صورتان لنتاملها بعمق حتى نصلح حالناقلم : سامي جواد كاظمعدة وسائل يمكن للمرء ان يستخدمها حتى يصل بها الى الرحمة الالهية وليست العبادة هي الطريق الوحيد بل انها طريق الخلاص من عذاب الاخرة ولهذا كثيرا ما تختلف الموازين بين البسطاء وحتى العلماء في تنسيب الشر الى الخالق عز وجل وحاشى الله عز وجل من ذلك والبعض يخدش ايمانه بالله عز وجل اذا ما نفذ صبره من مكروه اصابه ونطق بكلمات فيها سخط الخالق .وقبل التحليل واخذ العبر من صور التاريخ لكم هاتين الصورتين لنتاملها بعمق .الصورة الاولى : بعدما مل النبي موسى عليه السلام من قومه وعدم ايمانهم بدعوته الى الله عز وجل شكاهم اليه فاجابه الله عز وجل انذرهم خلال شهر ان لم يهتدوا سوف انزل عليهم البلاء والقحط ، وفعلا جاء موسى عليه السلام وانذر قومه بما كلمه وكلفه به الله عز وجل ، ظاهرا استهزأوا به وباطنا بدأوا بالتاهب للقحط من خلال توزيع الحنطة والشعير بينهم بالتساوي فالذي لديه كذا كمية من الشعير اقل من الحنطة اعطى من شعيره واذا نقصت الحنطة عنده جاء من اعطاه الحنطة وتاهبوا للقحط ومضى الشهر ولم ينزل بلاء الله عز وجل فذهب موسى يكلم الله عن السبب فقال له عز وجل ( ان هؤلاء قوم تراحموا فيما بينهم وانا رب الرحمة استحييت ان اعذبهم) .الصورة الثانية
عندما توقف النيل عن فيضانه لمدة ست سنوات في الفترة من 1065 - 1071م حدثت مجاعة شديدة في مصر ، وأقفرت الأسواق وتعذر وجود الأقوات، واضطر الناس الي بيع كل ما عندهم لقاء كسرة من الخبز،و يروي أن امرأة مصرية كانت علي شيء من الثراء قامت ببيع عقد لها يساوي ألف دينار في نظير الحصول علي كمية من الدقيق تستطيع أن تسد بها حاجتها من الطعام، ولكن هذا الدقيق نهبه الجوعي من الناس وهي في الطرق ولم يتبق منه سوي ما يعجن قرصة، فأخذت هذه القرصة، ووقفت عند قصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي في مكان مرتفع ورفعتها في يدها بحيث يراها من حولها بالقصر ونادت بأعلي صوتها ساخرة يا أهل القاهرة، ادعو لمولانا المستنصر الذي أسعد الله الناس بأيامه، وأعاد عليهم بركات حسن نظره، حتي تقومت عليّ هذه القرصة بألف دينار، فلما سمع المستنصر بنداء هذه المرأة، امتعض امتعاضا شديدا، ودعا تجار الدقيق والخبازين والطحانين الي مجلسه، وهددهم بقطع الرقاب اذا لم يظهر المخزون من الغلال، فظهرت الغلال في الأسواق كذلك شاء الله العلي القدير أن يتدارك المصريون برحمته، فعاد النيل الي جريانه بعد أن طال انتظاره لكي يسقي أرض مصر ويعيد الحياة الي أهلها .انا لا اتحدث عن الخليفة الفاطمي وكيف تصرف مع الحالة لتظهر عدالة الدولة الفاطمية ولكني ساتحدث عن ما اشرت اليه في عنوان المقال .نحن في العراق نعيش هذه الماساة وبوجه اتعس من الماضي ونهرا دجلة والفرات حالهما حال النيل كما في الرواية الثانية وعدم التراحم بيننا على عكس رواية نبي الله موسى عليه السلام ، بل ونخشى قول الحق امام الظالم ولم تتحد كلمتنا ضد الظلمة وقراراتهم في عودة الظالمين علينا وعليه سنبقى نذوق الامرين طالما نحن على هذه الحالة ، تاملوا بعمق الصورتين اعلاه ولكم الله في تلبية دعوتكم فاياكم ان تكتفوا بمجرد الدعاء من غير عمل وترجمة النوايا الحسنة على ارض الواقع فلا استجابة للدعاء ان بقينا على هذه الحالة .
https://telegram.me/buratha