المقالات

من المسؤول عن تقديم الحسين كعَبرة وليس كعِبرة

1037 21:03:00 2010-02-04

امير جابر

الفرق بين العَبرة (بفتح العين والعِبرة بكسرها) هو ان العَبرة هو مجرد البكاء على الحسين من اجل الحصول على الثواب الاخروي او الحصول على المنافع الدنيوية والاخروية كحالة شخصية مختصة بكل فرد اما العبرة فهي تعني في جزء من مدلولاتها استخلاص العبر والاهداف والقيم من ثورة الحسين في وجه اهل الظلم والمارقين والمفسدين ومعرفة مبادئ واهداف وقيم شريعة سيد المرسلين وازاحة الستار الكثيف الذي وضعه مغتصبي حق من نصبهم الله ورسوله اولياء وقادة للمسلمينوانا هنا لااقلل من العَبرة والبكاء على الحسين فقد بكاه يوم مولده رسول الله عندما اخبره الامين جبريل بان امته ستقتل ابنه هذا وبكاه امير المؤمنين على والحسن السبط وبكته ملائكة السماء ووردت الاحاديث الكثيرة التي تدعو لهذا الامر وتثيب عليه ونصب ائمة اهل البيت مجالس العزاء على الحسين لكن قصدي من هذه المقالة ان لايكون الحسين وكما تنقله لنا وسائل اعلامنا ومجالس خطبائنا وكانه عَبرة وحسب اي تبكي الحسين وتزوره كي تحصل على الاجر ثم ترجع الى بيتك لاتفكر بتلك الاهداف السامية والتضحيات الجسام التي ضحى من اجلها الحسين واراد منا ان نعيها ونحييها ومن اهمها ارجاع الاسلام الى اصوله التي ارادها الله وسنها رسوله الكريم وان من ينتصر لتلك الاهداف هو حقا سيكون صاحب الفوز العظيم وسيكون وكانه يحارب مع الحسين في واقعة الطف اما من يريد العبرة وحسب فانه ماجور ولكنه لايرقى لتلك الصحبة العظيمة فالاول يريد نصرة الحسين والثاني يريد من الحسين الشفاعة وهنالك بون شاسع بين الاول والثانيولا اقول هذا الكلام اعتباطا بل اني شاهدته في مجالس عديدة واستمعت لكثيرمن الخطباء والرواديد والشعراء في داخل العراق وخارجه وكي لاابخس الناس اشيائهم فان هنالك من الخطباء من يقومون بدور رائد لكن يبقى صوتهم ضعيفا لكثرة وسيطرة الطرف الاخر وتقديمه بشكل غامر من قبل معظم وسائلنا الاعلاميةفي العشرة الاول من المحرم ذهبت الى لندن وتجولت في معظم المجالس هناك وقمت بنقل الخطب والمحاضرات والاشعار والردات فرايت خطباء يقدمون في مجالس ومساجد كبرى يتقمصون شخصية رائد المنبر الحسيني الوائلي رحمه الله ولكنهم بدل ان ان يستفيدوا من ذلك البحر رايتهم يقتطعون مقتطفات من خطبه الرائعة التي تبكي الناس ويتركون منهجه واسلوبه واحاطته بالملمات ورايت اخرين لهم اسلوب متميز ومفيد ومنهم خطيب المنبر الحسيني في مؤسسة الخوئي الشيخ مهدي المصلي واستمعت الى ردات الرواديد فرايت ان التركيز ينصب على الصوت وليس على المضمون بل انحدر الشعراء الذين يكتبون لهم القصائد الى مستوى الرواديد فكانت قصائدهم بلهجة لايفهمها الا البسطاء من اهل العراق وانها في جلها تتجه نحو ابكاء الناس وليس بها ما ينور الناس ويوصل رسالة الحسين واهدافها واستخلاص العبر منها وانزالها على حاضرنا وتنبيه الغافلين والحاقدين بان الحسين لكل المسلمين بل للانسانية جمعاء وتسائلت مع احد العلماء من المسؤول عن هذا المستوى الضعيف وهل فعلا لانمتلك الطاقات التي تستطيع ايصال رسالة الحسين للبشرية المتعطشه للحق والحرية ومعرفة جوهر رسالة الاسلام وتضحية