المقالات

كم كان ولايزال حزب البعث (بني امية العراق) مكروها ومنبوذا عندنا ؟

1184 20:37:00 2010-02-10

قيس الخفاجي

(اعقل كل شئ الا شئ واحد اسمه حزب البعث) هذه الكلمة التي كان يرددها الشهيد مربي الاجيال الوالد الحنون ولازالت لها صدى في اذني لحد هذه اللحظة.

رحمه الله الشهيد كان قد قتل بيد البعث المجرم في المقابر الجماعية مع اخوتي الثلاث الاخرين بسبب مواقفه وبفعل التقاريره القديمة حيث تقاعد سنة 1987 من التدريس من ثانوية تموز 14(تدريس مادة الرياضيات )السادس بفرعيه الادبي والعلمي بعد ان كان عنصر خلاق في اختصاصه وكنت اتذكر انه الف كتاب رياضيات عام 1969 وهو اليوم محفوظ في الارشيف, واكتشافه طرق الرياضيات الحديثة انذاك وهي من ضمنها قابلية القسمة على الارقام التالية 7,11,5, وقد رفض تاليف الكتاب باسمه (لكون الوالد غير بعثي) بيد انه كان يهدى له ايام محمد محجوب وزير التربية (المعدوم) انذاك سنويا من قبله بسبب تخريج اعلى نسبة معدلات ونجاح في مدارس الاعدايات الفرات الاوسط.وكان قد اجبر على التقاعد بسبب مواقفه المبدئية من حزب البعث حيث اجبر على التقاعد, حيث خير بين ان يكون مفتشا لمادة الرياضات لكل مدارس الثانوية لدائرة الحلة في مديرية التربية ويكون بعثيا بالاجبار او الاحالة على التقاعد وهذا ماكان قد حصل عام 1987 .

حيث بدءت حملات التبيعث وكما اتذكر عام 1976 فمدير الثانوية كان دائم التهديد الى الوالد الشهيد ان ينظم الى ذلك الحزب المنافق بيد ان اصرار الوالد ومبدئه دائم الرفض حيث كان المدير يضطر الى فصله من المدرسة ونقله الى ثانوية اخرى وهكذا كانت بقية المدارس الاخرى تتبع نفس منهج ذلك المدير, واخيرا قد وفق في متوسطة في منطقة الثورة مع ابناء الفقراء ليمد ذراعه وعلمه اليهم فاحبهم واحبوه وكنت انا التمس ذلك حيث عرفت كم هي علاقتهم به والعكس اثناء سفري معهم , فهو نزيه عزيز وكريم النفس يابى الظلم مهما بلغت الامور حتى لو كلف ذلك حياته وحياة عائلته وهذا ماكنا نلتمسه كثيرا بايامنا المعتادة وخصوصا في بداية الحرب مع ايران الاسلام , وكثيرا ماكنا نلتمسه من خلال الكلام المتبادل بينه وبين الوالدة عن ان يكف ويتوقف عن الكلام الذي يضر به وبنا كابناء, حيث اننا كنا نعرف جيدا ان النظام في ذلك الوقت نظام (جبان) في اول ايامه ولكنه بنفس الوقت (غدار) اي انه كان لايستطيع ان يقتل الوالد اويغدر به اويسجنه بصورة مباشرة لان الوالد واهله من الاهالي المعروفون في الحلة وكلمته كانت مسموعة على نطاق مثقفي الحلة وكونه مربي اجيال خرج كثير من الشخصيات المعروفة في العراق من مدارس التي كان الوالد يدرس فيها هؤلاء سني الخمسينيات(اعرفهم بالاسماء) , لكن اني كنت احمل من العمر الذي ناهز 17 سنة حيث وبدون سبب القي القبض على عمي وزج بعدها في ابوغريب وبعدها زج به في اتون الصحراء (البسيتين) الحدود العراق وايران 1980(قبل الحرب) مع كثير من الشباب المتهم (بحزب الدعوة) حيت تعمد بقتلهم هنالك ومن ضمنهم (عمي): لكي يفهم العالم انذاك ان الحرب بدءتها ايران, فالتفاصيل اتت الى الوالد من مصدر احد افراد الجيش وهو من بغداد جاء ليعزي الوالد وهو من الكتبة الكندي للدروع (الدبابات) حيث كان صدام قد جمعهم في تلك الكتيبة وارسل طائراته (الميغ) لقصف تلك الكتيبة العراقية وقتل فيها هؤلاء الشباب المغدور بهم ومن ضمنهم عمي, فثارت حمية الوالد الشهيد حيث كنت في جامع (العلامة ابن ادريس) في الحلة وكلنا نعلم ان صور صدام كانت في كل مكان حتى في الجوامع والحسينيات وبشكل ملزم ولكن الذي فعله الوالد ان مزق تلك الصور ودائما يمنع دخول صور صدام الى البيت وكانت ضمن حملة البعثيين تفتيش المنازل ويجبرون الناس على الصاق تلك الصور ولكن كان الوالد يابى ذلك وفي احلك واصعب الايام التي تمر على العراق حيث الذي كان اي احد عليه اي اشارة يزج في السجن وبعدها يعدم, ولكن نرى الوالد يزيد في نفسه الاصرار و العزيمة في الاستمرار بذلك الدرب الذي كان الكثير من الناس يتجنبونه ويخافون منه فارتفع صوت الوالد في ذلك الجامع وفيه كثير من المعزين لالوالد واخذ ينادي (ليعلم حاضركم به غائبكم ان الذي قتل اخي هو البعث وصدام) واخذ يرددها ايضا في مقبرة السلام اثناء دفن (عمي) وكذلك بدء شاكيا مرددا تلك الكلمة عند مرقد امير المؤمنين علي ع, فانا كنت احد افراد العائلة من المتطلعين وبشكل مستمر عما يدور بعائلتنا وبشكل مستمر حيث كثير من المنافقين في الحي الذي نسكن فيه منهم البعثيون يكتبون التقارير ومنهم بالاسماء نعمة عنون, خضر الدليمي, وغيرهم كنا نتحسس منهم وكذلك اهلي يبادلونني نفس ذلك الشعور ولم نكن نتوقع للاسف من اشخاص معروفون بنسبهم ان يكون هو كذلك مشترك بكتابة التقارير وهم اليوم في مناصب حساسة ويدعون انهم قواد انتفاضة1991 يشرب الخمر ويسرق, وكان دائما يبلغ ان يذهب الى دائرة الامن ليستفسروا منه , وكنت انا كذلك من المراقبين من تلك زمرة البعث وما ان تخرجت حتى تعينت في دائرة المساحة-بغداد انذاك عام 1986 وكانت الحرب بين صدام وايران حامية الوطيس في الفاو حيث استدعيت الى مكتب امن الدائرة بتهمة الانضمام الى حزب الدعوة بسبب اني كنت اصلي, والوالد كان له الكلمة من ذلك النظام الغبي, المنافق والمجرم, فكانت نتائجها ايضا هو ترقين قيد (طرد) احد اخوتي من كلية التربية- جامعة بغداد والاثنان الاخران معهد التكنولوجي -الحلة ومن ثم استشهادهم مع الوالد, في حين اني كنت اقرء بوجه الوالد ذلك الوجه المملوء والموهوب بالصبر والذي كان يعرف في داخل نفسه انه سوف يرحل عنا مع بقية اخوتي ويرددها مرتان انذاك ونحن على مائدة الطعام وكنا متعجبون من قوله.

وكان ذلك تخطيط من زبانية البعث (بني امية العراق المنافقون) بعد نهاية حرب الكويت وطرد جيش صدام اللقيط من الكويت بدءت ماكنا ننتظره فخيرة الوجهاء في الحلة قد بدءت مراقبتها من قبل البعث اثناء الانتفاضة بعدة وسائل يتفننون بها وكنت انا من الذين يتحسسون من وجود جواسيس في الانتفاضة 91 بعد ان سمحت الولايات المتحدة معها امة الاعراب الضوء الاخضر لصدامهم اللقيط في اعدام الوجهاء وخيرة ابناء العراق ذلك الوقت.فهذا هو ديدن الجبناء البعثيون الصداميون لكن قبل تلك الايام والسنون ابى قليل من الذين انضموا لذلك الحزب اعلنوا التوبة منه بعد ان عرفوا ان صدام اللقيط بدء سيحرثهم فهم اولا منقذون من اشتراكهم معه. والله عزوجل يقبل توبتهم ولكن كثير منهم استمروا بمنهجه فاستحقوا العقاب من الناس والرب بعد ذلك والى اليوم.فاذا الوالد الحنون الشهيد سجل مبدئ وموقف هو وعائلته رغما عن كل شئ, والانسان بحد ذاتة موقف, وتعلمنا منه كل فرد من افراد العائلة كيف يكن للانسان مهما كانت هويته لحظات موقف ولحظات تصرف.فالحسين سيد الشهداءع وال بيته ع سجلوا انبل المواقف في الطف لن ينسها التاريخ مهما طال امدها, التي ركعت لها الطغاة على مر العصور وذكرعبرها احرار البلدان لتكون نبراس ومتراس لكل من يريد امتصاص رحيقها العذب. .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك