علي الزبيدي
تعرف الجرأة بأنها الإقدام على الشيء والهجوم عليه، والرجل الجريء المقدام، والجرأة من علامات البطولة والشجاعة، وغالبا ما ترافق الجرأة أفعال الخير خصوصا في المجتمعات ذات الأعراف والتقاليد الحاكمة، إلا في العراق فان الجرأة تترافق دوما مع الأفعال السلبية والشنيعة من قبيل الجرأة على الخيانة أو الكذب أو حتى التجرؤ على الباري عز وجلّ بالقسم باسمه زورا وبهتانا.
والعراق الجديد افرز فيما افرز نواب برلمانيون جريئون إلى حد السقم، فمنهم من يشترك في العملية السياسية وقد اقسم على عدم الترويج للفكر الصدامي ويعلم الله ما في قلبه من غيض تجاه الحكام الجدد، ومنهم من يتبجح بمفاهيم المصالحة الوطنية وهو لا يؤمن أصلا بكفاءة وأصالة الطرف الآخر، ومنهم (مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، ومنهم من يقسم انه معك في الليل وفي النهار تجده عليك، ومنهم .. ومنهم.. ومنهم كثيرين.
آخر تقليعات الجرأة بمفهومها السلبي أن الكثير من المرشحين تقدموا إلى المفوضية بشهادات دراسية مزورة يبغون بها غش مفوضية الانتخابات واللجان المشكلة للتدقيق في الوزارات المسؤولة بعدما تلاعبوا وخدعوا قوائمهم أو توافقوا معهم لضمهم كونهم من الكفاءات!! أو المكشوف عنهم الغطاء.. وكأن العراق عسُر عن ولادة أناس أصحاء أتقياء يعملون بشرف وضمير لينالوا ثقة المصوتين، وإنهم لن ولم يفوزوا إلا بالانتماء للبعث الصدامي أو ارتكاب الجرائم المخلة بالشرف أو التزوير.. ألا تعسا لهم ولمن مكنهم من رقاب الناس...
https://telegram.me/buratha