المقالات

علامة النجاح الكبري

771 16:49:00 2010-01-27

احمد عبد الرحمن

يؤشر الحراك الكبير الذي يشهده الشارع العراقي هذه الايام، والمتمثل بمسيرات وتظاهرات واسعة، بعضها احتجاجية وبعضها الاخر داعمة وساندة لمواقف وتوجهات سياسية معينة، يؤشر الى مسألة مهمة للغاية ، الا وهي طبيعة واهمية الحضور الجماهيري الايجابي في مختلف المناسبات، وحيال كل القضايا التي تعني مكونات المجتمع العراقي، سواء كانت ذات طبيعة سياسية، او امنية، او اقتصادية، او حياتية.ولاشك ان صورة اليوم تكاد تختلف بالكامل عن صورة الامس، كنا في العهد البائد نشهد الكثير من التظاهرات والمسيرات الجماهيرية تجوب الشوارع والمدن العراقية، لكن كانت تلك التظاهرات والمسيرات جزءا من النهج الاستبدادي والديكتاتوري لنظام البعث الصدامي البائد، وكانت تعكس قدرا كبير من التعتيم السياسي والاعلامي على الجماهير، والتضليل والخداع وقلب وتزييف الحقائق وتسطيح الوعي، واليوم نشهد مظاهر قد تبدو للمتلقي عن بعد انها تكرار لصورة الماضي من حيث ظاهرها، بيد انها من حيث الجوهر والمضمون ليس كذلك بتاتا.ليس بالضرورة ان تأتي التظاهرات والمسيرات الجماهيرية اليوم بأيقاع يتناغم وينسجم مع توجهات وسياسات السلطة السياسية، وليس بالضرورة ان تتحرك وفق خطوط مرسومة سلفا، فهذا لم يعد ممكنا ولامقبولا في ظل مساحة واسعة وافق رحب للممارسة الديمقراطية.فالتظاهرات والمسيرات المؤيدة والداعمة للمرجعية الدينية والمدافعة عنها، وتلك المنددة بتوجهات البعض لاعادة البعث الصدامي الى الحياة السياسية، وتلك المباركة للخطوات التي من شأنها تخفيف معاناة فئات وشرائح اجتماعية عديدة من ابناء الشعب العراقي، وغيرها، تعبر في واقع الامر عن حقيقة ان سياسات البلاد لم تعد ترسم وتصاغ في داخل كواليس واروقة خاصة، وانما اصبح للشارع العراقي دور في رسم وصياغة تلك السياسات، وبات من غير الممكن تمرير هذه القضية او تلك تحت جنح الظلام، ولم تعد الشعارات البراقة والعريضة كافية لوحدها لتحديد وتوجيه قناعات وتوجهات الناس وفق رغبات واجندات اصحابها، ما لم تكن منسجمة ومتناغمة مع مصالح الناس انفسهم.ان وعي الجماهير وادراكها لحقائق الواقع، وحضورها الفاعل، يمثل احد اهم عناصر وعوامل نجاح المشروع الوطني العراقي، واحد ابرز ادوات سحب البساط من تحت اقدام اعداء العراق والمتامرين عليه، والعامل الحاسم في الحؤول دون عودة الديكتاتورية والاستبداد، وهذا الحضور الفاعل والايجابي هو علامة النجاح الكبرى للتجربة الديمقراطية في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك