زهراء الحسيني
نشعر باستمرار باننا غادرنا الحقبة الماضية بكل ظلمها وظلامها وهي حقبة جائرة بكل سياقاتها المؤلمة ولن نسمح بعودتها مهما تعددت لافتاتها وتغيرت الوانها وتبرقعت اثوابها فليس من الصحيح ان نحرق الذاكرة المملؤة بالمشاهد المرعبة عن سلوكيات البعث.ومن اخطاء المرحلة السابقة القاتلة هي قتل الانتماء الوطني عبر التمييز المذهبي والديني والمناطقي والقومي وحصر الامتيازات والاستحقاقات بيد زمرة مجرمة تحكمت بمقدرات العراقيين.ولكنا يتذكر كيف كانت التعيينات والوظائف العليا تتوزع بين رجالات الحزب وبين المتعاطفين والمتعاونين معهم بينما اصبح اغلب العراقيين ممن لا يمتلكون اليات التواصل والتعامل مع الحزب الحاكم او لم ينتموا الى حزب السلطة اصبحوا مبعدين وبعيدين عن مكاسب ومناصب الدولة واستبعدوا تماماً بينما هم ابناء الوطن ولهم الحق في العيش في احضانه بامان وكرامة ورفاهية.تلك حقبة انتهت ولن تعود ابداً ولكننا بدأنا نلمس استنساخاً خطيراً لتلك الحقبة وبطريق مماثلة واليات مشابهة وهو ما يفاقم الاوضاع سوءاً في البلاد ويعيد الى الاذهان تلك التصرفات المرفوضة للحزب الواحد والزعيم الاوحد.ومحاولة الائتلاف الوطني العراقي بتوزيع الوظائف والتعييات عن طريق مجلس الخدمة الاتحادي المعني بهذه الفرص والمقدرة بـ (115) الف فرصة عمل قد وضع الاشياء في واضعها وفوت الفرصة على من يريد استنساخ التجربة الصدامية بالتوظيف والتعيين لاغراض حزبية وانتخابية.التعييات لا بد ان تخضع لمعايير وطنية وفق الحاجة والتخصص والكفاءة واستبعاد اية محاولة توظيف التعيينات لاغراض انتخابية.فرص العمل والتعييات هي فرص لكل ابناء العراق بكل مكوناتهم وطوائفهم واطيافهم ولا يمكن التفريط بهذه الفرص وحصرها للانتماءات الحزبية وحرمان ابناء شعبنا منها.لتكن التعيينات والتوظيفات لكل ابناء العراق دون تمييز او تفريق وتأجيلها شهراً لحين تشكيل مجلس الخدمة الاتحادي افضل من الاسراع بتوزيعها وفق القرابة والصداقة والانتماء الحزبي والطائفي.واما لو منعنا التعيينات عن سامي العسكري لكي يوظف الناس ويعدهم بالتعيينات شريطة ان يصوتوا له ولجماعته الفاشلة فنكون قد حرمنا الشعب من فرص العمل فهذه مغالطة خطيرة لا يستطيع العسكري تمريرها وتسويقها.
https://telegram.me/buratha