بقلم : مصطفى مهدي الطــاهر
لااضيف شيئا جديدا اذا ماقلت ان ثورة الامام الحسين عليهالسلام ثورة انسانية بكل ابعادها ودلالالتها, حيث انها لم تكن طلبا للسلطة او استجابة لرغبة شخصية, فسيد شباب اهل الجنة ليس بحاجة لسلطة فماعنده من الجاه والعظمة لايملك منه ذرة كل السلاطين والملوك الذين تسلطوا على رقاب الناس من اول سلطان تربع على عرشه وحتى يومنا هذا. كيف لا وهو سيد شباب اهل الجنة وسيد ان قام او قعد وسبط اعظم رسول صلى الله عليه واله وسلم وابن سيدة نساء العالمين عليها السلام وابن سيد الاوصياء وابن الايمان كله علي عليه السلام. امام هذه العظمة لاقيمة للسلطة اطلاقا بل انها لاتساوي عنده عفطة عنز.
اذن ثورة الامام الحسين عليه السلام كانت ضرورة لابد منها لتصحيح المسار واعادة الاسلام المحمدي الصافي النقي المختطف الى سراطه الصحيح, لذا كان شعاره " الاصلاح في امة جدي", ولكن هذا الاصلاح يصطدم مع رغبات الطغاة الذين لايهمهم سوى التحكم برقاب العباد يطّوِقونها بالانواط متى ارادوا ويقطعونها متى غضبوا, والاصلاح في عرف الطغاة يعني زوال سلطانهم وحرمانهم من ملذات الدنيا, لذا فهم لايتورعون عن اقتراف اي شيء من اجل ادامة سلطانهم, فيشّرعون قطع الرؤوس والاطراف والالسن والاذان وكبت الانفاس وفي ذات الوقت تقوم ابواقهم الاعلامية بتجميل وجه الطاغية القبيح وتمجده ليل نهار وتجعل منه الذائد عن الشرف والمقدسات وحامي الحمى!!!.بالتاكيد ان ماكتبته اعلاه معلوم للقاريء الكريم, لكني من خلال تلك المقدمة اردت ان اصل الى انه ليس كل من يدعي حب الامام الحسين عليه السلام هو صادق في ادعاءه, فلكي يكون حسينيا لابد من توفر عوامل ووجود مصاديق على هذا الادعاء وواحد من هذه العوامل هو رفض الظلم مهما كان مصدره سواء صدر من الغريب او القريب هما سيان في هذه الحالة.
الانتماء الاسمي او الوراثي للحسين عليه السلام او دعني اقول ادعاء كهذا لايسمن ولا يغني من جوع اِن لم يستلهم مدعيه معاني ثورته استلهاما عمليا, فالذي ينشر او يحاول ان ينشر الباطل او يقف بوجه المصلحين او يقف حجر عثرة في طريق الاصلاح, ومن يظلم او يركن الى الظالمين او من يريد او يحاول ان تشيع الفاحشة بين الناس او المؤمنين مثل هذا لايمكن ان يكون حسينيا وان هتف باسم الامام وصلى ولطم وصام, فالتطبيق شيء والادعاء شيء اخر يحتاج الى دليل يؤكده , ألم يكن الشهيد زهير بن القين عثماني الهوى ! لكنه رفض الظلم ووقف مع الحق وقدم نفسه طائعا راغبا قربانا بين يدي امامه في سبيل الله, هكذا يكون الحسيني.
الوحوش البشرية التي رايناها في الفلم الذي عرضته محكمة الجنايات العراقية العليا وهم يّجّزون بفرح رؤوس الابرياء ويقطعون السنتهم ثم يرقصون ويهتفون فرحا لقتلهم صبرا شبابا عُزّلا, في مشهد تابى وتخجل الوحوش البرية من فعله, معروف انتماؤهم المذهبي لكنهم في واقع الامر لاصلة لهم لا من بعيد ولا من قريب بخط الامام الحسين عليه السلام واِن ادّعوا ذلك وراثيا , بل هم عبيد الله بن زياد وشمرا وحرملة وعمر بن سعد دما وفكرا.
انه لحري بهذه الجموع المليونية التي تهتف لو قطعوا ارجلنا واليدين ناتيك زحفا سيدي ياحسين ان تتلمس العدل والانصاف في كل افعالها وان تعمل على نشر الاصلاح حيثما كان لذلك سبيلا وان ترص الصفوف ولا تترك ثغرة مهما كانت صغيرة قد ينفذ منها الاعداء الذين يتربصون بنا الدوائر, الذين اشتروا بعض النفوس الدنيئة من عبّاد المال والدنيا ممن باعوا انفسهم بالامس لصدام المقبور فحملوا السيوف والسكاكين وقطعوا بها رؤوس الابرياء.
ياشعبنا الكريم اِلفظوا هؤلاء اينما وجِدوا في حزب كبير او صغير, قديم او جديد , مهما كانت انتماءاتهم الدينية او المذهبية او السياسية ومهما كانت ازياءهم ,فهناك منهم من غيّر جلده واصبح محورا في احزاب وكيانات , ومنهم من يتربع الان على مفاصل حساسة في الدولة ولاتصدقوا انهم انقلبوا على ماضيهم, لا والله من ركن للظالم سابقا سيركن له لاحقا , فحب السلطة والجاه همه الاول ولايهمه باي طريق يصل اليها, فان كان الوصول اليها على جماجم الابرياء سيفعل ذلك بلا ادنى تردد, واضغطوا على جميع الاحزاب والكيانات لتعيد النظر بمن انتسبوا اليها بعد اسقاط الطاغية والتدقيق جيدا في سيّرِهم, وتذكروا ان المقبور احمد حسن البكر اعلن براءته من حزب الموت ( البعث) ونشرها في الصحف ولكنه بعد مرور خمس سنوات فقط قاد انقلابا مشؤوما زرع العراق مقابرا جماعية والقى بخيرة ابناء العراق في اتون حروب خاسرة ظالمة وحوّل العراق الى زنزانة كبرى.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى القلوب التي تهفوا للحسين عليه السلام.
https://telegram.me/buratha