حيدر عباس
يحدث في مرات عديدة أن تمنح بعض المسميات مساحات كبيرة تتجاوز استحقاقها الفعلي ثم يتم التعاطي معها على أساس الفراغ الأجوف الذي صوره الآخرون لها بقصد أو بدون قصد قد يصل إلى حد الإفراط والتفريط.لتنطلق هي بذاتها وتختزل كل عوامل الاستحقاق الطبيعي التي يليق بها نحو افاق هي اقرب منها الى الخيال وقد يتجسد ذلك في تصوير قزم صغير على انه مارد جبار او مهرج متلعثم على انه فصيح بليغ او بعثي قذر على انه وطني نزيه.واستطرادا في الامثلة ما حدث في قرار هيئة المسائلة والعدالة واجتثاثها لبعض الاشخاص والقوائم والكيانات التي ليس لها محل من الفخر ليتحول الى انقلاب على الديمقراطية واتهام بالتفرد في السلطة. ورغم إن هيئة المسائلة والعدالة قد أعطت رأيها بشمول أكثر من خمسمائة مرشح للانتخابات البرلمانية القادمة ومن جميع القوائم تقريبا لشمولهم بقرار اجتثاث البعث إلا إن الأضواء والنجومية البعثية تركزت كلها في شخص صالح المطلك وكأنه مارد قادم وطوفان هائل سيكتسح صناديق الاقتراع وقلوب الجماهير قبل الفاتنات. ولم يصدق المطلك نفسه حجم التغطية الإعلامية التي حضي بها بعد شموله بقرار الاجتثاث مع أصحاب التاريخ الملوث بالعار والدماء فراح يلقي خطبه الرنانة بكونه المنقذ الذي ادخرته السماء لتخليص الشعب العراقي من محنته التي وضعه فيها البعث ودوال الجوار الشقيقة.وما زاد من خفة صالح المطلك تصريحات بعض شركائه بخراب بغداد إذا استبعد صاحبهم وكذلك تخبط الإدارة الأمريكية في التعاطي مع ملف الاجتثاث قبل آن يصل بايدن إلى بغداد ومطالبتها أي الإدارة الأمريكية بضرورة استقطاب المعارضين والقتلة والسماسرة في العملية السياسية والانتخابات البرلمانية القادمة ولم يكن الدعم والضغط العربي بعيدا عن الترويج في نفخ روح القداسة على حجم المطلك الأجوف في خلق التوازنات المطلوبة في المرحلة القادمة.لكن حصاد بيدر الرهان على أمريكا والعرب وشركائه في العملية السياسية لم يتمخض إلا عن حلول بعيدة جميعها عن أمنيات وحسابات المطلك..فأمريكا تخلت بسهولة عن مطالبها بإشراك القتلة والسماسرة في الانتخابات البرلمانية القادمة إلى حكم القانون بعد موجة الاحتجاجات الجماهيرية الغاضبة والتصريحات المحذرة من قبل قادتنا السياسيين التي استقبل بها بايدن.أما تبرئه من البعث وهذا هو المطلب المهم عند الخصوم والأسوأ على قلب ألبعثي المخضرم لان تبرأه يعني تخليه عن المبادئ العظيمة التي بشر بها في تغييره القادم واحتراق ورقة مراهنته على البعث والبعثيين على اعتبار أنهم أصحاب مبادئ عليا جدا؟؟ وقد ملوا من الانبطاح والاختباء في الحفر. كما أن تبرأه يجعل منه طالبا مطيعا بعد اليوم في طرحه ومطالبه إذا أراد ان يستمر في عمله السياسي. ولا يختلف الدعم العربي عن بأس الحلول الأخرى في إيجاد مخرج لورطة صاحبهم.إذن هو على مفترق الطريق الذي يوصله اما إلى إعلان براءته من البعث والبعثيين ويمكنه من الاستمرار في عمله السياسي أو حزم حقائبه والتوجه إلى إحدى دول الجوار العربية ليمارس تأمره على العراق والعراقيين ولبس ثوب المحرر مع حارث الضاري والجنابي والدايني طالما بقيت بوابات وعواصم هذه الدول منطلقا وأرضا خصبة للهاربين من جرائمهم.حقيقة المطلك ليس رقما صعبا أو مؤثرا سواء تبرأ أو لم يتبرأ اشترك أولم يشترك لان مايملكه الآن لن يكون أفضل مما سيحصل عليه في المرحلة القادمة لكن الاجتثاث أفضل الحلول لان النباتات السامة والضارة تتكاثر دائما أسرع من أغصان الورد
https://telegram.me/buratha