احمد عبد الرحمن
من المقرر ان تنطلق الحملات الدعائية الانتخابية يوم الجمعة المقبل، الموافق الثاني عشر من شهر شباط-فبراير الجاري، وتستمر حتى قبل ثمان واربعين ساعة من موعد اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، أي الى صباح يوم الخامس من شهر اذار-مارس القادم.وطبيعي ان مجمل الحراك السياسي سينعكس من خلال الحملات الدعائية للكيانات السياسية والمرشحين الذي يتجاوز عددهم الستة الاف مرشح في عموم البلاد.ولاشك ان الحملات الدعائية الانتخابية ستتضمن في جانب منها اطروحات ورؤى وشعارات مختلفة ومتباينة، وهذا امر طبيعي في سياقات اية عملية ديمقراطية حقيقية، وفي ذات الوقت امر ضروري، لانه يتيح للناخبين التعرف بصورة مفصلة وواضحة على توجهات المرشحين حتى يختاروا الاقرب الى همومهم وتطلعاتهم وطموحاتهم ومطاليبهم.وستتضمن الحملات الدعائية الانتخابية في جانب اخر منها، تشخيص الكثير من الاخطاء والسلبيات، والوقوف على مكامن القصور والتقصير، التي شهدتها مرحلة الاعوام الاربعة الماضية في ظل الحكومة الحالية والبرلمان الحالي، وهذا هو الاخر ضروري ومهم الى حد كبير، لاجراء المقارنات بين ماهو كائن وماينبغي ان يكون. بعبارة اخرى ان البرامج والمشاريع والوعود التي سوف تطلقها القوى والكيانات والشخصيات السياسية المختلفة لتحقيق مكاسب في الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون كثيرة، وذلك امر طبيعي جدا ، وهو جزء من مظاهر التنافس في الحملات الانتخابية في كل انحاء العالم، وجزء غير قليل من تلك البرامج والمشاريع ربما يفتقر الى الارضيات والاسس الواقعية، والوضوح في الرؤية، والادوات والوسائل العملية لتنفيذ البرامج والمشاريع.لذا لابد ان يكون طرح البرامج والمشاريع السياسية، مرتبطا بجملة من العوامل والظروف، ومن بينها ، القاعدة الجماهيرية والامتداد الشعبي لهذا الحزب او الكيان او ذاك ، والتاريخ النضالي والسياسي له، وطبيعة مناهجه واليات عمله، واطروحاته وافكاره ورؤاه حول القضايا المهمة والحيوية ، ومواقفه حيال ما تشهده الساحة السياسية من وقائع واحداث واثر تلك المواقف في توجيه الامور.والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي بأعتباره احد ابرز الكيانات التي ستخوض غمار المنافسة الانتخابية ضمن الائتلاف الوطني العراقي، الذي يضم مجموعة من القوى والكيانات والشخصيات الخيرة، يمتلك امتدادا تأريخيا كبيرا، ورصيدا جماهيريا واسعا، ورؤى وتصورات واطروحات معمقة، تجعل منه رقما مهما وموضع استقطاب وجذب لقطاعات واسعة من الجماهير العراقية في مختلف مدن البلاد.
https://telegram.me/buratha