بقلـم : مصطفى مهـدي الـطاهـر
زيارة الاربعين شَعِيرة يحرص المسلمون الموالون لآل البيت عليهم السلام من جميع الطوائف الاسلامية على تأديتها سنويا, فتزحف الحشود المليونية , شيبا وشبابا واطفالا,رجالا ونساءا, المعافى منهم والسقيم , الراكب منهم والراجل, نحو كربلاء المقدسة حيث روضة سيد الشهداء, ونبراس الاحرار, ورمز البطولة, والعاشق المتيم بربه تعالى, انه الامام الحسين عليه السلام, وهو القائل : تركت الخلق طرا في هواكا......... وايتمت العيال لكي اراكــافلو قطعتني في الحب اربـا.......... لما مال الفؤاد الى سواكــا
هذه الحشود تدرك تماما ومن اول خطوة تخطوها نحو الروضة المطهرة, انها لا تسير في طريق مفروشة بالورود والرياحين, بل هي تسلك طريق ذات الشوكة ' طريق العبوات الناسفة والاحزمة المتفجرة والسيارات المفخخة والبنادق والمسدسات الكاتمة للصوت , ورغم ادراكها لشدة الخطورة على حياتها, الا انها تصر على زيارة اِمامها غير مكترثة بالموت الذي يتهددها في كل لحظة وخطوة من مسيرها!!!
اذن هكذا شعب يمتلك هذا المستوى اللامتناهي من الاستعداد للتضحية والجود بالنفس , وفي هذه يتساوى الكبير والصغير, البالغ والقاصر, الرجل والمرأة , لهو يبعث برسالة واضحة اشد الوضوح , مدادها الدم ,واكتافها الاجساد ,مفادها ان من يفكر في المساس بنا , فسوف يواجهه شعب لايرهب الموت ولا تخيفه اشد الاسلحة فتكا, لانه يعلم ان في مقدمة الحوافز التي تحفزهم للاعتداء عليه هو الحافز الطائفي.
ان من الحكمة والتعقل لجميع القوى الاقليمية والدولية والتي لاتنفك تفكر في اعادة عقارب الساعة الى الوراء, وارجاع المعادلة البائسة في العراق التي كانت قبل 2003 , ان تقرأ هذه الرسالة بتمعن شديد, وان تضع في حساباتها ان الاعتداء على شعب كهذا ليس بالامر الهين, وستكون له عواقب كارثية جدا ليس في المنطقة فحسب , بل ستتطاير شررها الى ابعد منها بكثير!العفالقة وكعادتهم خبراء في حبك المؤآمرات والدسائس, ويحاولون وبمساعدة الكثير من دول المنطقة التي لم ولن يسرها الوضع السياسي الجديد في العراق , لانها تنطلق في تفكيرها من عقد طائفية , ومخاوف من الديمقراطية التي ربما تتاثر بها شعوبها مما يشكل خطرا على انظمتهم الشمولية, لذا فهي تحاول جاهدة وأد العملية السياسية في العراق في مهدها , والانقضاض عليها بشتى الطرق والاساليب ومنها اللجوء الى الاغراء المادي العاجل والاغراء الاجل بالمناصب والامتيازات لبعض من هم دائما عارضون انفسهم لمن يدفع ويعطي اكثر , ويركزون في شراء هكذا اناس من الوسط الشيعي لكي يسهل ضرب العملية السياسية من داخلها من خلال زرع بؤر سرطانية في الجسد الشيعي تاتي بشتى الشعارات البراقة, غير ان هذه الحشود المليونية التي تحمل ارواحها على اكفها , ستحول مؤآمراتهم ودسائسهم هباءا منثورا, واموالهم ستذهب ادراج الرياح.
شعب العراق اليوم ليس كالامس , فقد خفق الشراع على راسه مرة ولُدِغ من جحر مرة ولن يخفق الشراع على راسه مرتين ولن يلدغ من جحر مرتين, وزيارة الاربعين رسالة تقول لكل ذي لب, اياك ان تلعب بالنار معنا لانك ستحرق نفسك قبل ان نحترق ..لا بل نحن لن نحترق....ايتها الحشود المتجهة نحو كعبة الاحرار,اعلموا ان ذيول الطاغية المقبور تحاول اعادة ترتيب اوراقها واستغلال علاقاتها السابقة مع بعض الدول والشخصيات السياسية الغربية لحشد الدعم المادي والمعنوي لهم بغية اعادتهم الى السلطة بطريقة او اخرى, فاعلنوها من هناك انكم واعون لمؤآمراتهم ,ودعوا العالم كله وثالوث التآمر الطائفي -البعثي-الشمولي, يسمع صرخة واحدة موحدة مدوية..لا للبعث العفلقي...مادام فينا عرق ينبض.....
https://telegram.me/buratha