المقالات

السيناريو القادم في العراق

1224 10:03:00 2010-02-11

بقــلم : مصطــفى مهــدي الطــاهـر

تعقيدات الوضع الحالي في العراق ‘ تجعل اغلب العراقيين في حيرة من امرهم‘ فهم لايعلمون الى اين تتجه البلاد في خضم هذا الكم الهائل من التناقض والتباغض بين كتل وكيانات واحزاب لها اجندات وغايات مختلفة ‘ فمنها من لايؤمن اصلا بالعملية السياسية الجارية ‘ ولا يالوا جهدا من اجل الايقاع بها ‘ ويتمنى زوالها باسرع مايمكن!! لذا وضع قدما فيها واخرى مع اعداءها ومااكثر اعداءها سواء في داخل البلاد او خارجها ‘ واصحاب هكذا كيانات انما ارادوا من خلال المشاركة فيها ‘ بالاضافة للامتيازات الهائلة‘ هو اعاقتها وشلها من داخلها ‘ عبر وضع العصي في دواليبها ‘ بغية ايقافها عن العمل ومن ثم الايحاء للناس بعدم جدواها وان زمن الدكتاتورية افضل منها!! وفي ذات الوقت تقوم العصابات المرتبطة بهم والممولة منهم ومن دول وقوى اقليمية ودولية ‘ بعمليات اجرامية وتخريبية ‘مكملة لما يقوم به السياسيون !؟ الذين دأبوا على اعاقة مسيرة العملية السياسية باي شكل من الاشكال وبكل الاساليب المتاحة لهم.

هذه الكيانات بدأت تتقيأ مابداخلها من سموم بشكل اوضح من ذي قبل ‘ من خلال اعترافها ولو بشكل غير مباشر بعلاقاتها مع القوى الاجرامية‘ التي لوحت وتلوح باستخدامها لاجهاض الحالة الامنية في البلاد‘ ومحاولة ايقاظ الفتنة الطائفية‘ وهي الجسر الاقوى والاقصر الذي اوصلهم الى غاياتهم واهدافهم .

اذن السيناريو القادم في العراق في ظل هكذا كيانات موبوءة ‘ اذا مااعلنت الهيئة التمييزية مصادقتها على قرار منعها من المشاركة في الانتخابات القادمة !! ‘هو العمل بجد على الانقلاب التام والعلني على العملية السياسية وذلك من خلال القيام بعدة خطوات تمهيدية ‘ تبدأ اما بانسحاب حلفاء تلك الكيانات من الانتخابات او المشاركة فيها ومن ثم الطعن فيها بغض النظر عن مدى نزاهتها ‘والاعلان عن عدم شرعيتها وطبعا هذه الخطوة ستكون مسبوقة بالتنسيق مع قوى ومنظمات اقليمية ودولية كالجامعة العربية! والامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ‘ ثم محاولة تحشيد مؤيديها للخروج بمظاهرات تندد باقصاءها او بنتائج الانتخابات ‘ كل هذا يترافق مع الاعمال الاجرامية للأذرع المسلحة لهذه الكيانات‘ وبحملة اعلامية شرسة من ابواقها الاعلامية الكثيرة من داخل العراق وخارجه. وبالتأكيد انها ستحاول العمل على تزويرها مااستطاعت لذلك سبيلا.

ستتعرض الحكومة العراقية وجميع الكيانات المؤيدة للعملية السياسية الحالية الى ضغوط عربية ودولية هائلة‘ منها التلويح بابقاء العراق تحت طائلة البند السابع‘ وربما التهديد باسقاط الحكومة!! وايضا التهديد المبطن من خلال التحذير من تردي الوضع الامني في البلاد ‘ في حال الاصرار على استبعاد المشمولين بقرار هيئة المساءلة والعدالة. فما هو الموقف الذي يجب ان تتخذه الحكومة وهذه الكيانات؟