اهل البيت الجسام وهل هذه القصائد ترقى حتى لمثيلاتها في عقد الستينات والسبعينات وكيف يحتكر عدد محدود من الجهلاء الذي لايمتلكون سوى الصوت الجميل مخاطبة الانسانية خاصة ونحن لاول مرة نستطيع ايصال رسالتنا الى اطراف الارض من غير مشقة ولاعناء سيما ونحن نشاهد بعض المقابلات العفوية مع المئات من الشعراء الذين يختصرون التاريخ واستخلاص العبر وانزالها على واقعنا ومعاركنا مع شياطين الانس والجن في عدة من ابيات من الشعر ومن المسؤول عن تقديم الجهلاء وابعاد اهل العلم من الخطباء ومن المتسبب الذي جعل حضور الخطباء من اصحاب الاحلام والرويات الضعيفة غفيرا وجعل العملاء الاجلاء وكانهم غرباءوهل تعجز مؤسسة الوقف الشيعي او الحوزة العلمية او الجامعات الدينية المتكاثرة من دراسة ثورة الحسين واهدافها فيخرجون الخطباء العلماء ويفهمون واقعنا وبكل ابعاده، فيشكلوا لجان من الاكفاء تعلن عن اعطاء الجوائز للخطباء الاكفاء والشعراء الذين يعرفون ثم ينشروا هذه العلوم والخطب بين الناس ام هل يصعب على اهل المحطات الفضائية استقدم الاكفاء ام انها سارة على طريقة هذا مايطلبه المشاهدون ولماذا لانستفيد من ائمة اهل البيت الذين كانوا يعطون الشعراء الافذاذ مايعادل وزنهم ذهبا جراء قصائدهم العصماء التي تبين للناس مكانة اهل البيت وسيرتهم وماذا ارادوا وماذا اراد خصومهم من الاسلام وهل يغيب عنا الفرزدق والحميري ودعبل الخزاعي وغيرهم وكيف كان ائمة اهل البيت يهتمون بهم ويجزلون لهم العطايا وهل قرب اهل البيت الجهلاء من الخطباء والشعراءنحن نعيش في زمن تتجه انظار البشرية الينا بعد ان اصبح بمقدورنا ان نوصل رسالتنا من غير تلجلج ولاخوف فيجب ان نعي المرحلة وندرس ثورة الحسين بكل ابعادها واهدافها العظيمة وان علمائنا الاجلاء لم يقصروا في ذلك ووالله كلما قرات اهداف ثورة الحسين والذي كتبه العلامة المرحوم العسكري في كتابه معالم المدرستين الا وبكيت فعلينا ان ننتخب تلك الكتب والبحوث وقبل هذا كله روايات اهل البيت وخطبهم التي لايرقى لها الطير وندرس واقعنا ومن يحيط به من مشاكل وهموم وان ندرس كذلك الشوشرة والغبار الذي يقوم به اعداء الحسين وانصار يزيد والذين اخشى مايخشونه هو ان تعرف الغالبية العظمى من جماهيرهم ماذا اراد اهل البيت وماذا اراد اعدائهم ومن المتسبب في شقاء المسلمين ولهذا نراهم وياللاسف يستعينون بمايقوم به جهلاؤنا كي يصدوا الناس عن معرفة الحقيقة فعلينا ان لانحاصر الحسين فالحسين لجميع الانسانية وان نخاطب الناس على قدر عقولهم وان نجتهد في توزيع الكراسات التي تبين مقاصد ثورة الحسين والمسائل الاخلاقية والفقهية والسياسية فان الحسين قد جمع لنا هذه الملايين كي نعلمهم معالم الدين القويم و من خلال المواكب والحسينيات فان العراق بعد الخراب البعثي يحتاج للكثير من ذلك واكثر من اهتمامنا باعطاء الطعام والغذا فغذاء العقول مقدم على غذء البطونوالسلا م على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
السيد علي الموسوي
2010-02-06
وماذا تريد أكثر من الحصول على الثواب الاخروي او المنافع الاخروية , فاذا كنت تريد الدنيا فهذا شأنك واترك اهل الاخرة لحالهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك