المقالات

دور تيار شهيد المحراب في ابعاد العراق عن سياسة المحاور الدولية

549 11:00:00 2010-01-28

علي العراقي

ثمة حقيقة لا يمكن انكارها او اغفالها وهي ان العراق الجديد بحكم موقعه الاستراتيجي وتأريخه وعراقته لا يمكن ان ينفرد او يبتعد عن المحيط العربي والاقليمي تأثيراً وتأثراً واصبح النظام السياسي الجديد القائم في العراق يحظى باهتمام واسع على المستويين العربي والاسلامي ولا يكاد ان ينفصل او يستقل العراق بكل سياقات الحدث الفاعلة والتطورات المتسارعة عن اهتمامات واولويات المنظومة العربية الرسمية بل اصبح العراق الجديد موضع اهتمام ومحل جدل عربي شديد.إرتباط الامن الاقليمي بامن العراق وإرتكاز مصير المنطقة السياسي على تطورات الوضع السياسي في العراق يشكل تحدياً وتهديداً على الوضع العراقي خاصة اذا شعرت بعض البلدان ذات الثقل والنفوذ العربي بان النظام السياسي القائم في العراق يشكل لها هاجساً مقلقاً ومؤرقاً بكل تحولاته ومتغيراته ومازال سيناريو التاسع من نيسان 2003 وما رافقه من تصريحات امريكية في نشوة هزيمة الطاغية صدام المقبور اشارت الى امكانية تكرار السيناريو المذكور في اكثر من نظام عربي في محاولة لاستفزاز هذه البلدان التي لم تتحصن في حماية انظمتها عبر التفاهم مع شعوبها وايجاد اليات حوار وخطاب جديد لكسب وجذب شعوبها بل سعت بكل ثقلها الى عرقلة المشروع الديمقراطي في العراق واجهاض التجربة العراقية الجديدة كمحاولة للعودة الى المعادلة السابقة وساعدها الى تحقيق ذلك الوعي التكفيري المنحرف بالاضافة الى بؤر بقايا النظام من ازلام البعث الصدامي.ولم يكن العامل الخارجي وهواجسه وحدها اسهمت في كل هذه التصعيدات الخطيرة والتدخلات المثيرة والتحالفات بين التكفيريين والصداميين لاعاقة المشروع الديمقراطي العراقي بل شاركت مواقف حكومية عراقية منفعلة في فتح اكثر من جبهة تصعيدية مع دول الجوار وتعميم المواجهة الاعلامية والدبلوماسية والسياسية مع اطراف عربية مؤثرة وقادرة على ارباك الوضع العراقي بحكم امكاناتها وقدراتها.والملفت ان الاداء الحكومي التصعيدي بدا منفعلاً ومستعجلاً لم يتخذ وتيرة تدريجية تصاعدية وفق مراحل طبيعية بل اتخذ منحى تموجياً وانقلاباً مفاجئاً بالاتجاه المعاكس فمن التطبيع الاستراتيجي الى التقطيع لكل اوصال التواصل والتفاهم والتعاون.وازاء كل هذه التحديات والتهديدات الواقعية للتجربة العراقية الجديدة كان تيار شهيد المحراب وقياداته يتحركون بوعي وحكمة وحرفنة في مواجهة هذه التطورات ويبعثون برسائل تطمينية لكل الخائفين والمتوجسين من الواقع الجديد في العراق.شعور قيادات تيار شهيد المحراب بان فتح الجبهات التصعيدية مع الجميع يعرض العراق وتجربته الى مخاطر حقيقية خاصة ان وضعنا الداخلي الامني والسياسي والاجتماعي لم يسعفنا في مواجهة كل هذه التحديات والتهديدات بل ان الواقع العراقي السياسي والامني كان غاية في الهشاشة وحدودنا مخترقة من الجميع واجهزتنا الامنية لم تكن ناهضة بمنع الاختراق والاخفاق.وهذا الشعور قادنا الى ايجاد مناطق ارتكاز وتفاهمات مع الاطراف الاقليمية لحماية العراق من التدهور والتوتر المستمرين.تيار شهيد المحراب يعتقد بان التخندق ضمن سياسية المحاور الدولية سيضعنا امام مخاطر جمة ولم تمنع الانهيار والتدخل الخارجي ولذا كانت محاولاتنا الجدية هو ابعاد واستبعاد العراق من هذه السياسة المعقدة فكانت الخطوات والمقدمات الاولية في تحقيق هذه الاهداف هي التحرك الايجابي بالاتجاه الاقليمي بنوعيه العربي والاسلامي وايجاد قنوات اتصال وحوار وتفاهم.وقد كانت اولى هذه الخطوات الفعلية هي الزيارات المهمة لسماحة السيد عمار الحكيم الى مملكة البحرين وقطر والكويت وتركيا وسوريا والاردن واخرها البلد اللبناني الشقيق.والتمعن في زيارة سماحته الاخيرة الى لبنان وطبيعة اللقاءات والحوارات لكل الاطياف اللبنانية يمنحنا رؤية متبصرة على النظرة الايجابية والرؤية المتوازنة لقادة تيار شهيد المحراب وجديتهم الفاعلة في استيعاب كل الاطراف رغم اختلافاتها فيما بينها.والميزة الايجابية في هذه الزيارة هي الانفتاح مع الطيف اللبناني بكل مكوناته وخصوصياته السياسية والدينية والمذهبية دون حساسية عقدية او مجاملات لحساسية الدولة الكبرى المؤثرة في منطقة الشرق الاوسط فلقاء الساسة والقادة اللبنانيين بكل اتجاهاتهم يعبر عن نوايا حسن ودوافع ايجابية على التحرك بخطى ذكية والوقوف بمسافات محسوبة ومدروسة مع الجميع إبتداءاً بلقاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ومروراً بلقاء السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله واستمراراً بلقاء عون والشيخ قبلان وكل القادة اللبنانيين دون تمييز او تفريق وهو ما يعكس الرؤية الايجابية والمنفتحة لقادة المجلس الاعلى لجميع الاطياف والاطراف السياسية وهو ما يعزز مصداقية تيار شهيد المحرب في الواقع الدولي والاقليمي والمحلي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك