زهراء الحسيني
سياقات الحدث العراقي بكل سياقاته الفاعلة والتجربة الاخيرة للسجال السياسي والفكري في العراق الجديد كشفت عن خطين واتجاهين متعاكسين احدهما يمثل الموقف الوطني للقوى الاسلامية العراقية والاخر الخط التكفيري الصدامي كما أصبح واضحاً للجميع طبيعة التوجهات العقائدية والسياسية لاتباع اهل البيت ورموزهم وقادتهم وما يقابلها من سلوك منحرف لاتباع الامويين والخوارج والتكفيريين الذين اساءوا للاسلام وطعنوا الدين بالصميم وشوهوا سمعة الرسالة السمحاء.هذا الفكر الذي نسير عليه نستمده من اهل البيت وسيرتهم الخالدة وافعالهم واقوالهم وامضائهم التي تعتبر علينا حجة وهي واحدة من مصادر التشريع الاسلامي باعتبار ان المعصوم لا يعمل ولا يترك ولا يمضي -أي يسكت عن افعال الاخرين- الا لانها تصب في سياق الشريعة ومنها نستنبط الالزامات والنواهي والمباحات في الشريعة.يقول الامام علي (ع) "الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظيرك في الخلق" وهذه وثيقة سلوكية نسير عليها في التعامل مع الاخرين مهما كان انتماؤهم الديني والعرقي والمذهبي.الفارق الكبير في سلوكنا وفكرنا مع الاخر اننا نحاول ادخال الناس في دين الله افواجاً وغيرنا يحاول اخراج الناس من دين الله حشوداً عبر التكفير والتفسيق والزندقة.انهم يحاولون تكفير المسلمين جماعات وافراداً وتهديم مراقدهم ومساجدهم والاساءة الى رموزهم الدينية التي تمثل الوعي الاسلامي المتقدم والموقف العلمي الكبير الذي يحدد الوظيفة الشرعية للمكلفين.قد نختلف مع الاخرين في العقيدة والفكر والتوجهات لكننا نشترك معهم في مواضع اخرى كالمواطنة والخلق والحياة وهي المنطلق للحوار والتفاهم والمحبة بينما غيرنا اصبح معولاً لهدم الاسلام وتشويهه عبر فكرهم التكفيري المنحرف والمزيف.اننا ننطلق من حركتنا السياسية والفكرية هو ما رسمه اهل البيت من فكر ومبادىء اصيلة وهو الذي يفتح لنا افاق المعرفة والتشخيص والبصيرة بينما غيرنا يستفيد من الفكر التدميري والتكفيري من افكار منحرفة وصلت الى اسماعهم اساءت الى سمعة الاسلام والمسلمين.فان الفرق بين الفكر الاصيل الذي نؤمن به وبين الفكر التكفيري هو كالفرق بين حركة الامام علي وحركة معاوية بن ابي سفيان والفرق بين حركة الامام الحسين وحركة يزيد بن معاوية وكالفرق بين حركة شهيد المحراب وحركة حارث الضاري التكفيرية.نحن نواجه الفكر بالفكر ولن نكفر احدا ينطق الشهادتين مهما كان توجهه بينما غيرنا يكفر الاخرين بسهولة ويحكم على كفرهم وقتلهم ويواجهون الفكر والحوار بالابادة والتدمير وحسبنا ماقاله امامنا علي بن ابي طالب (ع) في عهده لمالك الاشتر " الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق"
https://telegram.me/buratha