المقالات

دور التربية الصامتة في معالجة السلوك عند الإنسان

844 19:02:00 2010-01-27

محمود الربيعي

ديناميكية الصمت في عملية تغيير الأنماط السلوكية

قالوا إن الصمت سيد الأخلاق، فكيف للصمت أن يتحكم في سلوك المربين وكيف يمكن له أن يكون أحد أدوات التربية لتغيير السلوك البشري؟

المرونة أحد عوامل السلوك الصامت في عملية تغيير السلوك

فمن وجهة نظرنا أن كثيراً من المواجهات القسرية لتغيير سلوك بعض الناس تترتب عليه مشاكل لأن الطبع البشري ممتنع غالباً عن تقبل النصيحة.

دور التربية القرآنية والقيادة في تغيير السلوك بطريق المرونة

وهكذا جاءت الآيات الكريمة لتنبه على أن الشدة قد تأتي بنتائج عكسية، قال تعالى " وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ " من الآية 159 من سورة 3 آل عمران .. وقال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام "لن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين" وهكذا جرت الحكمة على رفض العنف كطريقة للتنبيه والتربية، وإستحسان طريق الرفق في التنبيه.

أثر الحكمة والتهذيب كوسائل مرنة في عملية تغيير السلوك

فالسلوك الإنساني يتطلب حكمة وطريقة مهذبة لائقة بمقام الإنسان ولذلك نبه القرآن الكريم الى أن الدعوة الى الله لابد أن تتسم بالعقل والموضوعية، قال تعالى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " من الآية 125 من سورة 16 الأنعام.

دور الصمت والهدوء في معالجة المشاكل السلوكية

إننا، ويومياً، نتعامل مع أبنائنا وبناتنا وأهالينا وأقربائنا وذوي أرحامنا وأصدقائنا، وكل منهم لديه مشكلة، فهل الحدة أنسب لحل مشاكلهم أو أن الصمت دون ضجيج قد يكفي لعلاج الأخطاء وفي كل وقت وقد تكفي أحياناً نظرة بسيطة وابتسامة لتصحيح خطأ ما قد يصدر من أحدهم.

وفي نظرنا ان الصمت كثيراً مايكون علاجاً ناجحاً لحالات الخلاف والإختلاف وله مردوداته الإيجابية وبالعكس فإن الكلام والصراخ كثيراً ماتكون عواقبه وخيمة.

الذهب والصمت أغلى من الفضة والكلام

ولذلك قالوا " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " فالذهب أغلى من الفضة، والذهب يتمتع بكثر من المميزات، وهكذا الصمت فهو ثمين ويصعب الصمت في كثير من الأحيان، كما يصعب الحصول على الذهب.

إصبروا بالصمت وتسامحوا بالمحبة وتمهلوا بالكلام

فلنعالج مشاكلنا بالصبر والصمت والمسامحة والتروي لئلا نقع في مأزق إرتكاب الخطأ الذي دائما ما تصحبه خسارات لأصدقاء وأخوان منا قريبين، وطريق الصمت هو طريق العارفين والسالكين لدرب المعرفة في الطريق الى الله، وكفى الله المؤمنين سبيل النزاع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك