احمد عبد الرحمن
لقيت خطوة اقرار مشروع الموازنة المالية الاتحادية لعام 2010 من قبل مجلس النواب العراقي بالصيغة التي خرج بها ترحيبا كبيرا من مختلف الاوساط الشعبية والسياسية، لسبب واضح وجلي، الا وهو ان صيغة الموازنة جاءت هذه المرة وعلى عكس الاعوام السابقة معبرة بشكل واقع وعملي عن جانب كبير من هموم وتطلعات واحتياجات مختلف شرائح وفئات المجتمع العراقي.ولاشك ان مبادرة الائتلاف الوطني العراقي التي تضمنت جملة مطاليب تمحورت حول اعادة ترتيب الاولويات في الموازنة ورفع مبالغ من ابواب معينة واضافتها الى ابواب اخرى بما يؤدي الى تقليص الهوة بين فئات معينة وفئات اخرى، وبما يساهم في التخفيف من حجم الحرمان والاهمال الذي مازالت تعانيه محافظات ومناطق عديدة رغم مرور سبعة اعوام على الاطاحة بنظام البعث الصدامي البائد، ورغم توفر تلك المحافظات والمناطق على ثروات وامكانيات كبيرة لاتنسجم بأي حال من الاحوال مع واقعها الحياتي والاقتصادي القائم حاليا، فضلا عن وجود فئات تعاني من امراض مزمنة وخطيرة يتطلب علاجها نفقات مالية باهضة.ومع ان مطاليب الائتلاف الوطني العراقي لم يتم تضمينها بالكامل في مشروع الموازنة المالية، الا ان القسم الاكبر منها تم التصويت عليه واقراره، وذلك بالطبع سيساهم في تجاوز الكثير من السياقات والاجراءات الروتينية في مشاريع الاعمار والتنمية والبناء في المحافظات المختلفة، واحداث نقلات نوعية في مجمل المجالات الحياتية والخدمية والاقتصادية.ومثلما جاء في البيان الذي اصدره الائتلاف الوطني العراقي يوم امس، فأن الاخير "بذل جهودا كبيرة ومتواصلة من اجل اقرار موازنة عام 2010 واجراء التعديلات اللازمة عليها، تلك التعديلات التي تصب في خدمة الصالح العام، ونفع الطبقات المحرومة من ابناء شعبنا كما وترسي دعائم التطور والبناء".وطبيعي ان مهمة الاسراع بتفعيل وتنفيذ الموازنة يقع على عاتق الاجهزة التنفيذية وبالتحديد الحكومة ووزارة المالية، وهو ما يتطلب جهدا كبيرا واستثنائيا وجدية تنسجم وحجم وطبيعة الاحتياجات والمتطلبات العامة لابناء الشعب العراقي.في ذات الوقت فأن ربط اطلاق التعيينات في مختلف مؤسسات ودوائر الدولة وفق فرص العمل الـ(115) الف التي اتاحتها الموازنة بتشكيل مجلس الخدمة الاتحادي انما اريد من ورائه ضمان العدالة والشفافية والاحتكام الى معايير الكفاءة والنزاهة والمهنية والاستحقاق بعيدا عن المحاصصة والحسابات السياسية والحزبية المنطلقة من مصالح خاصة وضيقة وانية، وهذا ما يعود بالنفع للجميع رغم حصول بعض التأخير في هذه الموضوع.
https://telegram.me/buratha