كريم الوائلي
نشرت صحيفة ((المشرق)) العراقية تقريرا ((صحفيا)) لها من الرياض في عددها ( 1719) المؤرخ ( 271 2010الاربعاء) وتحت عنوان (المشهد الانتخابي العراقي . . وغلطة الشاطر بألف ) وقد حذفت الجريدة تقريرها من موقعها على شبكة الانترنت بعد ساعات من صدورها ، ولن تذكر الصحيفة اسم مراسلها في الرياض ولا المصدر الذي استقت منه معلوماتها الامر الذي يؤكد ان الصحيفة مكلفة بتمرير رسالة سعودية تعبر عن وجهة النظر السعوديين بخصوص عمل هيئة المسائلة والعدالة وغيرها خاصة وان ما ورد في الصحيفة يمثل الكلام الدارج في الاعلام السعودي ، وقد اعتادة الحكومة السعودية على صناعة اللوبيات السياسية الناطقة بأسمها والمؤتمرة بأمرها في العديد من البلدان العربية والاسلامية ، وبخصوص العراق فقد عمدت السعودية الى خلق اكثر من لوبي لها واجهدت نفسها من اجل ان تضع لتفسها ركيزة او موقع قدم في العملية السياسية العراقية ، والمعروف عن السعودية انها تمارس ضغوطات متعددة على الحكومة العراقية من اجل اسقاطها ، والعودة بالعراق الى سابق عهده ابان النظام الدكتاتوري ، ولم تعدم وسيلة تسقيطية ضد العراق ألا ومارستها بما في ذلك تسهيل عبور الارهابيين الى العراق واطلاق الضوء الاخضر لرجال دين مرتبطين ارتباط وظيفي ومباشر بالقصر الملكي السعودي ليتعرضوا بالاساءة الى اكبر مرجع اسلامي في العراق وهو سماحة السيد السيستاني ، وكانوا قد دبلجوا الفتاوي التكفيرية ضد الشعب العراقي بكل مكوناته وتسويغ ابادته ، ووصلت بها الامور الى اعتبار العراقيين العرب الشيعة من سكنة الجنوب على انهم مهاجرين او نازحين الى ارض اجدادهم ، كما عمدت السعودية الى محاولات تأليب العراقيين السنة على اخوانهم الشيعة ، بل ، وشملت محاولاتهم تأليب السنة على بعضهم ولا سيما على الاكثرية السنية من الذين آمنوا بوحدة الشعب العراقي ووحدة ترابه ومصيره وانخرطوا في العملية السياسية وشاركوا في الانتخابات الوطنية العامة وتشكيل الحكومة والبرلمان وكتابة الدستور وتمكنهم من حكم مناطقهم حكما مباشرا وتخصيص ما يكفيهم من ثروات بلدهم شأنهم في ذلك شأن اخوانهم من مختلف الطوائف والاديان والقوميات ، ومارست الحكومة السعودية الاستعلاء الرخيص والنرجسية السياسية الفارغة ضد قيادات عراقية رسمية حاولت ابداء رغبتها بالتحاور معها لحل الاشكالات التي عادة ما تظهر بين مختلف الدول ولا سيما المتجاورة منها ، واليوم تدس السعودية انفها في شأن وطني حساس ونعني به الانتخابات العامة فتحرض البعثيين المشطوبين وفق الدستور العراقي وتموّل حراكهم الاجرامي ماليا واعلاميا فوجدت في ((المشرق)) ضالتها كما وجدت ((المشرق)) هي الاخرى في السعودية خنجرا مناسبا لنكأ جراح الوطن العزيز ، ويبدو ان الحكومة السعودية لم تكتف بذلك ولن تكتف بغيره فباشرت بالتدخل في شؤون المؤسسات الدستورية المنتخبة وفق المواصفات المعمول بها دوليا ، وشتم الشعب العراقي واحزابه وقواه الاسلامية الوطنية عبر صحيفة ((المشرق)) واطلاق التخرصات الممجوجة واتهام ساسة العراق ونخبه الوطنية بالعمالة لايران او لغيرها في محاولة لسلب ثقة العراقيين بأنفسهم وقياداتهم واظهارهم كما لو انهم قاصرون ويحتاجون الى وصاية الآخرين ووصمهم بضعف الانتماء الوطني لبدهم الذي عمدوه بملايين الضحايا دفاعا عن حياضه واستقلاله ضد المهاجمين بما في ذلك الهجومات الوهابية التي اتت من السعودية نفسها في القرن الماضي ، والمثير للسخرية انهم يسوقون اتهاماتهم بحجة الحرص على الديمقراطية والانتخابات وهي - أي السعودية - التي ترتعب من ذكر مفردة انتخابات او برلمان ، ونحن وان كنا نتفهم قلق حكام السعودية من تمتع العراقيين بثرواتهم الطائلة وبالحرية والاستقلال وهم المعروفون بعمقهم الحضاري وقدرتهم على التعاطي مع مستجدات العصر ، إلاّ اننا لسنا منافسين لها بما تعتمده من تسويغات طائفية وعنصرية ذلك اننا نريد لثرواتنا المتعددت ان تبني لنا وطنا مكتفيا ذاتيّا ومشاركا لدول العالم في مضامير الحضارة والعلم والبناء ونريد لشعبنا المتعدد ان ينصرف الى البناء والاعمار موحدا متآخيا بصرف النظر عن طائفته او قوميته وهذا ما لا تستطيع فعله الحكومة السعودية مع مواطني الجزيرة العربية من العرب الشيعه وغيرهم .
لقد نقلت لنا جريدة ((المشرق )) البغدادية وبأمانة ما اوكل إليها من شتم واساءة لمواطنين عراقيين يعملون بأخلاص في الخدمة العامة فتهمتهم بالعمالة والقتل والتسلط ، كما نقلت لنا ((المشرق )) تباكي الحكومة السعودية على ما اسمته ((وجه العراق العربي)) الذي لا تستطيع السعودية و((مشرقتها )) رؤيته إلا من خلال النظام الصدامي المستبد .
https://telegram.me/buratha