بقلم:فائز التميمي.
ليست المشكلة في أن نرتكب الأخطاء فقد نكون معذورين ولكن أن لا نعتبر ونعيد أخطاء الآخرين فهذه جريمة لا تغتفر.ففي آخر لقاء صحفي في 3.2.1963م وكان شغب البعثيين المدعومين من نفس أعراب المنطقة الحاليين: إنني أعرف أسماء العناصر المخربة كافة إلاّ إنّ الأمر لايعود لي بصفتي رئيساً للحكومة بإصدار الأمر بإعتقالهم إنما أترك الأجهزة المسئولة في الدولة كي تقوم بواجباتها الملقاة على عاتقها.أيضاً إنه من المفيد أن نمنح كل فرد منهم فرصة العودة الى رشده فما أعتقده حياناً في نفسي هو أنه لابد أن يأت ذلك اليوم الذي سيعودون فيه الى جادة الصواب. إنني أفضل العفو عند المقدرة ولكن يجب عدم إستغلال ذلك.وعلى الرغم من معقولية كلامه وإنصافه أعدائه فقد إتضح أن:(1) إن القوى الأمنية قد أُخترقت في غفلة عن الوعي السياسي بحيث وجدوا قائمة في درج مدير الأمن العام باسماء الإنقلابيين من دون أن يُحرك ساكناً.(2) إن قاسم قد وضع العفو عند غير مستحقيه وخصوصاً أنهم كانوا ينفذون اوامر من الخارج مع إعلام عربي حقير كما هو الآن.(3) لقد إتضح ان هولاء لا يعودون الى رشدهم وإن الزعيم كان قاصراً في فهم عقلية المؤامرة عند عفلق وزبانيته او لعلها لم تكن واضحة أنذاك لعدم وجود تجربة لحكم البعث لا في العراق ولا في سوريا.ما اشبه اليوم بالبارحة. فلدينا اسماء الصداميين كافة بل ويعرفهم كل الناس وهم ينفذون أجندة إعرابية وهابية طائفية مدعومة أمريكياً كما في السابق أيام قاسم بل واشد وبأخس طرق الجريمة والحقد وهم تسللوا الى البرلمان والى الوزارت الأمنية ناهيك عن بقية الوزارت.ولا تتوهموا أن يعودوا الى رشدهم كما توهم قاسم وهو معذور , فهم إن كانوا مثلاً أخطئوا في 1963م فإنهم عادوا الى أبشع من جرائمهم أنذاك في إنقلابهم الاسود يوم 17 تموز 1968م. ولو رجعوا لعادوا لما فعلوا وابشع!!.
https://telegram.me/buratha