زهراء الحسيني
فوجئنا ببث قناة الفرات الفضائية بصور ومشاهد لفدائيي صدام وهم يذبحون ابناء العراق من القفا في لقطات مقززة للغاية ولم اتوقع ان تتصدى قناة بمستوى قناة الفرات لكي تبث مثل هذه المشاهد المؤلمة والبشعة التي ارتكبها ازلام النظام السابق ممن مازال يدافع عنهم النائب ظافر العاني واشباهه.لماذا تتجرأ قناة الفرات وتبث مثل هذه الصور التي تمثل منتهى البشاعة والوحشية والتي تذكرنا بجرائم ازلام صدام المقبور في العهد البائد عندما كان البعثيون يحتفلون بوجبات الاعدام الجماعية وبطرق مختلفة سواء بالذبح بالسيف او بقطع الالسن.نحن نتهم الفرات لانها اثارت هذا الموضوع من جديد وحاولنا تناسيه او نسيانه لاننا لم نطق ان نشاهد مثل هذه الصور المقززة والبشعة والتي يندى لها جبين البشرية.اذن من هو المسؤول عن هذه المذابح والتي شاهدناها من على شاشة الفرات هل المسؤول الاول هو قناة الفرات لانها ازعجت الجلادين والبعثيين ببث هذه الصور ام الفاعلين هم البعثيون من فدائيي صدام المجرمين؟لماذا نلوم قناة الفرات لانها بثت صوراً حقيقية لازلام النظام وهم يذبحون الابرياء ويقطعون السنتهم ولا نلوم هؤلاء الجلادين المجرمين؟لماذا نلوم الابرياء الضحايا لانهم ازعجوا الجلادين بصراخهم ولا نلوم الجلادين بسبب جرائمهم بحق الابرياء؟لماذا لا نصحح الاخطاء القاتلة ونحاسب مرتكبيها بينما نلوم من يحاول كشف هذه الاخطاء والجرائم والكوارث؟هل بث صور القتل والوحشية والابادة جريمة بينما ارتكابها لم يعد جريمة في منطق الغاب والاستهتار البعثي؟لماذا انقلبت المعايير الانسانية فاصبحنا نلوم المظلومين لانهم يصرخون من الالم بينما ننسى او نتناسى الجلادين من ازلام العهد البائد؟فهل بث صور الجلادين وفضحهم والتذكير بجرائمهم يتقاطع مع المصالحة الوطنية وماهي هذه المصالحة التي تتواطىء مع القتلة المجرمين واي مصالحة تتغافل عن خطايا المرحلة السابقة؟هل بث صور القتل والابادة والتعذيب الصدامي يزعج المشاهدين بينما لم تزعجنا ممارسات هؤلاء القتلة المجرمين؟قناة الفرات الفضائية كشفت بعض من جرائم القتلة والجلادين من ازلام البعث الصدامي بينما هناك المزيد من المشاهد الاجرامية لم تصور واصبحت في طي النسيان وما صور او سجل فهو القليل جداً من صور المرحلة السابقة.نحن امة طيبة تنسى وتتناسي وتتسامح احياناً مع ظالميها لكنها عندما تجد الظالمين يتمادون في غيهم واستهتارهم فانها امة لم ولن تسكت او تستكين ولسوف تزلزل الارض تحت اقدامهم، وعندما تلمس ان الجلادين والمجرمين لم يعتذروا من جرائمهم ويحاولون العودة الى مفاصل الدولة لممارسة نفس الدور السابق فانها امة ستنتفض وتثور ولن يوقفها الا الثأر النهائي من القتلة المجرمين.لو غضب شعبنا فلم يمنعه الجنرال باتريوس الذي تصدى للدفاع عن البعثيين من جديد بحجة ايجاد التوازن بين العراقيين واطيافهم السياسية فليس ثمة توازن ابداً بين الجلادين والضحايا وبين المجرمين والابرياء وبين البعثيين والوطنيين.ننصح ونوضح للجميع بان الوقوف مع البعثيين ومحاولة حمايتهم لم ولن يجري لصالح العراق الجديد فلقد سكتنا في المرحلة الجديدة التي أعقبت سقوط النظام بسبب نصائح المرجعية الدينية وحرص القيادات السياسية لفسح مجال لهؤلاء بالاعتذار او الاعتراف بالاخطاء ولكننا فوجئنا بحضورهم من جديد بثوب جديد بلا اعتذار ولا استنكار لجرائم النظام السابقة بل وجدنا من يدافع عنهم ويحاول تسويقهم للعملية الديمقراطية في العراق الجديد.نقولها للمرة الاخيرة وقد جربوا صولاتنا عندما استغلوا تسامحنا وسكوتنا واعتدوا على مرقد الاماميين العسكريين في سامراً نقولها محذرين وصادقين لو لم يرعو البعثيون ويعرفوا حدودهم فاننا سنعلنها انتفاضة شعبانية ثانية فاذا كانت الانتفاضة الشعبانية الاولى قد اوقف زحفها بسبب التواطؤ الامريكي والاقليمي وتمسك البعثيين في السلطة وادواتها القمعية فان في الانتفاضة الثانية القادمة لا ينفعهم الامريكيون ولا دول الجوار وليس السلطة فهي ليست بأيديهم واحذور صولة الحليم اذا غضب.
https://telegram.me/buratha