علي العراقي
ثمة حقيقة لا يمكن انكارها او اغفالها وهي ان العراق الجديد بحكم موقعه الاستراتيجي وتأريخه وعراقته لا يمكن ان ينفرد او يبتعد عن المحيط العربي والاقليمي تأثيراً وتأثراً واصبح النظام السياسي الجديد القائم في العراق يحظى باهتمام واسع على المستويين العربي والاسلامي ولا يكاد ان ينفصل او يستقل العراق بكل سياقات الحدث الفاعلة والتطورات المتسارعة عن اهتمامات واولويات المنظومة العربية الرسمية بل اصبح العراق الجديد موضع اهتمام ومحل جدل عربي شديد.إرتباط الامن الاقليمي بامن العراق وإرتكاز مصير المنطقة السياسي على تطورات الوضع السياسي في العراق يشكل تحدياً وتهديداً على الوضع العراقي خاصة اذا شعرت بعض البلدان ذات الثقل والنفوذ العربي بان النظام السياسي القائم في العراق يشكل لها هاجساً مقلقاً ومؤرقاً بكل تحولاته ومتغيراته ومازال سيناريو التاسع من نيسان 2003 وما رافقه من تصريحات امريكية في نشوة هزيمة الطاغية صدام المقبور اشارت الى امكانية تكرار السيناريو المذكور في اكثر من نظام عربي في محاولة لاستفزاز هذه البلدان التي لم تتحصن في حماية انظمتها عبر التفاهم مع شعوبها وايجاد اليات حوار وخطاب جديد لكسب وجذب شعوبها بل سعت بكل ثقلها الى عرقلة المشروع الديمقراطي في العراق واجهاض التجربة العراقية الجديدة كمحاولة للعودة الى المعادلة السابقة وساعدها الى تحقيق ذلك الوعي التكفيري المنحرف بالاضافة الى بؤر بقايا النظام من ازلام البعث الصدامي.ولم يكن العامل الخارجي وهواجسه وحدها اسهمت في كل هذه التصعيدات الخطيرة والتدخلات المثيرة والتحالفات بين التكفيريين والصداميين لاعاقة المشروع الديمقراطي العراقي بل شاركت مواقف حكومية عراقية منفعلة في فتح اكثر من جبهة تصعيدية مع دول الجوار وتعميم المواجهة الاعلامية والدبلوماسية والسياسية مع اطراف عربية مؤثرة وقادرة على ارباك الوضع العراقي بحكم امكاناتها وقدراتها.والملفت ان الاداء الحكومي التصعيدي بدا منفعلاً ومستعجلاً لم يتخذ وتيرة تدريجية تصاعدية وفق مراحل طبيعية بل اتخذ منحى تموجياً وانقلاباً مفاجئاً بالاتجاه المعاكس فمن التطبيع الاستراتيجي الى التقطيع لكل اوصال التواصل والتفاهم والتعاون.وازاء كل هذه التحديات والتهديدات الواقعية للتجربة العراقية الجديدة كان تيار شهيد المحراب وقياداته يتحركون بوعي وحكمة وحرفنة في مواجهة هذه التطورات ويبعثون برسائل تطمينية لكل الخائفين والمتوجسين من الواقع الجديد في العراق.شعور قيادات تيار شهيد المحراب بان فتح الجبهات التصعيدية مع الجميع يعرض العراق وتجربته الى مخاطر حقيقية خاصة ان وضعنا الداخلي الامني والسياسي والاجتماعي لم يسعفنا في مواجهة كل هذه التحديات والتهديدات بل ان الواقع العراقي السياسي والامني كان غاية في الهشاشة وحدودنا مخترقة من الجميع واجهزتنا الامنية لم تكن ناهضة بمنع الاختراق والاخفاق.وهذا الشعور قادنا الى ايجاد مناطق ارتكاز وتفاهمات مع الاطراف الاقليمية لحماية العراق من التدهور والتوتر المستمرين.تيار شهيد المحراب يعتقد بان التخندق ضمن سياسية المحاور الدولية سيضعنا امام مخاطر جمة ولم تمنع الانهيار والتدخل الخارجي ولذا كانت محاولاتنا الجدية هو ابعاد واستبعاد العراق من هذه السياسة المعقدة فكانت الخطوات والمقدمات الاولية في تحقيق هذه الاهداف هي التحرك الايجابي بالاتجاه الاقليمي بنوعيه العربي والاسلامي وايجاد قنوات اتصال وحوار وتفاهم.وقد كانت اولى هذه الخطوات الفعلية هي الزيارات المهمة لسماحة السيد عمار الحكيم الى مملكة البحرين وقطر والكويت وتركيا وسوريا والاردن واخرها البلد اللبناني الشقيق.والتمعن في زيارة سماحته الاخيرة الى لبنان وطبيعة اللقاءات والحوارات لكل الاطياف اللبنانية يمنحنا رؤية متبصرة على النظرة الايجابية والرؤية المتوازنة لقادة تيار شهيد المحراب وجديتهم الفاعلة في استيعاب كل الاطراف رغم اختلافاتها فيما بينها.والميزة الايجابية في هذه الزيارة هي الانفتاح مع الطيف اللبناني بكل مكوناته وخصوصياته السياسية والدينية والمذهبية دون حساسية عقدية او مجاملات لحساسية الدولة الكبرى المؤثرة في منطقة الشرق الاوسط فلقاء الساسة والقادة اللبنانيين بكل اتجاهاتهم يعبر عن نوايا حسن ودوافع ايجابية على التحرك بخطى ذكية والوقوف بمسافات محسوبة ومدروسة مع الجميع إبتداءاً بلقاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ومروراً بلقاء السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله واستمراراً بلقاء عون والشيخ قبلان وكل القادة اللبنانيين دون تمييز او تفريق وهو ما يعكس الرؤية الايجابية والمنفتحة لقادة المجلس الاعلى لجميع الاطياف والاطراف السياسية وهو ما يعزز مصداقية تيار شهيد المحرب في الواقع الدولي والاقليمي والمحلي.
https://telegram.me/buratha