بعد ان اطلع الجميع ومنهم الولايات المتحدة الامريكية التي ارسلت نائب الرئيس الامريكي بايدن الى بغداد على وجه السرعة للعمل على ممارسة الضغوط على الحكومة العراقية والمسؤولين العراقين ليتم تغيير قرارات هيئة المسائلة والعدالة الدستورية والعادلة والقانونية على ردود الافعال الغاضبة والواسعة التي تحركت في الشارع العراقي المحتقن اصلا نتيجة للاختراق البعثي الواسع الاضرارتراجع بايدن عن فحوى مهمته واعلن صراحة ان الولايات المتحدة الامريكية لن تتدخل في قرارات هيئة المسائلة والعدالة وتعتبره شان داخلي وتركت مرغمة مصير البعثيين لارادة القانون العراقي الذي سيسري على الجميع دون استثناء فيما اتت التصريحات الاخيرة للبعثي المطلك والذي اجتث من العملية السياسية بارادة عراقية دستورية قانونية حرة وصلبة لتؤكد خيبة امله والاخرين الذين كانو يعولون على بايدن والامريكان في ممارسة الضغوط من اجل التراجع عن اجتثاثهم ورغم التصريحات الاستفزازية التي رافقت السجال الذي دار اثناء اعلان قرار هيئة المسائلة والعدالة وماتسرب من تصريحات امريكية تقول انهم سيتخلون عن دعم العملية السياسية في العراق في حال استمرار هذه القرارات ان تم تنفيذها الا ان اصرار العراقيين على وضع القوانين في نصابها وتفعيلها ادى الى رضوخ الجميع لتلك الارادة وبالطبع كانت صحف ال سعود وابواقها هي من يروج لهكذا اخبار ولمثل هكذا تحركات ولكن اتت رياح المظلومين بما لاتشتهي سفن الارهاب البعثوهابي .ديفيد بترايوس، قائد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا كانت له في هذا المضمار وجهة وراي سابق اثناء قيادته للقوات الامريكية في العراق وكان هذا الراي يقول بوجوب عودة البعثيين لمفاصل الدولة والعملية السياسية مرة اخرى ووقتها برر الامر على انه نصيحة تلقاها من البريطانيين مفادها ان الحل لمشاكل العراق لايتم الى عبر مصالحة البعثيين وتسويقهم مرة اخرى في العراق كما حصل مع الجيش الجمهوري الايرلندي السري "الشين فين " واراد بترايوس وقتها نقل التجربة للعراق عبر نصيحة البريطانيين ولكل منهم بالطبع غايته في تمرير سياساته التي تنسجم مع مصالحه في المنطقة وكنت كتبت وقتها ردا على تلك التصريحات مما حدى بالخارجية ومايسمى بالرصد الالكتروني التابع لها ان يرد على مقالتي ردا على اقتراحات بترايوس باعدة البعثيين للعملية السياسية ..حاول بايدن ارضاء اطراف لاتمت للعراق وشعبه بصلة اومصالح ولكنه جوبه بقوة فتراجع ولكن بترايوس عاد لكي يطمأن من يهمه الامر الى ان الامر لم ينته بعد معطيا هؤلاء الاجلاف البعثيين ومن ورائهم جوقة العملاء اجرب في المنطقة وعلى راسهم ال سعود الامل بعودة الكرة مرة اخرى عبر تصريحه الاستفزازي الاخير في مقابلة له مع صحيفة "تايمز" اللندنية الثلاثاء 26-1-2010 والذي اشار فيه الى ان قرارات هيئة المسائلة والعدالة تأتمر باوامر ما اسماه بفيلق القدس الايراني وانها اتخذت قرار ابعاد هؤلاء البعثيين بناء على انصياع لاوامر ايرانية ..بترايوس حينما تحدث بهذا الحديث انما اراد ارضاء حلافائه في المنطقة وهؤلاء الحلفاء هو وولاياته المتحدة الامريكة بحاجة ماسة اليهم لتمرير سياساتهم في المنطقة خصوصا تلك التي تصب في دعم المواجهة المحتملة مع ايران وحينما نقول ان الخلافات الامريكية الايرانية هي دائما تنعكس سلبا في الشان العراقي خصوصا حينما يتازم الموقف نكون صادقين في مانقول والدليل هو تصريحات بترايوس الاخيرة وهنا نطرح هذا السؤال المتعدد الشعب :كيف تستطيع الولايات المتحدة الامريكية دعم العراق والعملية السياسية وفي ذات الوقت هي الداعم الاكبر لاعداء العراق والعملية السياسية حلفائها في الخليج ومصر والاردن ودول اخرى؟؟!!وكيف تستطيع الولايات المتحدة ان تدعم الملف الامني العراقي وتدعمه كما تقول وعبر ما اتفق عليه في الاتفاقية الامنية المشتركة والموقعة بين البلدين وفي ذات الوقت هي الداعم لاطراف اخرى معادية للعراق وحكومته الشرعية عبر اتفاقيات امنية وسياسية مشابهة وهي اي هذه الاطراف الاقليمية متدخلة سلبا في الشان الامني العراقي خصوصا عبر دعمها السياسي والاعلامي والمالي لاطراف البعث الارهابي ؟؟!الذي اعتقده جازما ومتيقا هو ان الولايات المتحدة تلعب على كل الحبال عبر سياسات مزدوجة المعايير وهذا غير خافي على الجميع ولن اتي بجديد ولنا تجارب في الكثير من سياساتها في المنطقة والعالم فهي تدعم اسرائيل وتدعم في ذات الوقت البعض ممن تحتل اسرائيل ارضهم كالسلطة الفلسطينية او مصر والاردن ولكنها تميل دوما للطرف الاقوى وترضخ لمطالبه على حساب الاخرين ..في الشان العراقي تتعامل الولايات المتحدة اليوم وفق ذات السياسية فهي ترضخ للاقوى ولمن يعزز تامين مصالحها ولا اجد صعوبة في تحديد ذلك في العراق فهي مستعدة لدعم البعثيين ومن خلفهم دول تعادي العملية السياسية في العراق لاسباب متعددة اهمها ان هؤلاء هم خير من يركع لها وهم خير من يساعدها في تمرير اجندتها وهم عملاء اثبتوا ولائهم المطلق لها ولها معهم مصالح اقتصادية هائلة فضلا عن احتياجها لقواعد على اراضيهم وسواحلهم البحرية وهم في ذات الوقت في تطابق مصالح ولابد لهم من توحيد الصف ويبقى السؤال الاهم .. ماذا نحن فاعلون في العراق وكيف نتصرف مع هذه التناقضات في السياسة الامريكية ؟؟الاجابة على هذا التساؤل يقودنا للحل واعتقد يجب ان نبدا في تحديد مصالحنا العليا والاستراتيجية وجعلها في الموضع المقدس وان نستميت من اجل تحقيقها وفق الية البحث عن سبل الضغط والحديث بقوة الحق مع الاخرين والبحث عن نقاط الضعف لديهم وحاجة تلك القوى لما لدينا من مفردات قوة في اي من المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها وخصوصا الولايات المتحدة التي يجب عليها ان تختار بين امرين لاثالث لهما هما اما ان ترضخ لما هو من العدل بمكان انه غير قابل للقسمة على اثنين وان تحترم الاتفاقيات المبرمة مع العراق او ان يقال لهم ان هذا الطريق مسدود ولن نستمر في هذه اللعبة التي تقول ان العراقيين دوما هم الخاسرين فيما الاخرين في قضم مستمر لمصالحهم وعلى حسابنا وهناك اوراق ضاغطة لدينا ليس اقلها قوة الشارع العراقي اذا غضب ودعم الحكمة المرجعية لحقوق المظلومين وهي ان تحركت ستغير موازين القوة في المنطقة وعلى الولايات المتحدة الامريكية ان ترضخ لاحترام حقنا في الخيار الديمقراطي الحر والا ستواجه بعواقب وخيمة ليس اقلها ان تتعرض مصالحها وما بنته في العراق والمنطقة للزعزعة والزوال ..هناك نقطة اخيرة و مهمة نضعها امام المشرع العراقي او السياسي الذي على محك التماس السياسي مع هكذا امور وهذه النقطة عليه ان يعيها وهي انه امام التزام خطير مع شعبه وعليه ان يجد سبل الرد والردع الاستباقي وان يصار الى تاسيس مراكز بحثية تراقب الوضع السياسي والاقليمي وغيره وخصوصا تلك التحركات الاقليمية والدولية المتاثرة والمؤثرة في الوضع العراقي ووضع كافة الدراسات والحلول والاحتمالات وسبل التصدي لها سياسيا او عبر وسائل اخرى ان تطلب الامر وحتى نكون بهذا المستوى من الحكمة التي تؤمن لشعبنا مصالحه يجب ان يطهر العراق من براثن العفالقة المجرمين قاطعي رؤوس الابرياء بغير ذنب والمحيلين ارضنا ومستقبل الاجيال القادمة بلقعا مقفرا وليعلم بترايوس ومن خلفه ان تصريحه الاخير انما هو تصريح استفزازي مرفوض ومدان ويجب ان يعتذر للشعب العراقي وعلى الخارجية العراقية تقديم احتجاج شديد اللهجة على هذا التصريح الذي لايستحق عليه الا القول انك ومن خلفك تريدون وارادة شعبنا تعتمد على ارادة الله التي هي في اخر المطاف ستحقق ماتريد .احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha