بقلــم : مصطفى مهـدي الطـاهـر
كثير من السياسيين العراقيين!؟ المتصدين للعملية السياسية الان, يهربون او يتهربون الى الامام في محاولة مؤسفة للالتفاف على ارادة الشعب وخداعه! من خلال التركيز على مابات يُعرف بالبعث الصدامي! دون البعث العفلقي , اما مبرراتهم فهي حقا متهالكة لاتصمد امام المنطق والواقع والتاريخ, فمن مبرراتهم هو ان البعث العفلقي لم يرتكب جرائما مثلما ارتكب البعث الصدامي!! ولعمري ان هذا الكلام لمما يضحك الثكلى, فهو ينطلق اما عن جهل!! مع انهم كلهم كلهم علماء لايسبر لهم غور! , او انهم يريدون ان يغطوا على ضعفهم امام عدوهم المدعوم اقليميا ودوليا! فيضطرون الى اللف والدوران ولي عنق الحقيقة في محاولة لتضليل الجماهير من خلال الكثير من المحاولات والسبل لاقناع الناس بقبول ذلك!!
ان السياسي الذي يصارح الشعب وينصتُ له, ويطلعه على بعض مايجري على الساحة السياسية مما ليس فيه افشاء لاسرار امنية , ومما ليس فيه مساس بالنسيج الاجتماعي, لهو مصدر قوة له, وبناء للثقة بينه وبين الشعب , ويقظة من دسائس ومؤامرات المـتآمرين في داخل البلاد وخارجها مما يفوت الفرصة عليهم في ان ياخذوا الشعب على حين غرة, كما فعلوها يوم 8 شباط الاسود عام 1963 وفي 17 تموز 1968 الاشد سوادا وحلكة .
رب قائل يقول هذه ليست لغة دبلوماسية او انك لاتعرف الاعيب السياسة ودهاليزها! فاقول هل العلم بالسياسة هو ترك عدو الشعب يخطط ويوقت كما يحلو له؟ بل انه يشن الحملات الاعلامية العدائية والبعيدة تماما عن الواقعية ضد العملية السياسية الجارية ويرسل برسائل الموت لتحول اجساد الابرياء الى اشلاء متطايرة ولتوقف مسيرة البلاد نحو الاعمار والتطور, وفي ذات الوقت يصور نفسه للعالم انه مظلوم ومعتدى عليه!!ويستغل الخلاف الامريكي الايراني للعزف على هذا الوتر استجداءا لرضا وعطف البيت الابيض الذي اصبح قبلتهم ومزارهم , بينما ابواقهم الاعلامية تشتم الامريكان ليل نهار!!وتحت الطاولة يَقبلونهم ويُقّبِلونهم ويقدمون لهم فروض الطاعة والولاء, وهذه هي حقيقة الحزب العفلقي " الغاية تبرر الوسيلة",فالغدر والخداع والتدليس والتلفيق والافتراء والقتل والتهجير وغيرها مما في القاموس العفلقي من موبقات, كلها مشروعة طالما توصلهم الى الغاية المنشودة.
العلم بالسياسة هو ان تكون صادقا مع الشعب الذي رفعك ولولاه ماكنت لتصل الى المنصب الذي اسبغ عليك لقب السياسي, فهل من السياسة التلاعب بالالفاظ لاخفاء الحقيقة عليه؟! من خلال الايحاء للناس او اقناعهم ان الحزب الصدامي يختلف عن الحزب العفلقي!!!
عندما كانت عصابات الحرس القومي التابعة لحزب الموت ( البعث) تعيث في العراق فسادا وتهاجم البيوت الامنة وتقتل سكانها, هل هذه كانت صدامية ايضا ام عفلقية؟ طبعا لااعتقد ان احدا سيجرؤ ويقول انها صدامية لان ببساطة كان صدام لايزال نكرة بالنسبة لقادة الحزب انذاك , عندما قتلوا رفاقهم كفؤاد الركابي وعبد الخالق السامرائي هل كانت الصدامية متبلورة, وعندما قتلوا الشيخ عبد العزيز البدري والشيخ عارف البصري هل كانت الصدامية ظاهرة ؟اذن وقائع التاريخ تشهد ان جرائم البعث العفلقي لها نفس السمات والبصمات التي للبعث الصدامي تماما لاتختلف في شيء.
فياايها السياسيون سَموا الاشياء باسماءها ولا تلفوا وتدوروا وقولوا البعث العفلقي ولا تتستروا على ضعفكم بالتمويه, وكفى استرضاءا للبعثيين الظالمين ونسيانا للمظلومين , فوالله لن يزيدكم هذا اِلا تخسيرا وابتعاد جماهيركم عنكم واستفراد المتآمرين من اصحاب نظرية " الغاية تبرر الوسيلة " بكم, ثم الانقضاض عليكم وعلى الشعب ,ولات حينئذ ساعة مندم...
https://telegram.me/buratha