جاسم الغرباوي
كيف يمكن لنا ان نتعامل مع ازمنة مختلفة من حيث الاهمية والتاثير . لكل زمن وخاصة السياسي منه سمه تكتيكية تختلف عن الزمن الاخر , الزمن في عراق ما بعد 9-4-2003 حساس ومفصلي ومهم وجوهري للغاية , الاسباب معروفة ومفهومة من الجميع وخاصة القوى السياسية التي كانت تعاني من ظلم وعسف واستهتار الانظمة السابقة , الوضع العام الداخلي لازال هشا ركيكا لينا سهل الكسر تمتلك فيه القوى المعادية حرية الحركة وحرية الفعل المضاد لاسباب لم تعد خافية على احد في الساحة العراقية , العدو لازال لم يفقد الامل والرجاء للعودة الى السلطة والعودة الى سلوكه المعروف بالقتل والفقر والتهجير وشن الحروب الظالمة على الغير , العدو يلملم جراحاته , يعيد ترتيب صفوفه المتبعثرة , يحدد نقاط ضعفه ونقاط قوته للانقضاض على فريسته مرة اخرى , هذه الفريسة التي تجردت عظامها من كل ما يكسوها ويستر عورتها .
لذلك وفي هذا الزمن الصعب والحرج على القوى الوطنية الخيرة التي ظلمت كثيرا ان لا تسمح لهذا الخصم اللدود ذات السمات المتحيونة والمتوحشة ان يتقدم ولو خطوة واحدة الى الامام لان هذه الخطوة قد تزوده بامل واعد للاقتراب من حافة القمة القيادية , في يوم 7-3-2010 سيتاكد لنا وللجميع هل ان العراق بطبيعة نظامه الديمقراطي الجديد سيسير الى الامام ويتقدم نحو الحداثة والتجديد وترسيخ قيم العدالة والانصاف وحقوق الانسان ام ان الامر معكوس تماما حيث سرقة فرحة الناس والعودة بها الى الاستبداد والقهر والاعتداء على الكرامة الانسانية . لا اعتقد ان ذاكرة الشعب العراقي بكل طوائفه ؛ بكل قومياته ؛ بكل مذاهبه ضعيفة وواهنة ورخوة الى الحد الذي يستطيع بها هذا العدو اللئيم ان يمرر خدعته وضلالته ويصعد على ظهورنا مرة اخرى ويتحكم بمصائرنا ومستقبلنا , في الامتحان يكرم المرء او يهان ؛ فهل سيرينا شعبنا العراقي يوم الانتخابات القادم كرامته ام مهانته ؛ هذا ما سنراه بعد هذا اليوم الموعود عندما تظهر نتائج الانتخابات ونعرف هل ان القوى الخيرة حافظت على قوتها ام ان القوى الشريرة استطاعت ان تقلب المائدة علينا .
https://telegram.me/buratha