المقالات

مشاهد تنكأ الجراح

1048 14:58:00 2010-02-08

حافظ آل بشارة

 شاهد الناس بدهشة مقاطع عرضتها المحكمة الجنائية العليا لمجرمين من فدائيي صدام آنذاك وقد ذبحوا عددا من المعتقلين ثم أخذوا يلوحون برؤوسهم وهم يرقصون ، هؤلاء المجرمون المرضى بدلا من ان يكونوا نزلاء السجون او المصحات النفسية كانوا يتولون قيادة بلد وادارة شؤونه ! ما عرضته المحكمة من نموذج اجرامي هو ليس حالة غريبة فهو سلوك صدام واسرته وعصاباته الرسمية في الحكومة والحزب والجيش ، كانوا يتعاملون مع الشعب كأسرى في ايديهم لاقيمة لهم ولا كرامة ولا حرمة ، الوثائق التي تروي جرائم ذلك النظام لا حصر لها ، والجريمة اصبحت مفردة عادية جدا في سلوكه لا ينكرها هو ولا اعوانه الجالسون في قفص الاتهام بل يندهشون لكثرة الشكاوى ضدهم ويرون انهم لم يفعلوا منكرا ، الجريمة والارهاب وسائل راسخة في ذهنيتهم المريضة سواء كانوا في السلطة او خارجها لذا فالتحالف البعثي التكفيري الحالي يواصل عملية ابادة الشعب العراقي ويفتخر بذلك ، كما ان الجلادين القدامى الفارين الى الدول العربية يعدون صدام شهيدا وينتحبون لاجله ، بعض اتباعهم اصبحوا بعد التغيير جزء من العملية السياسية وأصبح لهم منبر رسمي في العراق الجديد وهم يجاهرون بالحنين الى تلك الايام الدموية ويعتبرونها ذكريات رقيقة جدا ، لكن الذاكرة الشعبية لا يمكن ان تنسى تلك الفترة المظلمة ، العراقيون يعرفون النهج الصدامي اكثر من بعض السياسيين المترفين الذين لم يتذوقوا مرارة القمع والارهاب والذل ، لذا تقف بعض القوى السياسية الحالية موقفا متخاذلا تجاه تحركات البعثيين واختراقهم لمؤسسات الدولة ، وهكذا اصبح رفض عودة المجرمين معيارا للوطنية ودليلا على اخلاص وارتباط السياسيين بآلام شعبهم وقضاياه المشروعة، الشعب العراقي يتذكر ان البعثيين استخدموا العنف وقطع الرؤوس من اجل الوصول الى السلطة واستخدموه للاحتفاظ بالسلطة ثم يستخدمونه الآن من اجل العودة الى السلطة فالبعث والعنف شيء واحد لاينفصل ، بعد السقوط سمعنا بعثيين بسطاء يدعون الى اعادة تنظيم الحزب والتصحيح والبراءة من جرائم النظام السابق واعلان الايمان بالديمقراطية فقال لهم اصدقاؤهم انكم عاجزون عن ذلك لان هذا الحزب لا وجود له خارج اطار العنف والجريمة ، لكنهم واصلوا محاولاتهم حتى فشلوا فعاد المطلوبون والمجرمون ومن التف حولهم من القتلة يمجدون البعث في غياب كامل للمصلحين ، اعلام بعض الحكام العرب يتبرع من عنده بالدفاع عن البعث ونهجه لانهم شركاء لنظام صدام في جرائمه وكل ادانة تشملهم ، كانوا يقدمون له الوان الدعم ويباركون ابادة الشعب العراقي وقمعه وهم منشغلون هذه الايام بأنفاق الاموال الطائلة لاعادة البعثيين الى السلطة في العراق و تلميع وجوههم خلافا لارادة الشعب العراقي الذي يعد تلك الايام حقبة بربرية لا يمكن ان تعود انه تدخل غير مشروع وتشويه للحقائق عبر اكاذيب يروجها اعلامهم فيدعون ان هؤلاء يمثلون العروبة في العراق ، واذا كان العرب شرفاء فليردوا على هذه الشتيمة ، ومرة يدعون انهم يمثلون السنة ، و السنة العراقيون اشرف من ان يمثلهم المجرمون ، الشارع العراقي يرى ان وطنية السياسيين العراقيين على المحك وسيكون اختبارهم الاصعب موقفهم من محاولات اعادة القتلة الى الحياة السياسية وموقفهم من قانون المسائلة والعدالة ، الناس كما دلت الاستطلاعات يطالبون بمعاقبة جميع المجرمين السابقين ، وانهاء وجود تلك العصابات الى الابد . يشعر الضحايا واسر الشهداء بمخاوف مشروعة من التراخي الذي تبديه بعض الاوساط تجاه الخروق البعثية حتى انهم تخلوا عن حقوقهم وتعويضاتهم واصبحوا يطالبون بحماية العملية السياسية من احتمال حصول ردة يقودها الحكام العرب تعيد المجرمين والمطلوبين الى السلطة وتعيد العراق الى المربع الاول .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صرخة وزئير بوجه كل مسخ شرير
2010-02-09
ثم أحد المساجين المتدينين بصوجه لم تفتح باب الزنزانه 7 سنوات وفتحت اضطرارا لاخراج سجين مات وقلل مساحة السجن وكان لقضاء الحاجه في المرقق اللاصحي الوحيد بالزنزانه أخذ سره يأتي بعد انتظار معدل 3 ساعات وشأحجيلك بعد يا عمي الحسن ما بقوا خنس ودنس ألا سووه سنن هؤلاء اليوم من دون حياء او شجن طالبين العودة الشعواء في حكم.. الـــــــــــــــــــــوطــــــــــــن الف مليون حاشا ألهم وللي فروا للحضن دايني ولطام ومشيعين ومثلج غبي وباقي من في قلبهم رزء وحقد وفتن؟
صرخة وزئير بوجه كل مسخ شرير
2010-02-09
ثم طلقة تنثرالضحية لاتبقي ولاتذروقد يكون الضحيه شخص سحبناه من الشوارع بطلب مستعجل من المجيدالفريق الركن هاتولي 30 ادمي لأعدمهم منين ماكان؟ وفي المثرمات المستورده بفلوس الدين من الجيران الحبابين رمينامن شككنابه غير مخلص للحزب والقائدالضروره وفي حروب التحرر القينقاعي حرقنامليونين تقريبا تخت شعار الشهداءأكرم مناجميعا وبصواريخ حارقة انيا ايضابديون مليونيه حاتميه من الجوارين الحبابين حق الجار استاذ الحسن لكن لوعلمت بسجون القائد الفذ لازددت رعباحيث كأكأنا المئات بمساحة تسع العشرات بالزور ثم
صراحة صارخه فهل من اذان سامعه؟مستعجل
2010-02-09
ان ما شاهده الشعب من الرقص والاهازيج بعد نحر الرؤزس والفورة العارمه الشريفه للقاضي الحسن هزت البشريه ما عدا الجالسين في قفص الاتهام والراقوص الذي أكد انه هو بالذات كان الراقوص وباندفاع واشارات هزت جسمه وايديه أما المتسلطون بالأمس القابعون في القفص اليوم فكأن لسان حالهم يقول متعجبا مدهوشا استاذ هذا هزك وأثارك اه لو علمت ما علمنا لوليت منا فرارا ثرمنا من شئنا وفطعنا اوصال من اردنا وفجرنا من اشتهينا بالديناميت عن بعد او ببرائة اختراع الجردلي بزق البانزين عالي النقاوه ثم بطلقة لا تبقي وثم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك