سعد الكعبي: بغداد
جميل جدا أن نحتفي وتحتفي الشعوب المتطورة والنامية بمثقفيها لمنجزهم الإبداعي, سواء كان ثقافي أو رياضي أو علمي, أيمانا لهذه الشعوب بأبنائها وما قدموه للبشرية جمعاء, وان كنا لانختلف عن هذه مثل هكذا احتفاءات التي نقف ونصفق لها بحرارة وقلب صادق يطالب المزيد, ألا أننا نستغرب من الشعوب بما فيها بلدنا العزيز العراق من قلة الاهتمام والاحتفاء بالمنجز السياسي رغم أن السياسي ثائر يعطي روحه الغالية فداءا للحرية والإنسانية وتخليص الشعوب من الحكام الجائرين, ويعطي للمثقف الوقت والفرصة ليبدع في عمله, هذه المناسبة فقدناها ولم نشاهدها على الساحة السياسية لا في السابق ولا اليوم .ياترى من المسؤول عن ذلك المثقفين ام الحكومات, ام ان روح ودماء السياسي لاتعادل بيتين من الشعر او القصة القصيرة ومجالات الثقافة والفنون الاخرى , نعم ان كل مبدع يستحق التبجيل والاحترام والاحتفاء, لكن لولا السياسي لما استطاع المثقف ان يبدع ،وكيف يعادل او يساوم على الحقيقة بين الانتفاضات ضد الطغاة والولاة الظلمة وبين من كرس نفسه خلف طاولة مستديرة مكيفه وربما قد يكون بعثيا او موالي للبعث, فالسياسي يضحى وينير الطريق بدماءه للاخرين ،اذن فأين الدماء الطاهرة من قصاصات الورق واين الشجاعه من الميوعة واين البندقية من القلم واين العيث فسادا من الحرمان ،فشتان ما بين خل وخمر.كما ذكرت آنفا فتحية لكل مثقفي العراق, لكن الذي اثار اهتمامي ان وزارتي وزارة الثقافة اقامت احتفالية في فندق المنصور وزعت خلالها جائزة الابداع الثقافي لعام 2009 ,, حبذا لو ان الوزارات تهتم بالمنجز السياسي لمثقفيها ومسؤوليها لان لولا تضحيات السياسي لما كان لكم هذه المناصب .لو قلنا أن من أولويات وزارات الدولة بما فيها الثقافة أن تمنح جائزة الإبداع السياسي فمن سيكون المبدع السياسي في الوزارات وخاصة الثقافة, هل سيكون كلهم سياسيون ومعارضون ومنتفضون؟؟؟فرضية أخرى لو قلنا ان حكومتنا طالبت بتكريم السياسيين لمنجزهم السياسي بما فيهم الشهداء والمغيبون في احواض التيزاب وغيرها فمن سينال هذه الجائزة؟لاشك ولا ريبه ولإنفاق ولأجدل ولا تبجح, أن المنتج السياسي سيكون لقادة العراق وسادة وشرفاءه المنتفضين بوجه حزب صدام, لان هولاء الثوار الأبطال هم الذين قارعوا الظلم والطغاة بمعنى الكلمة قدموا خلالها الكثير من التضحيات الجسيمه من اجل أن يعيش العراقي بكرامه وحرية وان يقطعوا يد كل جلاد تعلوا يداه ظهر العراقيين الشرفاء.
https://telegram.me/buratha