المقالات

الطبع غلب التطبع

822 17:14:00 2010-02-10

حافظ آل بشارة

الطبع غلب التطبع / حافظ آل بشارة hafizbshara@yahoo.com ليس حراما ولا جريمة ان تتنافس القوى الوطنية في ما بينها للوصول الى السلطة خاصة عندما يدعي كل طرف منهم بانه عاشق للشعب العراقي ومتيم به ، ولكن الجريمة بعينها ان يتحول التنافس السلمي الى صراع وحشي مع غياب الحكم الذي يفصل بين المتذابحين ، احدى اهم نقاط الافتراق بين الدول المتقدمة والمتخلفة هو تقنين الصراعات السياسية داخل البلد لكي يمكن تضييق رقعة اضرارها التي تلحق بالمجتمع عادة ، وتقنين الصراعات يعني الخضوع لقانون يعترف به الطرفان والقانون المعترف به والمحترم لايمكن ان يؤدي دوره بدون وجود سلطة تقوم بتنفيذه وهي القضاء ، والقضاء يكتسب احترام الجميع له وكونه مستقلا وفوق الميول والاتجاهات ، من قدرته على اثبات هيبته وقوته ، القبول بوجود حكم بين المتخاصمين يعني خروج كل متخاصم عن هيمنة اهواءه الذاتية وتوطين النفس على قبول رأي موضوعي ، عندنا في العراق كلما حدثت ازمة واشتعل الصراع المقدس بين القوى و ضاع الحابل بالنابل واراد المتخاصمون ان يلجأوا الى حكم ، قبل ان يقول الحكم كلمته يجد انه اصبح ضمن الازمة أي اصبح جزء من المشكلة وليس جزء من الحل ، فينشغل بتلقي اللكمات من طرف لايقبل بأي حكم ، وعندما تتكرر الظاهرة يمكن ستخراج قاعدة منها ، وبالتكرار ظهر ان الذين يرفضون احكام القضاء العراقي هم الصداميون الذين دخلوا العملية السياسية بتسلل غير محسوب ، وبعض السياسيين الذين لم يكونوا صداميين بل كانت تربيتهم السياسية متأثرة بمنظومة البعث الاستبدادية ، قضايا كثيرة في الساحة السياسية تدخل القضاء العراقي لحلها ، وكانت دائما تشكل فرصة لاختبار جديد لمدى قبول القوى المشاركة في العملية السياسية بآليات ومرجعيات العمل القضائي في العراق ، افرزت الاحداث حالات غريبة ومفاجئات ، هزة بسيطة تكفي لاعادة الجميع الى اصولهم وكشف حجم الاكاذيب السابقة التي سخرت لتلميع الوجوه السوداء ، هزة بسيطة جعلت الفريق الصدامي يتهم القضاء العراقي فورا بأنه غير مستقل ، ويتهم مؤسسة دستورية بانها تابعة لايران ، وهذا يعني غياب الحكم من حلبة الملاكمة السياسية المتواصلة ، وحين يغيب الحكم فمن الطبيعي ان يعود الفريق نفسه الى لغته القديمة ، بعضهم يهدد بسيل من الدماء وبعضهم يدعو دولا اجنبية الى التدخل في شؤون بلاده لانقاذ حزبه وبعضهم يعود الى التحريض الطائفي ، وكما قال المثل : الطبع غلب التطبع ، لايمكن لورثة النهج الصدامي ان يكونوا حالة مغايرة ، احداث تجعلنا نتذكر نهج صدام في الغطرسة الذي واصله حتى في المعتقل ، حدثنا صحفي نقلا عن محقق قال انه كان يحقق مع صدام قبل انعقاد المحكمة فكان السؤال : لماذا قمت بتهجير العراقيين الى ايران وهم عراقيون نسبا وسكنا منذ اقدم العصور ؟ فأجاب صدام بغطرسته المعهودة : ( اولا انت مبين عليك ايراني وآني ما اقبل يحاكمني واحد ايراني ثانيا العراق ملكي اطرد منه من اشاء وابقي فيه من اشاء ) ، سبحان الله المنطق نفسه يتفجر الآن عبر فضائيات عديدة يردده ورثة صدام وكبار جلاديه القدامى وغلمانه ، المعنى ذاته : ( نحن العراق والآخرون اعاجم ) و( يا امريكا ادركينا انقذينا ونحن في خدمتك )، وهم يترددون على السفارة الامريكية بشكل علني ، القضاء عندنا والقوى المخلصة مقصرون جدا وهم يتفرجون على فريق يمارس اخطر الخروق بدون رادع ، لماذا يسكت القانون العراقي على اشخاص ، يشككون بمصداقية القضاء ، يشككون بمصداقية المؤسسات الدستورية ، يحرضون على العنف الطائفي ، يحرضون الدول الاجنبية على التدخل في شؤون العراق، الا يجب رفع شكاوى ضدهم ثم مقاضاتهم بعدالة ، اذا كان قضاء البلد مهانا ومؤسساته الدستورية فاقدة الهيبة فمن الذي يحترم مثل هذا البلد ؟ ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-02-11
صح لسانك يا اخ حافظ..والله هؤلاء البعثيين يتلونون حسب مايحقق اهدافهم الخسيسه ويتحالفون مع الشيطان من اجل اهدافهم فليس عجيبا يستنجدون بامريكا بعد ان قالوا انهم اعداءها كذبا..يجب الانتباه لهذه الحثاله البعثيه واستئصالها كما يستئصل السرطان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك