المقالات

زيارة الأربعين ...والملايين

817 17:13:00 2010-02-11

سعد البصري

عندما أشرقت شمس الحرية على المساكين والمضطهدين من أبناء الشعب العراقي الذي مارس النظام البائد ضدهم أبشع أنواع التعسف وأقذر سياسات التهميش وطمس الهوية الدينية، وعمل على القضاء على ابسط حقوق هذا الشعب الا وهي ممارسة طقوسه الدينية التي يُنفس من خلالها الإنسان عن همه وغمه، ويتقرب عن طريق هذه الطقوس الى ربه ليستجيب دعاءه ،بزغت هذه الشمس الجديدة لحظة سقوط الصنم البعثي بكل جبروته وتعنته، ورسمت الفرحة

والابتسامة الممزوجة بالأمل والسعادة وانتعش المظلومين انتعاش الارض اليابسة بعد سقوط المطر عليها، واخضرت الأرواح من جديد وانتشت النفوس بنشوة العودة الجديدة الى ممارسة ما فقدوه وافتقدوه سنيناً طوال كادت ان تُميت روح الأمل عند هذا الشعب المظلوم ، وتزامنت فرحة الانتصار بسقوط الطاغية مع تزامن إقامة أول شعيرة من الشعائر الحسينية المباركة الا وهي زيارة الأربعين.. فقد هبت جموع محبي أهل البيت (عليهم السلام ) بالتوجه الى كربلاء المقدسة . كربلاء التضحية والبطولة والفداء مجددة عهد الولاء والوفاء للإمام الحسين (ع) ، فقدمت تلك الجموع صورة واضحة عن مدى عشق هذه الملايين لإقامة هذه الشعائر المباركة، ومدى تعطشهم للارتواء من هذا المنبع الصافي ،الا وهو حب أهل البيت (عليهم السلام) وإحياء أمرهم .فاستمرت هذه المسيرات لا بل وصارت تزداد عاما بعد عام وتتوسع اكثر فأكثر ، فأزداد عدد المواكب الحسينية الخدمية ،وانتشرت على طول الطرق الرئيسية والفرعية ،وهي تقدم الخدمة الكاملة للزائرين من مأكل ومشرب ومنام وخدمة صحية وطبية وغيرها، بل ان اعداد الزائرين والوافدين الى كربلاء اصبح يزداد سنة بعد سنة وأصبحت هذه الأعداد المهولة تشكل خطرا على أعداء أهل البيت (عليهم السلام) لما تمثله من تفاعل حقيقي وملموس مع القضية الحسينية ،ولم تقتصر الزيارة على أبناء الشعب العراقي الذي ترك اغلبهم دورهم خالية ومنازلهم فارغة وخرجوا عن بكرة أبيهم متوجهين لزيارة الإمام الحسين (ع) مشيا على الأقدام ، بل كان لمشاركة المسلمين الشيعة من كل بقاع الارض الدور الواضح في نشر مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) والمساهمة في الترويج عن هذه الزيارة المليونية لكل العالم ،والتي يحاول الاعلام الغربي وحتى العربي ان يهمشها ولا يذكرها ويعتبرها شيئا عابرا ..ولكن هيهات فقد كانت الكلمة الفصل لتلك الجموع البطلة والتي تجاوزت أعدادها الـ(14) مليون زائر والتي مهما تعددت لغاتها والوانها جاءت لتهتف بصوت واحد رغم أنوف الأعداء وتحدياً للإرهاب...(لبيكَ يا حُسين)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2010-02-13
الحمد لله ...ولا اله الا الله....والله اكبر...ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...احسنت اخي العزيز سعد البصري...وفقنا الباريء عزوجل للثبات على ولاية ال بيت المصطفى....وفقكم الله تعالى لكل خير...وشكرا لمقالك بحق زيارة الاربعين...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك