ميثم الثوري
المواطنة باختصار شديد هي الانتماء والمشاركة والمفاعلة والحقوق والواجبات والامان وانسانية الانسان والعيش بكرامة في وطن للجميع وليس لطائفة او فئة الحق في الاستئثار بالاستحقاقات والامتيازات ويتحمل الاخرون الضريبة الباهظة.ومن هنا فقد اولى الائتلاف الوطني العراقي الاهتمام الفائق بمعاني المواطنة الحقة وجسد ذلك قولاً وفعلاً وشعاراً وشعوراً واطلق مبادرة وطنية لاقرار الموازنة السنوية لعام 2010 مع ضمان مصالح المواطن وتعزيزِ القدرةِ على دعم الطبقات الفقيرة والمُعدمة واعلن الائتلافُ الوطني رغبتَه الاكيدةَ في اقرار الموازنة معَ الاخذِ بالمطالب واهمها تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث الوزراء واعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة الى النصف وتضاف المبالغ المستقطعة الى الميزانية الاستثمارية للمحافظات كافة وكذلك الغاء المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث وتحويل مبالغها كمنح شهرية للمرضى المصابين بالسرطان وشراء الادوية اللازمة والضرورية واستقطاع 10 دولارات من مبالغ سمة الدخول المأخوذة من الزوار الاجانب للعتبات المقدسة وتضاف الى المحافظات التي توجد فيها السياحة الدينية وتخصيص مبلغ دولار عن كل برميل نفط خام لصالح المحافظات المنتجة للنفط.. وهناك بعض المطالب التي اشار اليها الائتلاف الوطني العراقي تتعلق بتخصيص مبالغ للمشاريع الخدمية من الميزانية الاستثمارية للبلديات والصحة والاسكان والاعمار والتربية والكهرباء للمحافظات للقيام بهذه المشاريع.قد تكتسب المبادرات السياسية والوطنية اهميتها من معطياتها وانعكاساتها على المواطن والوطن وتقاس عادة بابعادها الوطنية والانسانية والاخلاقية وقد تفقد اغلب المبادرات السائدة اهميتها وتأثيرها لارتباطها بالمصلحة الحزبية والجهوية كالمبادرات ذات الاتجاهات النفعية كحملات التبرع بالمال تمويلاً للاحزاب او مظاهرات التأييد او التجمعات الحزبية التي لا تكترث بمصالح المواطن.والمبادرة التي أطلقها الائتلاف الوطني العراقي حرصَه على النظرة المتأنية الى طبيعة هذا المطالب التي اطلقها الائتلاف واقترح ان تكون الموازنة القادمة آخذة بها تأكيداً للمصالح الوطنية وتحقيق القدر الادنى من الوفاء للمواطن.تأكيداتنا الدائمة باهمية تأسيس دولة المواطن وهي دولة المؤسسات بالتأكيد لا تعني اطلاقها في سياق الشعارات والكلمات المجردة واللافتات السياسية لاغراض انتخابية بل جسدها الائتلاف الوطني العراقي وتيار شهيد المحراب تحديداً عبر هذه المبادرة الرائدة وتعزيز اهمية المواطن في العراق الجديد.هذه المبادرة تعكس اهمية دور المواطن في المشروع الديمقراطي باعتباره العنصر الاقوى والاهم في الممارسة الديمقراطية وان اغفال دور المواطن يعني اجهاض المشروع الديمقراطي وانهاء المسيرة الديمقراطية وهي الخطوة المتقدمة لتعزيز التفاعل الجماهيري مع مشروعه السياسي وعمليته الديمقراطية القائمة في البلاد وتبديد الفوارق الطبقية بين المواطن والمسؤول.من معطيات واثار هذه المبادرة الوطنية والتي يمكن الاشارة العابرة الى اهمها وبشكل اجمالي هي:1- الفارق الطبقي الحاصل بين المواطن وبين المسؤولين ربما يشكل مفارقة خطيرة في العراق الجديد فاشراك المواطن بالعملية الديمقراطية لا يعني دعمه القوى السياسية والعملية السياسية دون ان يكون له دور فعلي وواعي في المشاركة في الامتيازات فالمشاركة لا تكون في التحديات والضريبة بينما يستبعد تماماً عن الامتيازات والاستحقاقات فهذه المبادرة ستسهم في تقريب وتذويب الطبقية بين الجماهير والمسؤولين.2- عندما يكون صاحب الموقع الرسمي بعيداً عن هموم والام المواطن سيضعف هذا البعد حماس واصرار الجماهير على المشاركة والتغيير وقد كان اداء المسؤولين بشكل عام وامتيازاتهم احدى اسباب الامتعاض الجماهيري والاعتراض على تصرف المسؤولين بالمال العام والتفريط به وهناك من يعاني من ابناء شعبنا من ازمة السكن والعيش والبطالة. 3- هذه المبادرة تصحح مفهوم المواطنة الحقيقية وتؤكد حرص الائتلاف على ترسيخ المفهوم الحقيقي للمواطنة فليست المواطنة تعني المشاركة من طرف واحد يعني المواطن يشارك وغيره يستفيد ولابد ان يكون للمواطن شعور حقيقي بالانتماء لبلاده والدفاع عنه فلابد من تجسيد وتعميق هذه المفاهيم في الواقع ونحولها من الشعار الى الشعور.4- هناك كلام في الشارع العراقي بان الاستئثار للامتيازات لاصحاب المواقع الرئاسية استفز مشاعر المحرومين والفقراء وسكنة بيوت الطين ولكن هذه المبادرة ستنفض غبار الاهمال والضياع والفقر عن وجه الفقراء والمظلومين والمحرومين وتقطع الطريق امام المتصيدين بالماء العكر والساعين الى تحبيط وتثبيط المواطن وانتمائه الوطن. 5- اهمية هذه المبادرة انها لا تحقق مصالح خاصة للائتلاف الوطني ولا تستهدف فئة سياسية محددة بل هي من اجل المواطن والنهوض بواقعه المعاشي والاقتصادي خاصة ان هذه المواقع والمسؤوليات ليست بعيدة عن الائتلاف بل بعضها او اغلبها تابعة له وهذا يعزز مصداقية الائتلاف الوطني العراقي ودوره في التخطيط لانقاذ المواطن من الاوضاع السيئة التي يعيشها. 6- ازالة الطبقية والفوارق بين المواطن والمسؤول واحدة من نماذج النظام الديمقراطي واذا كان اهم تعريف للديمقراطية هو حكم الشعب فان حاكمية الشعب ينبغي ان تكون مفهوماً ومصداقاً ولا تعني هذه الحاكمية ان يشارك في الانتخابات ويتحمل الازمات والمأساة وغيره يستأثر بالاستحقاقات ويحتكر الامتيازات.7- المبادرة تسهم في اشعار المواطن بحصته بالوطن وثرواته وليس من الصحيح ان يعيش العراقيون بلا سكن ولا خدمات وهم يسيرون على بحيرات من البترول والثروات فالتوزيع العادل والنزية لثرواته سيعزز الحس الوطني وتفعيل مفهوم المواطنة الحقيقية.8- من المؤسف ان يكون طموح المواطن العراقي هو الحصول على ابسط مستلزمات الحياة التي تتوفر للمواطن في افقر دول العالم مثل الدول الافريقية فالمواطن يريد خدمات وكهرباء والحصول على ابسط حالات الرفاهية والعيش الكريم بينما تقزمت وتحجمت طموحات المواطن العراقي الى ادنى مستوياتها في حين تحول طموح بعض المسؤولين الى جموح وامتيازات كبيرة.
https://telegram.me/buratha