بقلم:فائز التميمي.
ولأنه حوار هاديء وليس غرضه الطعن أو التشهير أو المنافسة الإنتخابية فسوف لأ أذكر الأسماء وإنما همي التناقض في التصريحات.ففي أحدى حلقات بالعراقي في قناة الحرة أدلى كل بدلوه بين مؤيد ومعرض لقانون كان المزمع ان يُعرض على البرلمان . فأحد المعارضين للقانون قال مايلي في نفس الجلسة:(1) إنّ القانون هو إجراء مخالف للدستور والقصد منه سحب سلطات الحكومة.(2) وفي معرض الكلام عن إمكانية إستغلال الوزراء وغيرهم بحكم مناصبهم في الدعاية الإنتخابية بما لا يتوفر لآخرين من إمكانيات فقال ما فحواه: الشعب أصبح يعرف جيداً من يريد ومن لا يريد فسواء جاء المرشح بسيارة أو عشرة سيارات لا يهم ولايؤثر لأن الشعب حسم خياراته.(3) وعند إستعراض التبذير والصرف في الوزارات قال نفس المتحدث: إنّ القانون لا ينفع في مثل هذه الامور بل نحتاج الى بناء الإنسان.وسوف أكتفي بالرد على النقطتين الأخيرتين دون الاولى على أساس إن إثبات الأولى كما يقولون دونها خرط القتاد ( أي إستحالة إثبات ذلك أو إعطاء ضمان بعدم تصرف الحكومة بإمكانيات الدولة وتسخيرها للدعاية الإنتخابية).ففي المقولة الثانية: يبدو من كلام المتحدث أنّ الشعب واعٍ وعياً كافياً وحسم اموره بشكل صارم بحيث لا يؤثر فيه دينار او درهم او بهرجة أو سلوك جمعي أو غير ذلك من المؤثرات . وهذا يعارض أمور منها:أولاً: ليس في كل هذا العالم من يدعي عن وجود مثل هكذا شعوب مثالية لا تتأثر بالدعاية أو بالسلوك الجمعي أو أنها لا تُخدع أبداً. حتى في الدول الديمقراطية العريقة قد يفاجيء المرشح الواثق من نفسه بخسارته في الإنتخابات.ثانياً: لو كان ما يدعيه صحيحاً إذاً لمَ الخوف من الأموال الخليجية التي تُضخ الى العراق ولماذا نخاف من الإئتلافات المشبوهة المدعومة بالمال الخليجي وكل المسئولين إبتداءً من القمة الى الهرم في كلا الإئتلافين ( أقصد الوطني العراقي ودولة القانون) صرحوا بخطورة تلك الاموال!!.ثالثاً: إن الشعب العراقي عاش أكثر من ثمانين سنة وخاصة الأربعين سنة الأخيرة تحت ضغوط نفسية وإجتماعية وسياسية قاهرة فلماذا نتصور أنه لم يتأثر بذلك العنف والمسخ الأخلاقي والفكري!!؟؟.رابعاً: إنه في المقولة الثالثة وهي وجوب بناء الفرد العراقي يؤكد ان عدد كبير من أفراد الشعب في حالة نقاهة وخروج من السجن الصدامي الرهيب يجد نفسه أمام سيل من الإشاعات والإتهامات والأمراض الإجتماعية مثل قبول الرشوة أو ضعف الذمة فلا يمكن ان نقول إن الشعب حسم أمره لا يمكن القول أن الشعب سوف لن يُخدع فكل إمكانيات الخداع متوفرة:من الفكر المنحرف والإشاعات والمخابرات الدولية والعربية والمال وحالة الفقر عند شريحة لابأس بها في المجتمع العراقي .ربما تجربتنا السياسية قليلة نتيجة الظلم البعثي وإبتعادانا عن حقيقة الأمور وما يجري في الواقع الإجتماعي قد يوقعنا في تناقض من حيث لا نشعر.بقى أمر يجب ن نؤكد عليه إنه ليس بالضرورة كل من ينتخبه الناس جيد فربما يخدع الناس أو أن حسابه قبل الزرع ليس مثل حسابه أيام الحصاد فهنالك الإمتحان. وفي الإمتحان يُكرم المرشح أو يُهان.!!
https://telegram.me/buratha