المقالات

المتاجرة بالضحايا

822 00:37:00 2010-01-29

علي العراقي

تعاطي الحكومة مع التفجيرات الاخيرة واستغلالها السيىء لهذه الاختراقات اخذ يتجه باتجاهات خطيرة تعيد الى الاذهان متاجرة النظام السابق بضحاياه في واحدة من اخطر الاستغلالات السيئة بدلاً من الاعتراف بالخطأ ومعالجة الاختراقات والتخفيف من الخسائر والتضحيات.في العهد البائد عندما كان النظام السابق يماطل في تطبيق قرارات الامم المتحدة المفروضة على العراق ويستغل اموال النفط مقابل الغذاء لحسابات خاصة لبناء قصوره ودعم الابواق الاعلامية والسياسية الناعقة فقد تاجر هذا النظام بضحاياه من الاطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية والادوية واخرج جنائزهم في طوابير تجوب شوارع بغداد محاولاَ توجيه الانظار الدولية الى كوارث كان هو السبب في احداثها ومتهماً المنظمة الدولية بالتسبب بموت الاطفال بينما كان هو السبب الحقيقي والمباشر في وفاة العدد الكبير من اطفال العراق بسبب استغلال اموال النفط مقابل الغذاء لحسابات امنية ومخابراتية وبناء قصوره الفخمة في بغداد وبعض المحافظات بينما يعرض اطفال العراق الى مواجهة التحديات والمخاطر ونقص الحليب والدواء لكي يساعد على موت الاطفال ومن ثم توريط المجتمع الدولي بالوفيات الجماعية التي يتعرض لها اطفال العراق في ظروف الحصار الجائر.واليوم يحاول المتصدون للحكومة والاجهزة التنفيذية من استعارة المنهج البعثي السابق بالمتاجرة بالضحايا والشهداء ومحاولة استثمار هذه القضية لاغراض حزبية وانتخابية واستقطابية بينما كان ينبغي عليهم الاعتراف بالاخطاء وحماية الناس من خطر الاستهداف اليومي الارهابي وتحصين وتحسين الاداء الامني والسيطرة على الخرق الخطير في الاجهزة الامنية.وفي محاولة لخلط الاوراق وذر الرماد في العيون حاول بعض القادة الامنيين توجيه الانظار الى ابعد من الاسباب الحقيقية فأخذ يورط الاجهزة الخاصة بكشف المتفجرات ويتنصل عن مسؤولية الاختراق وكأن الجهاز الكاشف هو يتحمل المسؤولية وليس الاختراقات الامنية وتغلغل البعثيين في مفاصل الاجهزة الامنية الحساسة.وعلى فرض ان السبب في كل هذه التفجيرات كان جهاز كشف المتفجرات فمن هو المسؤول الفعلي والمباشر على فشل جهاز الكشف في اداء مهامه ومن هو المسؤول على استيراد هذه العدد الهائل من اجهزة الكشف وماهي المبالغ الحقيقة لاسعار هذه الاجهزة ومن سمح بادخالها الى العراق ومن وقع العقود من الشركة البريطانية المذكورة ولماذا الاستخفاف بارواح الناس الابرياء والشهداء والمظلومين؟من الاخطاء الفادحة ان تستغل الحكومة والاجهزة الامنية هذه الاختراقات والاخفاقات الامنية لاسباب مقلوبة فبدلاً من الاعتراف بالاخطاء ومحاسبة المقصرين والمسببين في هذه الكوارث اليومية اخذ هؤلاء من استغلال التفجيرات لاسباب انتخابية واستقطابية وتوجيه اللوم الى خصومهم السياسيين والانشغال بالتبريرات الواهية غير المنطقية وغير الواقعية.ان وجود ازلام حزب البعث في المفاصل الامنية الذين ادخلهم دولة رئيس الوزراء الى الاجهزة الامنية بعنوان المصالحة الوطنية او الصفقات السياسية بتحييدهم او شراء مواقفهم ادت الى نتائج عكسية ومقلوبة وتحول هؤلاء الى معول لهدم العملية الامنية من الداخل وصاروا عيون وايدي للقوى التكفيرية وادواتهم المساعدة داخل الاجهزة الامنية وهذا اكبر خطر يواجهة الواقع الامني في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك