المقالات

الاختلاف والمصالح الوطنية

980 18:35:00 2010-01-30

احمد عبد الرحمن

في الانظمة والمجتمعات التي تتوفر فيها مساحات واسعة للممارسات الديمقراطية تتنوع البرامج والاطروحات والرؤى والمواقف بشأن القضايا المختلفة، وهذا يجعل النقاش والجدل والسجال احد ابرز مظاهر الحراك السياسي، وتكون المنابر السياسية الرسمية وغير الرسمية، ووسائل الاعلام المختلفة، وغيرها، هي قنوات التعبير عن ذلك الحراك.وطبيعي انه لايتوقع ولاينتظر من النقاش والجدل والسجال ان ينتهي الى تذويب الاراء ووجهات النظر والمواقف المختلفة وصهرها في رأي وتوجه واحد، لان ذلك غير ممكن ولامنطقي، اذ ان ميزة النظام الديمقراطي الحقيقي هو هذا التنوع والحراك.ولكن لابد من ان تكون هناك ضوابط ومحددات ومعايير، يتم الاحتكام اليها والتقيد بها، حتى لايقود الاختلاف الى فوضى وتصادم وخلط للاوراق.والدستور في كل الانظمة الديمقراطية هو المرجع والفيصل للشركاء والفرقاء السياسيين، والالتزام والتقيد به يضمن سلامة اتجاهات الحراك والتنافس السياسي، ويقطع الطريق على كل التوجهات والنزعات الخاطئة والمنحرفة، والطموحات غير المشروعة.والشيء الاخر هو المصالح الوطنية العليا للبلاد، التي ينبغي الا تخضع للمساومات والصفقات السياسية والابتزاز، السعي الى الحصول على مكاسب فئوية وحزبية ضيقة وخاصة.ولعل بعض من الجدل الذي اثير حول مشروع الموازنة المالية الاتحادية لعام 2010، وماتضمنته من مسائل اصر عليها الائتلاف الوطني العراقي، عكس حالة سلبية في سياقات واليات عمل النظام المؤسساتي الديمقراطي، تمثلت بقراءة المنجز المتحقق قراءة غير موضوعية وانفعالية الى حد ما، لانطلاقها من زاوية المصالح والحسابات الخاصة، بعيدا عن فضاء المصالح الوطنية.فالقراءة الموضوعية والمحايدة والهادئة للموازنة المالية تفرض القول والتأكيد على حقيقة أنها راعت الى حد كبير متطلبات واحتياجات الناس، بل انها تمحورت حولها، وهذه نقطة مهمة للغاية، وحتى من يريد ان ينتقد جانبا معينا فيها، فينبغي عليه لاجل ان يكون موضوعيا ومنصفا ان يتوقف عند الجوانب الايجابية وهي كثيرة، في مقابل الجوانب السلبية.لم تتضمن الموازنات المالية للاعوام الماضية، بل ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة قبل تسعة عقود من الزمن ما تضمنته الموازنة المالية لهذا العام من جوانب ونقاط ايجابية، تضمن توزيعا عادلا الى حد كبير لثروات البلد وموارده، وتضع حد لجزء كبير من ظواهر الحرمان والتهميش لفئات وشرائح اجتماعية عديدة لم تنعم بما تزخر به بلادنا من نعم وموارد وثروات يندر توافرها في بلد اخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك