محمود الربيعي
ديناميكية الصمت في عملية تغيير الأنماط السلوكية
قالوا إن الصمت سيد الأخلاق، فكيف للصمت أن يتحكم في سلوك المربين وكيف يمكن له أن يكون أحد أدوات التربية لتغيير السلوك البشري؟
المرونة أحد عوامل السلوك الصامت في عملية تغيير السلوك
فمن وجهة نظرنا أن كثيراً من المواجهات القسرية لتغيير سلوك بعض الناس تترتب عليه مشاكل لأن الطبع البشري ممتنع غالباً عن تقبل النصيحة.
دور التربية القرآنية والقيادة في تغيير السلوك بطريق المرونة
وهكذا جاءت الآيات الكريمة لتنبه على أن الشدة قد تأتي بنتائج عكسية، قال تعالى " وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ " من الآية 159 من سورة 3 آل عمران .. وقال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام "لن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين" وهكذا جرت الحكمة على رفض العنف كطريقة للتنبيه والتربية، وإستحسان طريق الرفق في التنبيه.
أثر الحكمة والتهذيب كوسائل مرنة في عملية تغيير السلوك
فالسلوك الإنساني يتطلب حكمة وطريقة مهذبة لائقة بمقام الإنسان ولذلك نبه القرآن الكريم الى أن الدعوة الى الله لابد أن تتسم بالعقل والموضوعية، قال تعالى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " من الآية 125 من سورة 16 الأنعام.
دور الصمت والهدوء في معالجة المشاكل السلوكية
إننا، ويومياً، نتعامل مع أبنائنا وبناتنا وأهالينا وأقربائنا وذوي أرحامنا وأصدقائنا، وكل منهم لديه مشكلة، فهل الحدة أنسب لحل مشاكلهم أو أن الصمت دون ضجيج قد يكفي لعلاج الأخطاء وفي كل وقت وقد تكفي أحياناً نظرة بسيطة وابتسامة لتصحيح خطأ ما قد يصدر من أحدهم.
وفي نظرنا ان الصمت كثيراً مايكون علاجاً ناجحاً لحالات الخلاف والإختلاف وله مردوداته الإيجابية وبالعكس فإن الكلام والصراخ كثيراً ماتكون عواقبه وخيمة.
الذهب والصمت أغلى من الفضة والكلام
ولذلك قالوا " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " فالذهب أغلى من الفضة، والذهب يتمتع بكثر من المميزات، وهكذا الصمت فهو ثمين ويصعب الصمت في كثير من الأحيان، كما يصعب الحصول على الذهب.
إصبروا بالصمت وتسامحوا بالمحبة وتمهلوا بالكلام
فلنعالج مشاكلنا بالصبر والصمت والمسامحة والتروي لئلا نقع في مأزق إرتكاب الخطأ الذي دائما ما تصحبه خسارات لأصدقاء وأخوان منا قريبين، وطريق الصمت هو طريق العارفين والسالكين لدرب المعرفة في الطريق الى الله، وكفى الله المؤمنين سبيل النزاع.
https://telegram.me/buratha