بقلم:الكاتبة نوال السعيد
مرت عشرة اشهر او اكثر من ذلك بقليل على استلام مجالس المحافظات الجديدة والحكومات المحلية مهامها على ضوء انتخابات مجالس المحافظات، ولكن لم تتغير كثير من الامور، وتبددت وضاعت كثير من الوعود التي اطلقتها الكيانات السياسية، والتي حققت نتائج جيدة في الانتخابات، مما مكنها من استلام زمام الامور التنفيذية في عدد غير قليل من المحافظات.لماذا بقيت الوعود والمشاريع والبرامج الانتخابية حبرا على ورق، ولم يتطور الواقع الخدمي والحياتي، ولم يجد كثير من الناس المحرومين والمهمشين والمضطهدين حلولا ومعالجات لمشاكلهم، بل وحتى الخطط والمشاريع التي كانت قد شرعت بتنفيذها مجالس المحافظات والحكومات المحلية السابقة، بقي الجزء الاكبر منها-او جميعها-على حالها؟.بعض المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات الذين ينتمون الى حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، اعترفوا في مناسبات عديدة انه ليس بأمكانهم ان يفعلوا شيئا، لاكثر من سبب، منها ضعف التخصيصات والموازنات المالية المخصصة لمحافظاتهم، والسياقات الروتينية، وحجم الفساد الاداري والمالي، والتدخل الكبير من قبل الحكومة المركزية في عمل الحكومات المحلية.وخلف الابواب المغلقة وبأصوات منخفضة اشبه بالهمس، يقولون ان رئيس الوزراء خذلنا وكنا نأمل منه الكثير، وكان الناس يأملون منا الكثير بأعتبار اننا من حزب رئيس الوزراء، لكن للاسف بدأنا مشلولين وبقينا مشلولين.!!!..وايا كان السبب الحقيقي وراء فشل او اخفاق الحكومات المحلية، فأنه في النهاية يعكس ان التقييمات للحكومات المحلية السابقة ومجالس المحافظات السابقة لم تكن موضوعية، ومرتبط بطبيعة الانجازات المتحققة، وعلى ضوء الظروف والعوامل المحيطة، وانما جاءت على خلفية مواقف سياسية ضيقة ومتشنجة، وهذا ما اثبتته واكدته تجربة الحكومات المحلية ومجالس المحافظات الجديدة.ومن المؤكد ان الناخب حينما يذهب في السابع من اذار القادم الى صناديق الاقتراع فأنه سيراجع سريعا المواقف والشعارات والوعود ويقارنها بالواقع المتحقق، ويرى من اوفى بوعده ومن ضرب ما وعد به عرض الحائط.
https://telegram.me/buratha