حميد الشاكر
التاريخ حقا يعيد نفسه في جوهر القضايا ومضامينها الكبرى ، لكنّ مع تفاصيله المختلفة !!.بالامس حُتمّ على الحسين بن علي بن ابي طالب ع سيد شباب اهل الجنة ، وابن رسول الله محمد ص ، واهل العراق معه من صحابته وانصاره ، بين ان يقبل بالحياة ذليلا خاضعا عبدا .....مع طغاة ال امية من بعثيي التاريخ القديم وبين ان يجابه موته بكرامةوشهادة ورجولة وشجاعة وإباء وبطولة أمام حفنة الطلقاء من منتسبي الاسلام ومدّعي الايمان ومبطني النفاق والجرائر !؟.
لم يفكر آنذاك الامام الشهيد ع ، ولا القليل من شعبه وانصاره طويلا في الاختيار بين السّلة والذلّة ، ليختاروا شهادة الكرماء على حياة الجبناء والعبيد والموتى ، كما انهم لم يختاروا الشهادة لوكان العيش في الحياة يهبهم العزّة والكرامة والحرية في هذه الدنيا ، لعلمهم ان العزّة مقرونة بنية الاستشهاد في سبيل الحق والحرية ، والذلّة مقرونة بالاستسلام ،او التفكير فحسب بالعيش الى جنب الظالمين ومعهم والقبول برائحتهم في هذا العالم !!.
ثم وبعد هنيهة من الايام ، دار الزمان والتاريخ دورته ، ليعود الى سيرته الاولى ،وبمعركة جديدة وبيوم من ايام الله سبحانه ألعظمى لتصاغ معادلة الخيار بين (( السلّة او الذلّة )) ايضا ولكنّ هذه المرّة بين اهل العراق من جديد ، وبين اشياع وانصار البعث المنافق ، ليخيّر البعثيون القتلة الشعب العراقي ، بين طريقين لاثالث لهما : أمّا العيش بذلة وتحت حكم القتلة والطغاة المجرمين وقطاع الطرق من لصوص البعث الاعوج ، وركوعا تحت اقدامهم النجسة !!.وأما الموت بكرامة والشهادة برجولة والنضال بشرف ، والحياة بعزّة المؤمنين الى ان يفتح الله سبحانه بين الشعب العراقي الكريم وبين القوم البعثيين العوجاويين المجرمين !!.
طبعا يبدو ان الشعب العراقي بعراقه الجديد ، قد اختار بالفعل طريق امامه الحسين ع في الاختيار الابدي الذي يفضل الشهادة والموت بشرف على الحياة مع الظالمين بذل وهوان وعبودية واستعباد ، ويبدو ايضا ان هذا الاختيار هو الوحيد الذي سيهب الحياة بكرامة ، للشعب العراقي ، والى الابد ، ويدفع بالظالمين والمنافقين الى الانزواء ،والهزيمة أمام هذا الاختيار الحسيني الكبير للشعب العراقي النبيل !!.
نعم في حال عدم انتخاب (( ديمقراطيا ومن خلال صناديق الاقتراع )) ، الخيار الحسيني هذا للشعب العراقي او لاي شعب في هذا الوجود بعدم رغبة العيش مع الظالمين في حياة واحدة اليوم ،فستكون حتمية النتيجة واضحة وهي ليس فقط القبول في /وب/ومع حياة الظالمين والاستعداد لاستعبادهم والتهيئ للعيش تحت دكتاتوريتهم وهيمنتهم لاغير ، بل والاكثر من ذالك ،هو الرضوخ لنيران التنفس مع موت الحياة في هذا العالم ،لتنقلب كل الدنيا التي يمارسها العراقيون الى ممارسة الموت في حياة لاتحمل من الرسم غير اسم (( الحياة )) بينما هي في الواقع ممارسة الموت الاليم ،الذي عانا منه الشعب العراقي طيلة فترة حكم الظالمين من المجرمين والفاسدين الارهابيين البعثيين مصداقا لقوله سبحانه (( ومايستوي الاحياء ولا الاموات ))!!!.
إن اختيار العراقيين لطريقهم مع البعثيين الظلمة اليوم هو الذي سيحدد ما اذا اختار العراقيون الشهادة بكرامة لتوهب الحياة لهم بعزّة وحرية واقتدار ، أم انهم سوف يختارون العيش بذلّة مع الظالمين ، ليُرمى لهم الفتاة على الارض وليعيشوا بحياة المستعبدين مع الطغاة !.
https://telegram.me/buratha