المقالات

عناصر النجاح

1016 20:34:00 2010-02-09

احمد عبد الرحمن

لايمكن لمشروع وطني شامل ومتعدد الجوانب والابعاد ان ينجح ويتقدم الى الامام من دون توفر مقومات وعناصر وظروف النجاح، وهذه الاخيرة لاتتأتى من فراغ، وانما ترتبط بالارادة الحقيقية، والنوايا الصادقة، والارتفاع عن النزعات الضيقة،.اول وابرز مقومات وعناصر النجاح، هي الاحتكام الى مرجعية محددة وواضحة الاطر والمعالم والملامح، وتكون موضع اجماع، وهنا فأن الدستور الدائم يمثل المرجعية التي تتوفر فيها مثل هذه الخصائص والميزات، فهو كتب بمشاركة مختلف القوى والكيانات السياسية والمكونات الاجتماعية المتنوعة للشعب العراقي، وحدد الاطر العام للحقوق والواجبات، وطبيعة النظام السياسي واليات تداول السلطة، وحتى سياقات تعديل الدستور نفسه.ولاشك ان أي تجاوز او قفز على الدستور، يمثل نكوصا وتراجعا الى الوراء، وتمهيد الطريق من جديد لعودة الديكتاتورية والاستبداد وعهد الانقلابات العسكرية ومؤامرات الغرف المغلقة والدوائر السرية. وتجنب تسييس القضايا الوطنية، والمصالح العليا للبلاد، واخضاعها للاجندات والمشاريع الحزبية والفئوية الضيقة، يمثل العنصر الاخر من عناصر ومقومات نجاح المشروع الوطني.فالتسييس يعني استئثار واحتكار واقصاء، وكل ذلك يعني دفع مصير البلد الى حافات خطيرة ومنعطفات حساسة، وهذا يفضي الى نفس النتيجة التي يفضي اليها التجاوز والقفز على الدستور.وقد شهدنا خلال الاعوام الستة المنصرمة، كيف ان توجهات وحسابات ومواقف خاطئة لبعض الاطراف والشخصيات السياسية قد تسببت بأزمات ومشاكل كان من الممكن الا تحدث لو ان تلك التوجهات والحسابات والمواقف بنيت على اسس ومعايير واعتبارات وطنية صحيحة.والعنصر الثالث من عناصر نجاح المشروع الوطني، هو عدم السماح للقوى والاطراف الخارجية، ايا كانت طبيعتها وتوجهاتها بالتدخل في الشؤون الداخلية، تحت أية ذريعة او مبرر، بعبارة اخرى لابد من التمسك بمبدأ السيادة والاستقلال وترجمته الى واقع عملي على الارض، وبدون ذلك فأن المشروع الوطني يصبح حبرا على ورق، ويغدو عرضة لتجاذبات مشاريع واجندات خارجية لاتمت الى المصالح الوطنية بصلة، ناهيك عن كونها تفتح الباب واسعا لتحويل البلد الى ميدان لصراعات وحروب متعددة المظاهر والاشكال، ليس لابناء البلد ناقة فيها ولاجمل.وفي هذا المنعطف السياسي المهم والحساس، والذي يتهيأ فيه ابناء الشعب العراقي لخوض الاستحقاق الانتخابي المقبل، فأن المحافظة على المشروع الوطني، وتعزيز نجاحاته وتلافي اخفاقاته، يمثل مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع، وامانة في اعناق كل من يريدون الخير والعزة والكرامة لهذا البلد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كنز
2010-02-11
اهم مقومات نجاح الديمقراطيه والحفاظ عليها في العراق 1- عدم ارتباط الاحزاب السياسيه المشاركه في العمليه السياسيه بجهات خارجيه 2- يجب عمل الاحزاب والكتل السياسيه لصالح العراق وشعبه وليس لجهات خارجيه 3-تنظيف دوائر الدوله من جميع العناصر الفاسده ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب 4- احترام حقوق الانسان العراقي 5- يجب اخذ المشوره من المراجع الدينيه 6- اعادة اعمار العراق وتوزيع الثروه 7- الاهتمام بالاسره العراقيه وخلق فرص عمل للجميع 8- التسامح بين العراقين
كنز
2010-02-11
ان اهم العناصر في النجاح والمحافظه علئ التجربه الديمقراطيه في العراق 1-الاحتكام الئ الدستور 2- استقلال القضاء والجيش والامن والشرطه 3-محاربة الفساد الاداري والسياسي والمالي 4-احترام القانون وتطبيقه علئ الجميع 5- احترام المواطنه ورد الاعتبار للمواطن 6-العدل والمساوات بين كل اطياف الشعب العراقي 7-محاسبة الفاسدين والمجرمين وكل من سرق اموال الدوله وملاحقتهم من قبل القضاء العراقي في الداخل والخارج
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك