منى البغدادي
ثمة مقولة معبرة وبليغة للمهاتما غاندي زعيم الهند هي "حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه لا بالسلاح الذي تخشاه" وهي باختصار شديد تبلور رؤية واعية لمواجهة الاخرين ضمن الالية المؤثرة واستخدام الاساليب الكفيلة في تحقيق نتائج ايجابية وليست سلبية تنعكس على اصحابها. ومن هنا فاني لست في سياق الدفاع عن المجلس الاعلى او منظمة بدر دفاعاً اعمى لا يعتمد على حقائق ووثائق وادلة منطقية ولن اتمنى يوماً أن أضع نفسي في موضع تبرير الاخطاء او الاخفاقات لاي فصيل سياسي عراقي ثم لا يليق بي ولا يجوز لي ان اكابر او اتنكر للحقائق والاراء الموضوعية التي تشخص مواطن الخلل ومواضع الفشل في ادائنا لاعتقادي الجازم باننا لسنا معصومين او منزهين عن الاهواء والاخطاء ولكن كوننا غير ذلك فليس من الصحيح ان تطالنا الاقلام المسمومة والاراء الحاقدة فاذا لم يكن المجلس الاعلى مقدساً فليس بالضرورة ان يكون مدنساً فالقضية ليس اما اسود او ابيض فقد يكون قاتماً فان المتضادين قد يرتفعان وان كانا لا يجتمعان منطقياً كما لو قلنا ان هذا الكتاب ليس اسود او ابيض فقد يكون اخضر ولكن لا يمكن ان نقول هذا الكتاب هو اسود وابيض في نفس الوقت. يبدو ان الناقدين هذه الايام وخصوصاً ما اطالعه في موقع كتابات بعيدون كثيراً عن النقد الموضوعي والنقد الهادف والرؤية الواعية فقد يشوه الحقد والحكم المسبق على الاخرين هذه الكتابات ويؤدي الى نتائج عكسية فانه يخدم المنقودين اكثر من الناقدين ويكشف عن طبيعة الناقدين وانفعالاتهم البائسة وربما يحاولون في هذه الكتابات التنفيس عن احقادهم وآهاتهم بغض النظر عن نتائج التأثير والتغيير في ما يريدون تحقيقه فهم يكتبون من اجل الكتابة واما بلورة الوعي وتكريس الرؤية المتبصرة فانها لا تتحقق بهذا الطريقة المضحكة. كنت اتمنى ان اقرأ كتابات لمراجعة اداء الحركة الاسلامية في العراق وتشخيص الخلل وبيان نقاط الضعف في استقطاب الجماهير او عقد الاستعلاء او الاستاذية في اداء هذه الحركة وانا لا اخفيكم اخشى مثل هذه الكتابات لانه تكشف عن نقاط الضعف والاخفاق في اداءات الحركة الاسلامية كما اخشى أيضاً الكتابات لقراءة الواقع المعارض السياسي في العراق سواء في العهد البائد او في العهد الجديد ضمن رؤية متبصرة تشخص بوعي وموضوعية وتعكس التراجع في الاستقطاب والتأثير على الشارع العراقي وغياب الخطاب الاستيعابي المتجدد المواكب للمتغيرات الراهنة في العراق. وليس كشفاً للسر ان هذا النمط من المقالات هو الذي يثير في انفسنا المخاوف والهواجس وان كان يستفزنا لمراجعة ادائنا دون تراجع والوقفة دون توقف لكي نقف عن الخلل والفشل. واما ما نراه من مقالات تكشف لنا عن طبائع كتابها وتدعو الى السخرية والضحك فهي مقالات تصب في مصلحتنا وتضعنا في الموضع اللائق لان الاشياء تعرف باضدادها. ولولا ما كنت مطلعاً بشكل تفصيلي على اداءاتنا الاعلامية والسياسية لاتهمت المجلس الاعلى ومنظمة بدر من توظيف كتاب يسيئون اليهما بهذه الطريقة السافرة والاساليب الهابطة والساقطة لكي يتضح للمتلقي او القارىء الفارق بين المنهجين والتفاوت بين الاسلوبين ولكن لم يخطر في بال المجلس الاعلى ومنظمة بدر مثل هذه الاساليب الماكرة من جهة بالاضافة الى ان هناك الكثير من الحمقى من يهاجمنا بهذه الطريقة وينفعنا من جهة اخرى.
https://telegram.me/buratha