المقالات

أزدواجية أمريكا ..وجه قبيح

1004 23:02:00 2010-02-08

علي حسين غلام

الأزدواجية وجه من وجوه أمريكا التي تدعي أنها راعية للديمقراطية والحرية في العالم بالأضافة الى العديد من وجوه القباحة التي يندى لها جبين الأنسانية والحضارات لما فيها من متناقضات وسلبيات كارثية على الديمقراطية نفسها وعلى المفهوم الفلسفي للأنسانية وعلى أرادة الشعوب المغلوبة على أمرها من النظام العالمي الجديد ، وعلى تطلعاتهم وطموحاتهم في تحقيق الأهداف والغايات النبيلة والمشروعة بما ينسجم مع المصالح الوطنية العليا لتلك الشعوب ، أن هذه الوجوه قد تم صنعها من قبل القوى المتنفذة وأصحاب القرار التي هي متعددة ومتدرجة من حيث المسؤولية والقوة السياسية والأقتصادية ، وتستخدم الوجوه وفق متطلبات وحاجات ومتغيرات الأوضاع السياسة الأمريكية والعالمية أو مستجدات الأحداث أو الضرورات العسكرية والأقتصادية وكل ما يهدد ويؤثر على المصالح العليا والأمن القومي لها وفق رؤيتها وتخطيطها ، وفي العراق وفي هذا الوقت بالذات تستخدم أمريكا الأزدواجية في المواقف من حيث المعايير والأسلوب والسلوك ، فتقف مع الشيعة حين تكون مؤشرات ساحة الصراع ضد البعث الصدامي والقاعدة الأرهابي لتعطي شرعية ومبرر دخولها وتحريرها العراق بسبب مظلومية الأغلبية والمعاناة والأضطهاد والعبودية على يد الجلادين من الأقلية ، وتقف مع السنة بسبب الضغوطات العربية وخصوصاً من الدول الستة ، أوعند تأزم الموقف مع أيران وأتهام الأغلبية بالموالاة اليها وتنفيذ أجندتها ، على أساس ان أيران تلعب دوراً رئيسياً ومؤثراً في الساحة السياسية العراقية ، ولابد من وضع حد لهذا التدخل والنفوذ الخطير وفق تصوراتها ، وبالأمس القريب وقفت مع البعثيين في سابقة خطيرة لأعادتهم الى العملية الأنتخابية بعد أجتثاثهم من قبل هيئة المسألة والعدالة ، بتأثير دولي و بضغوط من هيئة الأمم المتحدة و الجامعة العربية ، وبحجة عدم دخول البلد في دوامة العنف مرة ثانية والعودة الى المربع الاول ، متجاوزة السيادة الوطنية للعراق والتطاول على الدستور وفرض الوصاية على أرادة الشعب ومحاولة لوي ذراعه والمساس بوحدته وبمكتسباته الوطنية التي تحققت في أزالة الظلم والظالم الى الأبد ، أن أمريكا لعبت لعبة خبيثة وأنتهكت القانون وتحايلت عليه بالتواطئ مع هيئة التمييز التي تنظر في الطعون المقدمة من قبل المبعدين من قوائم الأنتخاب ، ومن خلال النظر في طعونهم بعد الأنتخابات واعطائهم حق المشاركة فيها ، أن هذا الأمر سيؤدي الى أشكالات أكبر وأعمق وخصوصاً بعد حصول المبعد على أصوات وترشيحه الى البرلمان ، وستكون حجة واقعية من الصعب تفاديها وهنا تبدأ التعقيدات في الوصول الى الحل في أجتثاثهم مرة ثانية ، ناهيك عن وجود دوافع سياسية أقليمية ودولية وماكنة أعلامية جبارة مهيأة للتطبيل والتهويل والدفاع المستميت عنهم لأسباب طائفية وقومية ،أن الأزدواجية الأمريكية واضحة حيث أخذت موقفاً حاسماً ومعادياً للنازية في المانيا ولحد هذه اللحظة ، وكذلك من الفاشية في أيطاليا ولا رجعة فيه ، فلماذا !؟ هذا التغير بالنسبة للبعث الصدامي ،وهل سيعاد سيناريو عام 1991 بعد أن أوقفت زحف جيوشها على بغداد ، وسمحت للنظام البائد بالهجوم المضاد على الأنتفاضة الشعبية وأجهاض الثورة العفوية التي أرادت أن تتخلص من العبودية والقهر والظلم ، وعليه يجب توخي الحيطة والحذر وعدم التراخي عن هذه المؤامرة الخطيرة التي ستكون القشة التي تقصم ظهر العملية السياسية ، وأن التهاون سيؤدي بالنتيجة الى عودة البعث تدريجياً الى السلطة والويل كل الويل من الداعين الى الديمقراطية والعدالة والمساواة والحرية والمواطنة الحقيقية ، وستمتلأ الارض بالشهداء ، والغدر والتشريد والمطاردة ، وتتعالى صراخات الأمهات الثكالى وحيرة الأباء في الحفاظ على أبناءهم ، وعليه يجب أن نقف صفاً واحداً صلباً وبخطاب موحد يصدح في كل زاوية وبقعة من العراق لردع هذه المؤامرة والتصدي لكل المخططات التي تحاك ضد هذا الشعب الغيور المظلوم ، والتلاحم والتآزر وتقوية أواصر المحبة والأخاء وبث الروح الوطنية لسير قدماً في تحقيق مجتمع ديمقراطي تعددي فيدرالي والمساواة في الحقوق والواجبات والمواطنة وتفويت الفرصة على أعداء هذا الشعب ...وعلى القوى الكردستانية ان لا تنسى موقف أمريكا عندما سألت عن الأسلحة الكيمياوية التي أستخدمت في حلبجة..فقالت لم يتحقق الموضوع من مصدر محايد ، فعليها أن تأخذ الموقف الواضح والحاسم بل والصارم تجاه الموضوع ولا تنسى حلبجة والأنفال والقتال الدموي طوال نصف قرن والجرائم التي أرتكبت بحق الشعب الكوردي من قبل البعث الصدامي .. لتتكاتف الأيادي وتتعاضد من أجل رميهم في مزبلة التاريخ وطمرهم كي لا يعودوا ثانية .. ومن الله التوفيق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-02-09
جا شكلنا من زمان!! عمي امريكا مالها امان والفدراليه مطلوبه حتى نحصن انفسنا ضد التغلغل البعثي والمفروض من سياسيينا يهددون امريكا اذا ترجع البعثيين ينسحبون للجنوب ويعلنون اقليم الوسط والجنوب والتهديد بترك المجال للشعب باخذ ثاره بيده وتهديدهم بان الاوضاع سوف لن تستقر ويحدث اضعاف مايفعله البعثيين حاليا من افساد للعمليه السياسيه لازم يراووهم العين الحمره والا فامريكا لايهمها سوى مصلحتها
مواطن
2010-02-08
موضوع جدا خطير فهل يفهمة شيعة العراق
ali
2010-02-08
لم توقف الجيوش في 1991 فقط بل سمحت للطيران العراقي انذاك بالطيران فوق خطوط الطول والعرض التي حددتها هي وسمحت بذلكط بضرب الثورة الشعبيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك