسية ومنها القرآن الكريم كتاب الله والعترة الطاهرة عدل الكتاب، وخارج هذه المساحة لنا أن نفكر بحرية مقيدة تعتمد على أسس المنهج العلمي عندما يتوافق الشرع مع العقل وفي مثل هذه الحالات لانكون قد خرجنا عن حدود النص ولاتجاوزنا حدود المصادر الشرعية، فما وافق الكتاب نأخذ به وماتعارض معه نبذناه، فما يمكن أن نستفيد من النص وكيف نستفيد وكيف لنا أن نحمي النص من التجاوزات التي يخوض بها البعض خارج مساحة التشريع وخارج حدود الصلاحية ، وفي هذا المجال خرج علينا كثيرون من أدعياء النبوة والإمامة الشرعية.
ووفق المنهج الإسلامي لايمكن لنا أن نعطل حكماً من أحكام القرآن ولاسنة من سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " غن الحكم إلاّ لله أمر ألا تعبدوا إلاّ إياه ذلك الدين القيم "، " حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة" فالنصوص نصوص لايمكن تجاوزها باي حال من الأحوال لأن فيها صلاح البشرية وقوام حياتها ومشروع سعادتها.
كل بيعة قبل ظهور القائم بيعة كفر ونفاق وخديعة
تعريف البيعة: ومن الباحث العربي عن لسان العرب جاء فيه: والبَيْعةُ الصَّفْقةُ على إِيجاب البيْع وعلى المُبايعةِ والطاعةِ. والبَيْعةُ المُبايعةُ والطاعةُ. وقد تبايَعُوا على الأَمر: كقولك أَصفقوا عليه، وبايَعه عليه مُبايَعة: عاهَده. وبايَعْتُه من البيْع والبَيْعةِ جميعاً، والتَّبايُع مثله. وفي الحديث أَنه قال: أَلا تُبايِعُوني على الإِسلام؟ هو عبارة عن المُعاقَدةِ والمُعاهَدةِ كأَن كلّ واحد منهما باعَ ما عنده من صاحبه وأَعطاه خالصة نَفْسِه وطاعَتَه ودَخِيلةَ أَمره، وقد تكرّر ذكرها في الحديث.
الكفر: ومن لسان العرب ايضاً: الكُفْرُ: نقيض الإِيمان؛ آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت؛ كَفَرَ با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً. ويقال لأَهل دار الحرب: قد كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا. والكُفْرُ كُفْرُ النعمة، وهو نقيض الشكر. والكُفْرُ جُحود النعمة، وهو ضِدُّ الشكر. وقوله تعالى: إِنا بكلٍّ كافرون؛ أَي جاحدون. وكَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها: جَحَدَها وسَتَرها.
ومن لسان العرب جاء فيه: النِّفاقُ: الدخول في الإسلام من وَجْه والخروُج عنه من آخر، مشتقّ من نَافِقَاء اليربوع إسلامية، وقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً، وقد تكرر في الحديث ذكر النِّفاق وما تصرّف منه اسماً وفعلاً، وهو اسم إسلاميّ لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يَسْترُ كُفْره ويظهر إيمانَه وإن كان أَصله في اللغة معروفاً. يقال: نافَقَ يُنافِق مُنافقة ونِفاقاً، وهو مأْخوذ من النافقاء لا من النَّفَق وهو السَّرَب الذي يستتر فيه لستره كُفْره.
ومن لسان العرب جاء معنى الخديعة: وقيل: الخَدْع والخَدِيعة المصدر، والخِدْعُ والخِداعُ الاسم، وقيل الخَدِيعَةُ الاسم. الخَدْعُ: إظهار خلاف ما تُخْفيه. أبو زيد: خَدَعَه يَخْدَعُه خِدْعاً، بالكسر، مثل سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً؛ قال رؤْية: وقد أُداهِي خِدْعَ مَن تَخَدَّعا وأجاز غيره خَدْعاً، بالفتح، وخَدِيعةً وخُدْعةً أَي أَراد به المكروه وختله من حيث لا يعلم.
ووفق المنهج الأثني عشري ففي عصر الغيبة وحسب قول الإمام الحسن العسكري عليه السلام وهو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام أنه قال " فمن كان من الفقهاء، صائنا لنفسه، حافضا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه ". كما ورد عن الإمام المهدي الغائب عليه السلام وهو الإمام الثاني عشر من أنه قال: واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم.
وعليه نخلص إلى مايلي: أن أي إدعاء بالنبوة أو الإمامة قبل ظهور الإمام المنتظر عليه السلام باطل، وإن اي إدعاء بالنيابة المباشرة له بعد غيبته الكبرى باطلة، وعليه يبقى لنا أن نرجع أمور ديننا الى الصلحاء من علماء الأمة ونلتزم بما يشيرون بع علينا من العمل بالعبادات والمعاملات وسائر الحكام الشرعية في الحلال والحرام ومنها تحديد المواقف الشرعية من أعداء الله.
وقت خروج الإمام المهدي عليه السلام
ومن مجموعة الروايات يمكن أن نفهم وقت ومكان خروجه الذي لابد أن لايتقاطع مع الحقائق الموضوعية للظهور، وعلى هذا الأساس فإن كل الإدعاءات التي تتقاطع مع الحقائق الموضوعية لتلك الرؤية ستكون مخالفة من حيث الزمان والمكان، وغير محققة لإجتماع الشرائط والعلامات الحتمية، ولاتحقق الإقتران مع ظهور الشخصيات المهمة المرتبطة بخروج القائم المنتظر، بافضافة الى وجوب تحقق العلامات والظواهر الكونية.
ففي رواية يخرج المهدي عليه السلام من اليمن من قرية تدعى كرعة، وفي رواية أخرى يخرج المهدي عليه السلام من اهل المدينة هاربا الى مكة فيبايعه ناس من اهل مكة بين الركن والمقام، وورد في الروايات من أنه يقوم في العاشر من محرم فيخرج من مكة في البيت بين الركن والمقام وفي وتر من السنين، ثم يأتي على نجف الكوفة يسير اليه 5 الاف من الملائكة منهم جبرئيل وميكائيل والمؤمنون يفرق الجنود في البلاد، ويدخل الكوفة ويكون منزله مسجد الكوفة.
الامام المهدي عليه السلام يوطد أركانه
رد الإمام عليه السلام على الإعتراضات في مواجهة النخبة
وقد جاء في الروايات من أنه: يقوم للمهدي عليه السلام رجل من صلب أبيه (أي من نسبه) فيعترض على طريقة المهدي عليه السلام في تصفية الأعداء بالشدة والقتل فيسأله أفبعهد من رسول الله أم بماذا؟ فيقول القائم عليه السلام أي والله إن معي لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيجدد له البيعة ويقبل رأس القائم عليه السلام، كما يحصل الإمام دعم الأبدال من الشام (مؤمنيهم الممتازين) والعصايب من أهل العراق (مجاميعهم ) بعد بوار السفياني وقومه ذلك الطاغية السفاح الذي يخرج فجأة بنحو غير متوقع، ولنا أن نشير الى أن آخر من يحكم الحجاز قبل خروج الإمام المهدي عليه السلام سيكون شخص إسمه عبد الله، وستكون هناك مواجهة مهمة في عصر الظهور للأعور الدجال.
خاتمة
ماأردنا الإشارة اليه الى أن هناك دعوات ضالة ومضلة وكاذبة فيها كفر ونفاق وخديعة حيث يكون يكون هناك اشخاص يدعون النبوة والإمامة وقد ورد في بعض الروايات من " إدعاء مئة شخص للنبوة وإدعاء عدة اشخاص للمهدية ".
وإن عصر الظهور الصادق لايتم ولايتحقق إلا بتحقق الشرائط والعلامات الحتمية المتعلقة بالشخصيات والظواهر الكونية التي ورد ذكرها في الروايات الموثقة الصادرة عن أهل بيت العصمة والطهارة.
https://telegram.me/buratha