في اعتقادي ان على الحكومة وهذه الكيانات هو ان تصطف مع الشعب وتحترم خياره في منع العفالقة من الاشتراك في الانتخابات ‘ وان تحترم تضحياته وآلامه‘ وان لاتعبأ للتهديدات لان العفالقة اساسا لم يبقوا سلاحا ولا وسيلة ولا مخططا ولا طريقا الا سلكوه من اجل افشال العملية السياسية الحالية‘ فمالذي بقي بايديهم ولم يفعلوه؟!!! لاتركنوا الى الصيحات العربية والدولية التي بالتاكيد ستتعالى في قابل الايام‘ ولكن الركون الى الشعب والاعتماد عليه كفيل بافشال كل ذلك رغم انوفهم‘

على الكيانات المؤمنة بالعراق الجديد ان توحد صفوفها وتنبذ خلافاتها او تؤجلها ‘ فالخلافات الان حتى ولو كانت لمقتضيات انتخابية سابقة لاوانها‘ لان المحدق بها وبالشعب عموما من مخاطر ومخططات خبيثة‘ يوجب رص الصفوف ووضع المصلحة العامة للبلاد فوق المصالح الحزبية والفئوية.

وعلى الشعب الذي اعرف انه وانا معه مصاب بخيبة امل مما يجري في العراق من تقريب البعثيين واستجداء رضاهم والبحث عنهم اينما كانوا ليس في العراق فحسب بل في اليمن وسوريا والامارات والاردن....الخ واعطاءهم ( حقوقهم!!!!!) من رواتب وحصة تموينية‘ وكأن اجرامهم بحق الشعب رتب لهم حقوقا وامتيازات!!! على الشعب ان لاتدفعه خيبة الامل هذه ان يقول ( شعليه) .

اعلم تماما ان الشعب محبط وان الغالبية الساحقة من ضحايا الطاغية المقبور وجلاوزته واذذنابه ‘ لم يتم انصافهم حتى هذه اللحظة‘ بل ان مؤسسات الدولة تغص بالبعثيين ‘ بينما لايتم تعيين او توظيف ذوي الشهداء الا بعد ان يجففوا جيوبهم ويريقوا ماء وجوههم‘ اقول كل هذا يجب ان لا يجعل رد فعلهم يذهب بالاتجاه الخاطيء ‘ فيتركوا الساحة للعفالقة‘ لتعود ليس السرقة والفساد المالي والاداري وحسب بل ستعود المقابر الجماعية وقطع الرؤوس والآذان والآلسن ووشم الجباه ‘ وتحويل الشعب الى طبقتين هما طبقة سادة وطبقة عبيد.

على الشعب ان يحسن الاختيار وان يعطي صوته لمن يستحقه فعلا ‘ بغض النظر عن انتماءه او صفته الاجتماعية او الوظيفية ‘ بل يجب ان يفتش عن اولئك الذي يحملون صفتي النزاهة والكفاءة معا وإلا فلا‘ ولكن ليكن شعاره دائما وابدا --لا مكان للعفالقة والمفسدين في عراقنا الجديد--‘ واضغطوا على ان يتم افصاء من تم الان تعيينه منهم في دوائر ومؤسسات الدولة‘ ولايخيفونكم بحمل السلاح ‘ لانهم فاسدون في كل الاحوال ‘ سواء كانوا في داخل مؤسسات الدولة او خارجها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طائر الابابيل
2010-02-14
المفسد يبدا من بيته والمصلح ايضا من بيته انها نطفه واصل النطفه اهو حلال ام حرام اذا كان بعثيا او غير بعثيا نحن لا نحاسب على الفكر او الاعتقاد بقدر ما نحاسب على الفعل والعمل هذا ما علمنا الله سبحانه وتعالى ونبينا وولينا وعليه فكل من ارتكب جريمه فهو مدان ويجب ان يعاقب على قدر جرمه وكل من احسن عملا واخلص يجب ان يكافا سواء كان بعثيا او غير بعثي هذا منظور العدل والمساواة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك