محمد التميمي
قرأت قبل فترة قصيرا تقريرا صحفيا عن التقرير السنوي لوزارة الداخلية العراقية يشير الى انة العمليات الارهابية قد ارتفعت في عام 2009 عما كانت عليه في عام 2008 ، وحقا اصبت بالدهشة والاستغراب، لانني ومثلي الكثيرين، اسمع بأستمرار من السيد وزير الداخلية تصريحات يؤكد فيها على الانجازات المتحققة على الصعيد الامني، ويشيد بأداء ومهنية اجهزة ومنتسبي وزارة الداخلية. وحتى بعد تفجيرات الاربعاء الدامي والاحد الدامي والثلاثاء الدامي لم يكن السيد الوزير مستعدا وهو يمثل امام مجلس النواب ان يقر بوجود اخطاء وسلبيات مع ان اعداد الضحايا كانت مهولة وحجم الدمار كان فضيعا.ربما يكون التقرير السنوي الاخير لوزارة الداخلية قد مرر الى وسائل الاعلام عن طريق الخطأ، او بفعل شخص خبيث يريد الاساءة لسمعة الوزير الناصعة، وتشويه صورة وزارته.ولكن لم ينشر التقرير المشار اليه ، فأن امورا اخرى فعلت اكثر مما فعله التقرير، ففضيحة اجهزة الكشف عن المتفجرات التي ثبت عدم كفاءاتها، كافية لوحدها ان تضع عشرات او مئات من علامات الاستفهام حول اداء ومهنية وزارة الداخلية، وحجم الفساد الاداري والمالي فيها، علما ان اشخاص مهمين في الوزارة متورطين بعقود استيراد تلك الاجهزة، ولاشك انهم قبضوا عمولات مالية كبيرة لتمرير تلك الصفقات وجلب الاجهزة التي غالبا ما تكشف عنة العطور ومساحيق التنظيف والتجميل ولا تكشف عن اطنان المتفجرات التي قتلت مئات الناس الابرياء.وجاءت بعدها سلسلة التفجيرات التي استهدفت عددا من فنادق الخمس نجوم في العاصمة بغداد، والتي يفترض انها خاضعة لاجراءات حماية مشددة ومحكمة، وحتى يثبت الارهابيون ان وزارة الداخلية وغيرها من المؤسسات والاجهزة الامنية ضعيفة ومخترقة وفاسدة ووزيرها منشغل بالترتيب لمستقبله السياسي، دخلوا الى واحدة من اهم مديريات الوزارة وهي مديرية الادلة الجنائية ليحولوها الى ركام من الانقاض وتحت تلك الانقاض عدد غير قليل من منتسبي المديرية بينهم ضباط ومراتب وجنود.لم يخرج الوزير ولا احد من كبار مسؤولي الوزارة ليقولوا شيئا، ويجب ان لانلومهم على صمتهم، فماذا عساهم انة يقولون اذا خرجوا لوسائل الاعلام، هل يتحدثون عن منجزات الوزارة التأريخية، ام يتحدثون عن الرؤى والافكار السياسية للوزير وهو يفكر ويخطط ويعمل ليصبح رئيسا للوزراء.ملاحظة: لم يتأكد حتى الان فيما اذا كان السيد الوزير موجودا في بغداد لحظة وقوع الانفجار في مديرية الادلة الجنائية ام انه كان يتمتع بأجازة في دبي او القاهرة او عمان.
https://telegram.me/buratha