بقلم: نوال السعيد
"واخيرا وجدنا من يلتفت الينا، ويفكر بنا ويحمل جزءا من همومنا التي اثقلت صدورنا ونفوسنا".. هكذا قال عمي ذو السبعين عاما، بعد ان طلب مني ان اشرح له حقيقة الميزانية التي سمع عنها الكثير في القنوات التلفزيونية.وللعلم فأن عمي المثقل بهموم ومعاناة السنين يعاني الكثير من الامراض المزمنة، ولم يحظى بأي عناية او اهتمام، وقد طرق ابواب وزارة الصحة ودوائر اخرى لغرض ارساله الى الخارج للعلاج لكنه لم يحصل على شيء سوى حرق الاعصاب، ومزيدا من التعب والمعاناة، خصوصا وانه كان يرى بأم عينيه اشخاصا لايعانون ربع معاناته تنجز معاملات سفرهم بيسر وسهولة من خلال الوساطات والهدايا وغير ذلك.وكنت اسمعه بأستمرار يقول "الله هو الحكم بيني وبين الذين بيدهم زمام الامور، ولاينصفون امثالي"، وكنت اسأله من تقصد بالتحديد وكان يقول" رئيس الوزراء ووزير الصحة، ومن جلسوا على الكراسي بأسمي واسم المحرومين امثالي".وقال وهو يسعل بشدة، بسبب ضيق النفس والربو "الذين التفتوا للمحتاجين والمحرومين والمرضى، هم الشرفاء والمخلصين، فأنا منذ ان فتحت عيني على الدنيا قبل سنين طويلة لم يطرق بابي احدا ليسألني ماذا تحتاج، فقط طرق البعثيون الصداميون المجرمون بابي في انصاف الليالي، ليبحثوا عن ولدي الذي كان يصلي ويصوم ويقرأ القران ويرفض الانتماء الى حزب البعث، وطرقوا بابي ايضا لكي يأخذوني في قواطع الجيش الشعبي الى جبهات الموت خلال الحرب مع ايران".ويسترسل بالقول" وبعد سقوط الصنم، فرحت كثيرا ورحت اطرق الابواب لاحصل على ما حرمت من حقوقي، وارهقني الحال من الذل والسؤال والطرق على الابواب ولم انال شيئا، لاراتب رعاية اجتماعية، ولاغيره".لقد تألمت كثيرا لما قاله عمي، ودعوت الباري عز وجل بصدق ان يوفق المخلصين وان يمكنهم من خدمة ابناء شعبهم، من امثال عمي وهم بالملايين.
https://telegram.me/buratha