علي حسين غلام
الأزدواجية وجه من وجوه أمريكا التي تدعي أنها راعية للديمقراطية والحرية في العالم بالأضافة الى العديد من وجوه القباحة التي يندى لها جبين الأنسانية والحضارات لما فيها من متناقضات وسلبيات كارثية على الديمقراطية نفسها وعلى المفهوم الفلسفي للأنسانية وعلى أرادة الشعوب المغلوبة على أمرها من النظام العالمي الجديد ، وعلى تطلعاتهم وطموحاتهم في تحقيق الأهداف والغايات النبيلة والمشروعة بما ينسجم مع المصالح الوطنية العليا لتلك الشعوب ، أن هذه الوجوه قد تم صنعها من قبل القوى المتنفذة وأصحاب القرار التي هي متعددة ومتدرجة من حيث المسؤولية والقوة السياسية والأقتصادية ، وتستخدم الوجوه وفق متطلبات وحاجات ومتغيرات الأوضاع السياسة الأمريكية والعالمية أو مستجدات الأحداث أو الضرورات العسكرية والأقتصادية وكل ما يهدد ويؤثر على المصالح العليا والأمن القومي لها وفق رؤيتها وتخطيطها ، وفي العراق وفي هذا الوقت بالذات تستخدم أمريكا الأزدواجية في المواقف من حيث المعايير والأسلوب والسلوك ، فتقف مع الشيعة حين تكون مؤشرات ساحة الصراع ضد البعث الصدامي والقاعدة الأرهابي لتعطي شرعية ومبرر دخولها وتحريرها العراق بسبب مظلومية الأغلبية والمعاناة والأضطهاد والعبودية على يد الجلادين من الأقلية ، وتقف مع السنة بسبب الضغوطات العربية وخصوصاً من الدول الستة ، أوعند تأزم الموقف مع أيران وأتهام الأغلبية بالموالاة اليها وتنفيذ أجندتها ، على أساس ان أيران تلعب دوراً رئيسياً ومؤثراً في الساحة السياسية العراقية ، ولابد من وضع حد لهذا التدخل والنفوذ الخطير وفق تصوراتها ، وبالأمس القريب وقفت مع البعثيين في سابقة خطيرة لأعادتهم الى العملية الأنتخابية بعد أجتثاثهم من قبل هيئة المسألة والعدالة ، بتأثير دولي و بضغوط من هيئة الأمم المتحدة و الجامعة العربية ، وبحجة عدم دخول البلد في دوامة العنف مرة ثانية والعودة الى المربع الاول ، متجاوزة السيادة الوطنية للعراق والتطاول على الدستور وفرض الوصاية على أرادة الشعب ومحاولة لوي ذراعه والمساس بوحدته وبمكتسباته الوطنية التي تحققت في أزالة الظلم والظالم الى الأبد ، أن أمريكا لعبت لعبة خبيثة وأنتهكت القانون وتحايلت عليه بالتواطئ مع هيئة التمييز التي تنظر في الطعون المقدمة من قبل المبعدين من قوائم الأنتخاب ، ومن خلال النظر في طعونهم بعد الأنتخابات واعطائهم حق المشاركة فيها ، أن هذا الأمر سيؤدي الى أشكالات أكبر وأعمق وخصوصاً بعد حصول المبعد على أصوات وترشيحه الى البرلمان ، وستكون حجة واقعية من الصعب تفاديها وهنا تبدأ التعقيدات في الوصول الى الحل في أجتثاثهم مرة ثانية ، ناهيك عن وجود دوافع سياسية أقليمية ودولية وماكنة أعلامية جبارة مهيأة للتطبيل والتهويل والدفاع المستميت عنهم لأسباب طائفية وقومية ،أن الأزدواجية الأمريكية واضحة حيث أخذت موقفاً حاسماً ومعادياً للنازية في المانيا ولحد هذه اللحظة ، وكذلك من الفاشية في أيطاليا ولا رجعة فيه ، فلماذا !؟ هذا التغير بالنسبة للبعث الصدامي ،وهل سيعاد سيناريو عام 1991 بعد أن أوقفت زحف جيوشها على بغداد ، وسمحت للنظام البائد بالهجوم المضاد على الأنتفاضة الشعبية وأجهاض الثورة العفوية التي أرادت أن تتخلص من العبودية والقهر والظلم ، وعليه يجب توخي الحيطة والحذر وعدم التراخي عن هذه المؤامرة الخطيرة التي ستكون القشة التي تقصم ظهر العملية السياسية ، وأن التهاون سيؤدي بالنتيجة الى عودة البعث تدريجياً الى السلطة والويل كل الويل من الداعين الى الديمقراطية والعدالة والمساواة والحرية والمواطنة الحقيقية ، وستمتلأ الارض بالشهداء ، والغدر والتشريد والمطاردة ، وتتعالى صراخات الأمهات الثكالى وحيرة الأباء في الحفاظ على أبناءهم ، وعليه يجب أن نقف صفاً واحداً صلباً وبخطاب موحد يصدح في كل زاوية وبقعة من العراق لردع هذه المؤامرة والتصدي لكل المخططات التي تحاك ضد هذا الشعب الغيور المظلوم ، والتلاحم والتآزر وتقوية أواصر المحبة والأخاء وبث الروح الوطنية لسير قدماً في تحقيق مجتمع ديمقراطي تعددي فيدرالي والمساواة في الحقوق والواجبات والمواطنة وتفويت الفرصة على أعداء هذا الشعب ...وعلى القوى الكردستانية ان لا تنسى موقف أمريكا عندما سألت عن الأسلحة الكيمياوية التي أستخدمت في حلبجة..فقالت لم يتحقق الموضوع من مصدر محايد ، فعليها أن تأخذ الموقف الواضح والحاسم بل والصارم تجاه الموضوع ولا تنسى حلبجة والأنفال والقتال الدموي طوال نصف قرن والجرائم التي أرتكبت بحق الشعب الكوردي من قبل البعث الصدامي .. لتتكاتف الأيادي وتتعاضد من أجل رميهم في مزبلة التاريخ وطمرهم كي لا يعودوا ثانية .. ومن الله التوفيق
https://telegram.me/buratha