المقالات

السياسة الحسينية (21)

672 14:48:00 2010-02-01

الحاج هلال فخرالدين

فى تلك الاجواء الارهابية الخانقة التى اشاعها بالامة الطلقاء(الشجرة الملعونة فى القران )انظرتفسير الامام السيوطى وأكدهاالنبى (ص):(إن هلاك امتي او فساد امتي رؤوس امراء اغيلمة سفهاء من قريش) مسند احمد ج2 ص255 ويقولون:هم بني امية الذين ارتكبوا من الفضائع مالايمكن تصوره وفي مستدرك الحاكم -3357- إن الصحابي (عبادة بن الصامت) قام قائما في وسط دارامير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه فقال:(اني سمعت رسول الله(ص) محمدا ابا القاسم يقول:(سيلي اموركم من بعدي رجال يعرفونكم ماتنكرون وينكرون عليكم ماتعرفون فلاطاعة لمن عصى الله).. فوالذي نفسي بيده إن معاوية من أؤلئك فما راجعه عثمان حرفا يعني إن عثمان بن عفان كان مقرا بجرائم معاوية فلم يرد على ذم معاوية امامه !يذكرشيوخ الصحابة كما سطرته المصادر الصحيحة من لعن النبى(ص) لبنى امية انظر مستدرك الصحيحين للحاكم ج4 ص 480-481و الفيض القدير487 جاء في النهج ج4 ص79 روى العلاء بن حريز القشيري قال رسول الله (ص) لمعاويه :( لتتخذن يا معاويه البدعة سنة والقبح حسنا اكلك كثير وظلمك عظيم ). .وكانت جماعة من أئمة الامة وشيوخ السلف يلعنون معاوية امثال الامام الحافظ القاضي ابو عبد الله الضبي وهو من رجال الستة قال ابن حجر في التهذيب ج2ص66 قال الخليلي في الارشاد ثقة متفق عليه وقال قتيبة :حدثنا جرير الحافظ سمعته يشتم معاوية علانية وكذلك الامام أبو غسان النهدي وأبو نعيم الفضيل بن دكين وعبيد الله بن موسى وجماعة من شيوخ البخاري وعبد الرزاق والنسائي والحاكم وجماعات اخرىمن أهل الفضل والعلم من الائمة ..لقد ادرك الاقدمون على اهمية ذكر جل دقائق الامور وهذا يتضح بسهولة فى كتبهم التى خلفوها لنا حتى التى يسرع الى الذهن أن فيها ما يستحسن ستره أو إخفاؤه ...بعكس الكتبة المحدثين الذين فعلوا النقيض بل ان الامر وصل ببعضهم حد التدليس والتلفيق والتبريروالتسويغ ولى اعناق النصوص كى لا تتطرق الى مطاعن فلان اوطمس مثالب فلان لانه صحابى او خليفة وكانها عاصمة له والقران يعج بما ارتكبوه من فضائع...فقد جسد الامام الحسين اهدافه باروع شعارواصدق مشروع سياسيى تتوق اليه النفوس :(اني لم اخرج اشرا ولابطرا ولا مفسدا ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي الاترون الى الباطل لايتناها عنه والى المعروف لايعمل به ).. فانها تلخص عناوين اسباب نهضته حيث اكدانه لم يخرج لاجل الحكم اوالانقلاب على السلطة كما كانت تردده السلطة ويروجه من يسير فى ركابها حيث افرزذلك من توجهه لهدف الهي للدعوة الى الحق :(فمن قبلنى بالحق فالله اولى بالحق )والبعد الاخر (الامر بالمعروف والنهى عن المنكر)الاصول فى فلسفة بعث الانبياء حيث اتخذ سليل الانبياء الامام الحسين منهجهم مع فراعنة ازمانهم وسياقات عصورهم فى سياسة اهدافها سلمية تتبنى كافة مكونات المجتمع واضحة المعالم سامية الاهداف رصينة الاسس متعددة الابعاد.واكدها بمفهوم حضاري بقوله: (طلب الاصلاح فى الامة ) الاساس لمناهج كل الصلحاء والثوارومشروعه هذا يثيرفي الناس ايقاض همومها وتوقها للاصلاح لتزايد العسف عليهم والاستعباد فيهم من الطغاة كما اعترف بذلك الخليفة الاموى عمر بن عبد العزيزنفسه ليعطى صورة واضحة لما الم بالامة قائلا :(والله لقد ملئت ظلما وجورا) حيث تعطي هذه الكلمات طابع الغطرسة المتناهية والسطوة القاهرة على العباد والاستبداد المستشرى بامور البلاد وشدة وطأة الارهاب الذى طال الجميع وحتى اقارب النظام وازلامه كسم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد .واذا تمعنت في مفردتي (الى الباطل لايتناها عنه والى الحق لايعمل به )حيث تدلل على حدة تصاعدوتائرالانتهاكات وشديد وطأتها..فلو انك اجهدت نفسك في سبيل اختيار كلمة اخرى تسد مسدها او ابلغ منها تأثيرا وان شددت الرحال الى اقصى دلالت الالفاظ لتوائمها تماما مع الواقع من طمس معالم الشرع واماتة السنة وصلب حماتها باصرارفرعوني على ايدى تلك العصابة التى تفننت واجهدت نفسها وسخرت كل موارد الدولة وطاقاتها فى سبيل ذلك ..المؤشرعلى انعدام القانون وفقدان الحرية وغياب العدالة بين رعايا الامة فى نظام الطلقاء الذى تمكن من رقاب المسلمين بحد السيف والقهروالارهاب او بشراء الذمم وبذل الاموال للذين تثقل العمائم هاماتهم ومن عدم اخذهم ولو بشيء يسير من الحق لاجل التستربه اولذرالرماد في العيون على اقل تقدير....وهنا اسائل الجميع هل سمعت او قرأتلاي سياسي في العالم كلمات تشابه هذا اللون من صدق الخطاب وهذه النبرة الفجيعة على القيم الانسانية المهدورة او فى طريقها الى الوأد هذا من جهة ومن جهة اخرى اسلوب الرحمة والشفقة المتناهية على الدين المحتضر. والامر الاخر ماتحمله من معانى انسانية كبيرة الدلالة على ما يعانيه رعايا الامة من الجوروالعسف من قبل خلفاء القهر والتسلط ومن التذكير بحقوق المستعبدين والمضطهدين المصادرة من قبل النظام الاموي حتى اصبحت الجماهير لاحول لها ولاقوه حيث يتلاعب بمقدراتها ومصيرها غلمان بني امية واشقيائهم ..وعلى الرغم ما كان حاضرا فى ضمير الامة من عصمة للحسين ومقام رفيع. وشهادة النصوص بذلك جاء فى أسد الغابة عن أنس بن حارث بن أبيه عن أبيه: سمعت رسول الله والحسين في حجره يقول: (ابني هذا يقتل في أرض يقال لها العراق فمن أدركه فلينصره)..لكن الحسين لم يعتمد على ماهو مقدس بل جيركافة الوسائل البشرية الكفيلة لانجاح مشروعه كما قد يتخيل البعض ان الحسين فى مشروع حركته الاصلاحيه الخالدةكان عفويا اومن غير تخطيط مبرمج مسبق وما كان عن دراسة عميقة وسبرا لاغوارالواقع . لكن المتابع يتكشف له بكل جلاء اتخاذه لكل امراهبته ولكل حادث ما يناسبه وهذا لايعنى انه غير لغة خطابه تبعا للظروف اسوة بالساسة بل كان من عمق حذاقته ان يستبق الاحداث ويرسم لها بدقة فائقة وعناية بالغة وباسلوب سياسيى حضارى فى التخطيط واحصاء ودراسة الاوضاع عن كثب ولنتابع ذلك .فعندما جاءته كتب القوم تترى تطلب منه القدوم (انه قد اخظر الجنان واينعت الثمار) فتأمل الحسين فى الامر وقام بدراسة الاوضاع وسبرالاغواروتفهم ظروف الامة وما الت اليه لذلك ارسل السفراء لاطلاعه عن كثب عن جريان الاموروموافاته بالاخباراولا باول .. قد يظن البعض ان الامام الحسين لم يرسل من السفراء الا ابن عمه مسلم بن عقيل الى الكوفة فقط بل انه ارسل الى كافة الامصارسفرائه الى اليمن ومصر والشام والبصرة والى غيرها وكلا يحمله رسالة ليبلغها للناس كافة ويستحثهم على النهوض ومقارعة الظلم ويوافوه بما اجتمع عليه امرهم ..كما كانت كتبه ورسائله تشمل حتى الزعماء وشيوخ العشائرووجهاء الامصار...فقد كتب اليهم الامام الحسين قائلا:( بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي ، إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين أما بعد فإن هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم - وكانا آخر من قدم علي من رسلكم - وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم : إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق . وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي ( مسلم بن عقيل ) وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم .فإن كتب إلي :( أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله ، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله ، والسلام ).بالرغم من حشود رسائل الطاعة لكنه بعث ثقته مسلم ليتاكد من مدى صدق مطاليبهم وحالما وصل مسلم بن عقيل الكوفة نزل في دار المختار بن عبيد الله الثقفي وبدأت الامة تأتيه مبايعة الحسين فبعث مسلم الى الحسين يخبره بالامر وان الامة مجمعه عليه وكلهم جند مجندة وهذا ما كانت تحمله كتبهم اليه .اذن مايكون موقف الحسين حيال تلكم المسؤولية الكبرى ..؟والخلاصة فان النهضة الحسينية عزمها الاكيد واصرارها الثابت على اجتثاث ذلك النظام الظالم واستئصال بؤرالفسادالمستشرى لتخليص الامة بل والانسانية منه خلال توعية الامة وتعبئتها للاطاحة به وثانيا: ان تلك النهضة المباركة وما احاطها من رزية راتبة اضافت بعدا عظيما خالدا اخر بفتح الابواب على مصراعيها للانتفاض ليس على ذلك النظام بل وكافة الانظمة الشريرة فى مشروع مفتوح للتغيير وثالثا:اكدت على خصوصية مهمة وخطيرة جدا وهو ان من يتصدى للتغييران يكون بمستوى ذلك المشروع لاجل ايصاد الابواب امام الادعياء واصحاب المطامع ..ورابعا:حققت تلك النهضة الرسالية الخالدةهدف عظيم اخرحيث فصلت بين السلطة التنفيذية والتشريعية وخامسا:ان كل من تعرض للنهضة الحسينية وعشاقها اندثرمدحورا ملعوناحيث تبقى رسالية مشروع النهضة الحسينية سرعظمتها وخلودها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك