زهراء الحسيني
المتتبع لحركة ومسيرة سماحة السيد عمار الحكيم منذ توليه رئاسة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بعد رحيل والده السيد الراحل عبد العزيز الحكيم واثناء فتره مرضه يجد بوضوح التألق السياسي والحضور الواعي في الميدان السياسي والاجتماعي وارادة التغيير والاستمرار في التصحيح والاصلاح على المستوى الداخلي والخارجي وعكس رؤية جديدة للاداء السياسي في العراق وما يمكن ان يؤكد في مرتكزات الوعي العربي والاقليمي الرسمي والمحلي الشعبي الذي بات يتابع بكل اعجاب تصريحات ولقاءات وتوجهات سماحة السيد عمار الحكيم في الساحة السياسية الداخلية والخارجية.سماحة السيد عمار الحكيم اوجد فهماً اقليمياً ومحلياً ودولياً جديداً عن دور الساسة العراقيين في تثبيت العملية السياسية وعكس الوجه الوضاء والايجابي لحركة السياسيين وهو ما يبعث باكثر من رسالة اطمئنان لاكثر من طرف داخلي وخارجي.واثبت اداء سماحته وقدرته الفائقة في الحوار وقابليته في الاقناع بان العراق الجديد يمتلك من القيادات الاستثنائية التي يعول عليها في بناء الدولة العراقية الجديدة وفق الاسس الصحيحة وايجاد منظومة من العلاقات الدولية التي تبدد التوتر والتدهور الدبلوماسي والسياسي بين العراق وجيرانه.خلال زياراته الاخيرة الى الدول الخليجية والاردن وسوريا ومصر ولبنان أثبت بكل جدارة امتلاكه خطاباً واعياً بعيداً عن تسويق الاتهامات وتسميم الاجواء وتعميق سوء الظن والفهم بين العراق وجيرانه.واستطاع من خلال حركته الاخيرة الايحاء بل التأكيد بانه لا يرغب ان يكون التعامل العراقي مع جيرانه واصدقائه واشقائه بانتقائية وبراغماتية بل حاول تأكيد التفاهم والتفهم الصريحين وفتح كافة الملفات القابلة للنقاش والتفاوض من اجل ازالة كل الغموض والضبابية التي تعتري علاقات العراق مع الاخرين.وقد ساعده في تحقيق حلقات التواصل والتعامل الايجابي مع الاصدقاء والاشقاء قدرته الفائقة في الحوار والنقاش وبعث رسائل خطيرة بهدوء وذكاء دون ان يستفز الاخرين بما يريد ان يبعثه من افكار مشحونة بالعتب والغضب احياناً وبطريقة هادئة وهو بخلاف ما يثار من تصريحات تصعيدية تربك العلاقات العراقية العربية والدولية.من حق كل العراقيين والسياسيين ان يفتخروا بوجود سماحة السيد عمار الحكيم في المحافل الدولية والعربية السياسية لانه سيمثل صورة واقعية للنموذج العراقي القيادي ويخلق انطباعاً ايجابياً في الوعي العربي الرسمي والشعبي كما ان سماحته حاول في كل لقاءاته مع الزعماء والحكام والرؤساء العرب ايجاد تصورات واقعية للمشهد العراقي دون تمويه او تشويه بل عكس الوجه الحقيقي للازمة العراقية وطبيعة التحديات التي تواجه التجربة العراقية وحاول في ذات الوقت التماس الاعذار للقادة العراقيين من كافة الاطياف دون ان يمس الاخرين او يكشف ممارساتهم الخاطئة لاعتقاده ان ذلك يعكس تصورات سلبية عن العراق الجديد وقياداته كما انه لا يريد ان يعطي انطباعات خاطئة عن بقية القيادات العراقية التي يحاول بعضها نقل صورة مشوشة عن الواقع العراقي وتحريض العرب الرسميين على العملية السياسية الجديدة وتعميق الخوف من المعادلة الجديدة في العراق.هذا لا يعني بالضرورة ان سماحته لم يحمل تصورات سلبية على بعض القيادات العراقية المشوشة لكنه لا يريد نقل هذه التصورات لمواقع عربية رسمية متقدمة لا يهمها هذا الامر كثيراً لاعتقاده ان الحل الحقيقي لاخطاء بعض القادة السياسيين لا يتأتى عبر نقلها الى الخارج والتشكي والتظلم لحكام ورؤساء ليسوا معنيين بالشأن العراقي كثيراً بل يعطي هذا النقل تصورات سلبية عن الواقع السياسي وقياداته السياسية.وقد فوجى الكثير من القادة العرب بحديث سماحة السيد عمار الحكيم الايجابي وعكسه المواقف الصحيحة واغضائه النظر عن اخطاء بعض القيادات والاطياف السياسية ونظره الى نصف الكأس المملوء واغماضه عن النصف الاخر من الكأس الفارغ.وعندما يصغي الى حديث القادة العرب الى بعض مواضع الضعف في المسيرة العراقية يحاول التماس العذر لسياسيين اخطأوا بحقه كثيراً في محاولة للايحاء للقادة العرب بان الساسة العراقيين قد يختلفون في القضايا التفصيلية والجانبية ولكنهم متفقون اساساً في الدفاع عن الوطن ووحدته واستقلاله وهذا ما قطع الطريق امام المتصيدين بالماء العكر الذين يحاولون مجاملة ومغازلة الاخرين على حساب الوحدة الوطنية والانسجام السياسي والاجتماعي بين الاطياف العراقية.
https://telegram.me/buratha