المقالات

من علامات آخر الزمان اشتداد الحاجة والفاقة وإنكار الناس بعضهم بعض

1147 16:00:00 2010-02-08

محمود الربيعي

مقدمة

نظراً لأهمية المقدمات الضرورية لعصر الظهور الذي يسلتزم إجتماع الشروط الأساسية، وتحقق العلامات على أرض الواقع والتي ترتبط بمجموعة العوامل الخارجية المتعلقة بالكون والحياة ومنها مايصيب الشمس والقمر والسماء والفضاء وما يظهر من المذنبات، أومايتعلق بحدوث الكوارث كالزلازل والفيضانات وكثرة الأمطار، والخسف، ومايتعلق بإنتشار الأمراض كالطاعون، وأنتشار الجراد ووقوع المجاعة، وإنتشار الحروب ووقوع حوادث القتل والدمار.

ومما يثير في مجمل أحاديث الظهور الإشارة الى وقوع حالات حادة من التغيّر في القيم والمبادئ والأخلاق بالشكل الذي يهدد إستقرار حياة الناس على الأرض، ولذلك آثرنا أن نسلط الضوء على التحذيرات الصادرة عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعن العترة الطاهرة المطهرة الشريفة، ويحتاج هذا الأمر الى قراءة عصرية جديدة لحديث أهل البيت عليهم السلام يكون الغرض منه تفكيك الخبر على الوجه الملائم لروح العصر ويزيد من الوضوح والبيان في نشر الخبر الصادق ومن ثم يدعو المؤمنين الى تأصيل دورهم للحفاظ على حياة أسرهم من الضياع والتصدع، وليكونوا مؤهلين للدفاع عن القيم والمبادئ، وليتمكنوا من العمل في صفوف الحركة المهدوية واللحاق بركب منظومة الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

نص العلامة في مورد بحثنا وهي

العلامة الخمسون : اشتداد الحاجة و الفاقة و إنكار الناس بعضهم بعض( تفسير علي بن إبراهيم ) عن أبي جعفر عليه ‏السلام إذا اشتدت الحاجة و الفاقة و أنكر الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا هذا الأمر صباحا و مساء فقيل الحاجة و الفاقة قد عرفناها فما إنكار الناس بعضهم بعضا قال يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه به و يكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه به.

التعليق: ويتضمن رؤية وتحليل للخبر

هناك شروط وعلامات كثيرة كما أسلفنا، وسبق لنا أن بينّا الفرق بين الشرط والعلامة، وعادة ماتكون الشروط أقل بكثير من العلامات، فالشروط تتوقف على إجتماع الإمام العادل، والأنصار ، والنظرية العادلة، والإذن الإلهي وهي أمور ضرورية وحتمية، وأما العلامات فهي كثيرة، منها حتمية، ومنها غير حتمية، وهو أمر يرتبط بمفهوم البداء، وحسب نظرية البداء فإن هناك ثلاثة امور بيّنها المرحوم الأستاذ السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره الشريف في كتابه البيان في تفسير القرآن ولامجال عندنا للخوض في هذا الموضوع، وعلى المتتبع الراغب العودة الى هذا المصدر للإطلاع على هذه التفصيلات.

وتتوزع العلامات عموماً على كل مرحلة من مراحل التأريخ قبل الظهور المبارك للإمام المهدي عليه السلام عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقد تسبق هذه العلامات وقت الظهور بفترة طويلة، وقد تكون متقدمة على الظهور بوقت أو مصاحبة له، وهنا بودنا أن نبين أحد العلامات المهمة التي تتعلق بسلوك الناس والتغير الذي يصيب المجتمعات ويهيئ لقرب زمن الظهور عند إنتشار الفساد في مختلف زوايا حياة الناس عموماً والمسلمين على وجه الخصوص.

ففي العلامة التي نحن بصددها وكما جاء في تفسير علي بن إبراهيم عن الإمام أبي جعفر عليه السلام وردت نقطتين مهمتين هما:

أولاً: إشتداد الحاجة والفاقة:

حيث يكون وقت الظهور في عالم أنتشر وسطه الفساد، وكثرت فيه الفوارق الطبقية، وأنتشر فيه الفقر، وهي إشارة الى الأزمات العالمية في المال، والإقتصاد، وطريقة توزيع الثروة على الناس، كما يشير الى حاجات الناس للصحة والأمن والغذاء والدواء والمسكن والملبس والزواج والتعليم والطاقة والنقل والمواصلات الى غير ذلك من الحاجات الضرورية في مختلف أرجاء المعمورة.

ثانياً: إنكار الناس بعضهم بعضاً:

ثم يأتي النص ليبين مدى إفتقار الأفراد حيث جاء فيه " يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه به و يكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه به".

وهنا يأخذ لفظ الأخ بعدين مهمين الأول منهما أن يكون ذلك الإخاء يستند الى صلة الرحم، والثاني أن يكون الإخاء مبنيّاً على أسس العلاقات الدينية حسب شعار أن "المؤمنون أخوة".

وفي كلتا الحالتي فإنه يلزم ومن الناحتين التي اشرنا اليهما وهي صلة الرحم، وعلاقة الأخوّة الدينية أن يترتب عليهما إلتزامات تحفظ الخطوط العامة للمنهج الإسلامي، وتعمل على بناء العلاقات الإجتماعية السليمة.

ومن المعروف أن من حقوق الأخوة قضاء الأخ حاجة أخيه وقت العسر، وبعكسه تنهّد العلاقات والروابط الأسرية والإجتماعية والدينية ليحل محلها التباعد والتباغض والكره والحقد وبالتالي يؤدي الى تفكك المجتمع والى إفتقاد مقومات النجاح والإستقرار.

لذلك كان من شروط ظهور الإمام المهدي المنتظر عليه السلام هو إنتشار الفساد وتفكك الروابط القِيَمِيَة والإجتماعية لدى الناس الأمر الذي سيدفعهم الى الجريمة والفساد، وتقتضي الحاجة وقتئذ الى ظهور المصلح ليعيد مع مجموعته القوية المقتدرة حالة التوازن وفرض العدل وبسط النظام وتنظيم الحياة بما يكفل حقوق الأفراد والجماعات في دولة يكون فيها الدين عزيزاً ويكون المجتمع فيها سعيداً بعد أن يتم القضاء على جميع مظاهر الظلم والفساد في العالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جمال
2010-02-12
لاحول ولاقوة الا بالله
Mohamed
2010-02-09
لو ملك الأنسان جبل من الذهب لأبتغى إلى جبل ثان... لافائدة من النصائح المثالية فالناس مجبولون على الطمع والأنانية. للعلم الناس هنا في لندن وخصوصا جماعتنا لايحسدون غير جماعتهم وأقاربهم وهذا شيء يستحق الدهشة لأنه يوجد أناس وملل يملكون مايضاهي مايملكه العراقيون ولكن لاأحد يتعرض لهم بأي نوع من أنواع الغيرة والحسد من قبل جاليتنا. عندما يقرأ الواحد منّا نهج البلاغة لسنين وعقود تصغر الدنيا بعينه إلى أبعد الحدود وعندما نقرأ وعاظ السلاطين لعلي الوردي ثم نقرأ الجزء الثاني منه وهو مهزلة العقل البشري إلى أخر سطر من سطوره تظهر لنا حقيقة الدنيا التي نعيشها واضحة جلية ونتمنى حينها أن لانملك شيئاً لكي لانصبح من المخدوعين.
زهراء محمد
2010-02-08
هناك مثال اسردها كان لنا اصدقاء كثر في المنفى قسما منهم كانت لنا صداقة الجيرة وهو انسان ملتزم (ظاهري فقط؟؟)المهم هوالان اعلى منصب في دولة الفرهود(العراق)وفي احد الايام راى زوجي وقال له اين انت يارجل وين صارت املاكم ورده زوجي انت متعرف وين املاكنا؟!المهم المحصلة المحادثة ذاك الشخص (الحوت)طلب من زوجي ان ياخذ قسما من الملك؟؟!ورده زوجي بكل عصبيه انت شنو الفرق بينك وبين صدام؟!للعملم هذا الانسان ملتزم؟!ويمكن عشرين مرة حج؟!فهو يعلم بمصايبنا جيدا!!وهو الان من الحيتان الكبيره في العراق؟!الهي عجل بالظهور
زهراء محمد
2010-02-08
اقول للذين في صلاتهم مواضبون ويمكن حتى النوافل يقيمون وهم ماشاء الله كثر تراه دوما يذكر الله ويتحفك باامور الدين(وهو بعيد كل البعد عنه)؟؟وراينا الكثير في مواقعهم السياسية وحتى بيوتهم والتي هي ليست بيوتهم بالاصل؟؟ وانما بيوت المهجرين الذين ظلموا في عهد المقبور القذر؟! ترى كم الغربة قاسية ترى الاسلام الحقيقي في غربتنا حيث اناسها يفهموك ويحترموك لهم قوانيين تحمي حقوقك وتنصفك..اما في بلدنا تأكل حقوقك ويتفننوا بقتلك وسحقك وامام الجميع اللهم عجل بالظهور...
زهراء محمد
2010-02-08
الهي عجل بظور الحجة عليه السلام..كفانا ظلما" والله ضاقت الدنيا بنا احس بالغربة والخوف وانا في العراق؟؟؟هناك القليل من لهم اخلاق وضمير؟!المشكلة نسبة عالية من العراقيين ملتزمون ونعرف ديننا ماذا يآمرنا ؟؟!!لكن لاتجده؟!الكل في صراع من اجل المال والجاه؟؟والابرب السماء هناك ايتام فقدوا الوالدين وليس لهم لامعيل ولا دخل؟!وجوهم وحالتهم تبكينا والله تنسينا مصائبنا.اين الانسانية اين منظمات حقوق الانسان اين مؤسسات رعاية الطفولة( اين الدولة)من هذه الامور؟!لذالك ارى الاسلام غريب وفي بلد الاسلام؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك