المقالات

خطوة على الطريق الصحيح

657 15:01:00 2010-02-13

حافظ آل بشارة

قرار الهيئة التمييزية باستبعاد المشمولين بالمسائلة والعدالة موقف تصحيحي جيد يعيد الهيئة الى وضعها الطبيعي بعد تحريرها من الضغوط الداخلية والخارجية ، سبب الاعاقة التي حدثت في عمل الهيئة هو محاولة بعض السياسيين ان يقنعوا واشنطن بتشغيلهم حراسا جددا لمصالحها بسعر السوق تحت ابط الديمقراطية في وقت لملمت امريكا مسطرها العراقي مرهقة لتتجه الى المسطر الافغاني لذا رفضت تشغيل عمال جدد ورضخ الجميع لمنطق الديمقراطية الذي اخترعته لنا لتعلم القبائل الحداثة ، جاء قرار الهيئة التمييزية بعد تراشق استمر اياما ، انتصرت ارادة المؤسسات وهزمت ارادة العصابات انها خطوة صحيحة على طريق شطب البعث الصدامي من حياة العراق فكرا وسلوكا وشخوصا ، بقي على القضاء ان يجرجر آذان من يتهمون مؤسسات العراق الدستورية بانها عميلة لايران ! انه قذف للمؤسسات الشرعية ، وتهمة خيانة عظمى ، وتهمة تجسس لصالح الاجانب ، فما مصير كرامة المتهمين ؟ يجب اعتقال القاذفين ومطالبتهم بتقديم ادلة ومحاسبتهم على السكوت والتستر عن هذه الخيانة العظمى فلم يفضحوها الا بعد ان تضررت مصالحهم . يقول الامريكيون ان الذين يتهمون ايران بالتدخل يتملقون لنا ويعرضون خدماتهم بطريقة غير مباشرة ، ويعتقدون ان الناس لايفهمون (علينه ؟ )، المشكلة ان امريكا تدعي الريادة في الديمقراطية والسيادة واحترام الانسان لكن سوء حظنا يجعلها حين تدخل الى اجوائنا تقع فورا في عشق حملة الفؤوس وقطاع الرؤوس ورموز الابادة وتعتبرهم انجح من يحمي مصالحها ويزعج ايران والعراق ، نتمنى لواشنطن الشفاء العاجل الذي يلزمه حكماء غير كيسنجر الذي ينتمي فكره الى ما قبل العولمة وما قبل الخروج من فيتنام وما قبل انهيار توأمي مانهاتن بالطيور الفولاذية ، اما السياسيون عندنا فهم احوج للدعاء انهم بحاجة الى صبر حديدي لتحمل مفاجئات عهد ما بعد صدام ، جهادهم الاكبر الحالي هو ان يقبل المشمولون بالمسائلة والعدالة قرار تقليم الاظافر بهذا المستوى من النظافة والوضوح ، لان هؤلاء الاخوة كانوا يقلمون الرؤوس بالسواطير والايدي والارجل ويقطعون الالسنة بالامواس الحادة ، ويفجرون الالغام في صدور مخالفيهم بالرأي ، لكن العهد الجديد قلم اظافرهم فقط لكي لا يخرمشوا الناس مجددا ، حفظوا لهم حياتهم لكنهم يريدون بلا مزاح ان يعودوا الى السلطة ، حلم مضحك ، والاسلاميون ومرجعياتهم هم السبب في تنمية احلامهم ، لانهم منعوا اصحاب الثارات من تقليم رؤوس الجلادين القدامى بفتاوى دفاعية ملحة بعد السقوط ، ليكون قول القائل منطبقا عليهم (ملكنا فكان العفو منا سجية ... ) لكنهم تصوروا ان الرحمة ضعف وان السمو خوف وان الضوابط الشرعية تراجع ، يعشقون منطق الابادة والتدمير ويرفضون الرحمة حتى لو كانت لاجلهم ! المطلوب اجتثاث البعث الدموي ومحاكمة من اجرم . لكن الذين فشلوا في غسل مضمونهم الدموي وتوترهم الموروث يهزأون بكل القوانين ويضحكون سرا وعلنا من هذه التجربة السياسية الخالية من العنف ، بعضهم يتحدث الى اصدقاءه قائلا : ( طاح حض هيج شغل اشلون ضوجه لا تعذيب لا ذبح لا قلع اظافر لا تعليق بالبنكات لاصراخ مسجونين لا دفن بمقابر جماعية بعد ماتسوه لو نموت هواي احسن ) يستطيع العراق التخلص من جيل المجرمين الذهانيين بالاليات الدستورية ، الاجتثاث رحمة للمشمولين به لانه ينقذهم من الثارات المحققة ، فعندما يصيب اليأس ضحايا البعث ويرون ان الحكومة لا تعاقب جلادا ولا تعيد كرامة ولا تزيل ظلما فسوف يعتمدون على بنادقهم واذا تكلمت البنادق سكتت الديمقراطية واصبح رموز العراق الجديد و رموز الجريمة السابقين مسجلين في قائمة واحدة ومطلوبين للانتقام معا لتصبح العملية السياسية كلها في خبر كان . فليشكر الجميع ربهم فقد دفع الله بالمسائلة والعدالة بلاء عظيما يهدد الفريقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك