قلم : سامي جواد كاظم
علماء النفس الذين مهامهم الرئيسية هي كيفية خلق انسان سوي حيث اكدوا على البيئة والوراثة كعاملين مهمين في التاثير على الانسان وتوصلوا الى عدة اساليب لمعالجة تصرفات الانسان غير السوية العصابية وهي عكس الجنونية حيث ان المجنون لا علاج له اما العصابي والذي في لحظة معينة تنفعل اعصابه مع مشهد معين فتبدر منه تصرفات غير سوية مع عدم اقراره بانه تصرف تصرف سلبي .هذا المجال هو اصلا من اهتمامات الشارع الاسلامي وله عدة احكام شرعية خلقية مستنبطة من القران والسنة لمعالجة هذه الحالات السلبية وطرق العلاج متفق عليها من قبل التصور الارضي مع السماوي باستثناء طريقة واحدة والتي يعتمدها الشارع الاسلامي ويعتبرها الاهم والمهمة هي طريقة الارشاد .هذه الطريقة هي الافضل علما وعمليا حيث انها تحتوي السلبيات قبل حدوثها من خلال النصح والارشاد .هذا الدور يمارسه كل رجالات الدين وكل حسب طريقته ومقدرته وللمرجعية العليا في النجف الاشرف حصة من ذلك .فاذا ما كانت هنالك فتوى ارشادية قد يكون فحواها التحريم او الاكراه او الاستحباب فانها لا تعدو سوى انها نصيحة فالذي يريد ان يكون في صنف الانسان السوي فانه سيلزم نفسه بها لا المرجعية تلزمه بهذه الفتاوي التي هي افضل وسيلة للارشاد .وعملية الافتاء هذه لا تاتي من فراغ كما وانه لا يمنح الحق للمفتي بالافتاء من قبل مؤسسة حكومية او منظمة مجتمع مدني بل تمنحه له دراسته وسعة اطلاعه مع شروط اخرى من نزاهة اخلاق وطيبة المولد وشرف النسب والعدالة وغيرها من الاخلاق الحميدة التي يجب ان يتصف بها المرجع .وعمل المرجع او الفقيه هذا الافتاء والارشاد يكون بدون ثمن بالرغم من ان هذه المهنة هي اشق واتعب واخطر من مهنة الطبيب النفسي الذي ياخذ الاموال الطائلة مقابل العلاج مع عدم ضمان النجاح كما وان العلاج ياتي بعد الوقوع في المحذور عكس الارشاد الذي يحتوي المحذور قبل السقوط فيه .واحدى المسالك التي تعترض حياة الانسان سلبا او ايجابا هي الوسائل الاعلامية المتطورة جدا والتي اصبحت سهلة المتناول بايدي الناس وهنا تلعب دورها المنظمات والعصابات الارهابية في خلق جو فاسد ومؤثر على الانسان السوي حتى تنحدر به الى المستوى الدنيء الذي تبغي ان يصل اليه المجتمع .وفي المجال الاخر هنالك من يستخدم هذه الوسائل الاعلامية بالجانب الايجابي الذي يحاول خلق مجتمع واعي ومثقف .العجيب في الامر ان الذين يستخدمون هذه الوسائل بشكل سلبي لا يتعرضون الى الانتقاد ممن هم على شاكلتهم اما الذين يستخدمون هذه الوسائل بشكل ايجابي يتعرضون للبهتان والاكاذيب ممن هم على شاكلتهم اكثر من الطرف المناوئ لهم .فالذين يحاولون ان يعثروا ولو على هفوة على شخصية اسلامية مرموقة او تلفيق اكاذيب عليها هم من المسلمين اكثر مما هم من بقية الطوائف .التعارف بين ثقافات شعوب العالم هو امر في غاية الروعة عندما نتعلم من ثقافة الغير من غير المساس بالثوابت التي نؤمن بها فالمسلم يتعلم من الغرب كل ما هو نافع ولا يمس اسلامه هذا امر رائع كما وان هنالك الكثير من النصارى واليهود يتمسكون بالثقافة الاسلامية من غير ان يتركوا ما هم عليه من معتقد وهذا حق للجميع .اما ان اقوم بتفسير بعض هذه الامور المستحدثة السلبية على اساس انها ثقافة فهذا امر غاية في الخطورة والاخطر عندما اتهجم على الناصح لنا بالابتعاد عن هذه الامور على انها ستخلق ممن يتابعها شخص غير سوي .هنالك سلبيات مطمورة لا احد يعلم بها بل لا احد يبالي لها ، فاذا بوسيلة اعلامية اسلامية من باب الانتقاد لهذه السلبية فتصبح واجهة اعلامية لها بل وتجعلها تنتشر كما تاكل النار الهشيم .هنالك بعض المسلسلات اخذت حيز من متابعات المواطن المسلم لها من خلال شاشات التلفاز والتي لا تستحق العرض لا لاحتوائها لقطات غير خلقية بل لكون قصتها ركيكة بمعنى الكلمة ولا يوجد فيها ما يشد انتباه المشاهد والذي يهتم لها فقط الانسان الفارغ والذي لا شغل له سوى قتل وقته بهكذا تفاهات .فاذا ما قال وكيل السيد السيستاني ان هذا العمل غير جيد او لايجوز او حرام فانه يندفع من خلال كلامه هذا للارشاد ليس الا وبقي الامر لكم ان التزمتم ام لا .ولو تمعنا في اصل الفتوى فانها لا تخص تحديدا هذه المسلسلة او تلك لان المنشغل بالعلوم الفقهية لا يتابع مسلسلات وانما جاءت الفتوى بناءا على استفهام السائل عن مدى سلامة افكار معينة صورها السائل نفسه للفقيه فاجاب الفقيه على فحوى السؤال ، فاذا كانت الافكار السلبية التي طلب السائل فيها الفتوى موجودة في المسلسل التركي او غيرها نعم يجب ان لايشاهد هذا المسلسل .واما مسالة الاطلاع على ثقافات العالم فهل شحت الوسائل الا من خلال المسلسلات الخليعة ؟!! ان مسالة اقحام رجل الدين فيما لا يعنيه هذا تصور مغلوط وقائم على اسس نخرة فكما للفرد حق المشاهدة والكلام فللمرجع له حق الرأي ناهيك عن التكليف الشرعي الملزم به كل مسلم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .انا شخصيا احترم واجل السيد السيستاني هل تعلمون لماذا ؟ لاني اشعر بحريتي في الالتزام او عدم الالتزام بفتاويه هذا اولا وثانيا ما وجدت في فتاويه الا الصلاح للفرد والمجتمع والكسب الدنيوي والاخروي المعنوي والمادي ، فالعلاقة بين السيد السيستاني وبين من يتمسك بتعاليمه هي علاقة روحية وليست مصادرة للعقول كما ادعى احد المتفلسفين .كل عمل في الدنيا يرجو من ورائه عامله الربح المادي والمعنوي الا مراجع النجف الاشرف فلم ولن نسمع او نرى انهم افتوا بثمن ، ولأنهم لا يتعرضون الى من يتهجم عليهم فهذا فسح المجال للعريفي ومن على شاكلته او دب دبيبه في التعرض الى سماحة السيد السيستاني الذي يدعو بالمغفرة والعفو لمن يتعرض له .الافضل لكل من يرتقي منبر او يمسك القلم ويكتب ان يتعرض لحالة سلبية لها هالة اعلامية بدلا من التعرض لشخصية اسلامية لها من يحترمها ويقلدها بعدد ليس بالهين فان ذلك يكون من خلق الكاتب الكريم
https://telegram.me/buratha