ميثم الثوري
قد تقفز الى الاذهان مصطلحات ومفاهيم مثيرة ومغرية في سياقات الاداء الديمقراطي ويبدو ان بعضها يصعب على الافهام وان يتبادر الى الاذهان بشكل ملفت ولعل اهم تلك المصلحات والمفاهيم اثارة في مرتكزات الوعي الديمقراطي هي فكرة المواطنة وما تستدعيه من تصورات تشكل بمجموعها اشكالية مهمة في المفهوم الوطني وامكانية التوصل الى فهم صحيح الى مفهوم المواطنة بكل سياقاتها وتبادراتها الصحيحة وكما يقال في المنطق ان التبادر علامة الحقيقة والمقصود التبادر الظاهري للمفاهيم.بعض المفردات الفكرية والسياسية تجري في مدلولها الواضح الذي لا يحتاج عناية فائقة او كلفة زائدة في الفهم وهو ما يجعل فهمها وتفسيرها واضحاً بينما بعض المفردات والمفاهيم تحتاج الى اعمال للفكر والتصور بسبب تعسر فهمها واستيعابها وتعدد مداليلها وربما ابرز هذه الافكار هي فكرة المواطنة التي كثر تداولها مؤخراً واستغلت كثيراً في سياق المزايدات والادعاءات والاتهامات وسنحاول الاشارة الى هذه المفردة المهمة ودور الائتلاف الوطني العراقي في تعضيدها وتعزيزها في الواقع السياسي.المواطنة كرؤية وفكرة تعززها الاداءات الديمقراطية في البلاد بحاجة الى فهم واضح ومدلول دقيق يستوعب هذه اللفظة وافاقها فليس اطلاق هذه اللفظة على تبادراتها دون ان نعي فقه المواطنة الحقيقية فقد استطاع الطائفيون الذين تحكموا بمقدرات العراق طيلة الاربعين عاماً الماضية من تشويه معطيات المواطنة وافراغها من محتواها الهادف واساءوا الى تصوراتها اساءة بالغة وسلبوها عمن يعارضهم او يقف ضد فكرهم المنحرف واستخفوا بعقول ووعي العراقيين الى درجة صوروا فيها كل من لم ينتم الى حزب البعث بانه غير وطني ولا يمتلك روح المواطنة الحقيقة.والمؤسف ان ردود فعل غير منضبطة ومنفعلة تركزت في وعي بعضنا فاستفزته لفظة المواطنة التي صورها الطائفيون الصداميون بانها حكر على فكرهم واعتقلوا واعدموا الوطنيين الشرفاء تحت لافتة العداء للوطن بينما المدافع الحقيقي عن الوطن والانتماء للعراق هم اولئك الذين تحدوا النظام السابق واعلنوا مواجهته وصعدوا اعواد المشانق وهم يهتفون من اجل الدين والوطن.وبعد سقوط نظام الطائفية والبعث في التاسع من نيسان 2003 استعاد العراقيون انفاسهم واحساسهم الوطني واكدوا حماسهم ودفاعهم وتفانيهم من اجل الوطن ووقفوا وقفة مشرفة تعبيراً عن وطنيتهم وعقيدتهم ولن يدعوا فرصة للمزايدين والمفترين بان يسلبوا عنهم وطنيتهم بالاراجيف والاتهامات.ولكن يبقى السؤال الاكثر اثارة وهو ماذا تعني الوطنية فهل هي مجرد شعارات وكلمات فلسفية مجردة نحاول اجترارها وتكرارها دون فهم حقيقي لمدلولها الواقعي؟وهل نفهم المواطنة فهماً احادياً دون مشاركة وتبادل وتفاعل مشترك بين المواطنة والمواطن؟وهل المواطنة تعني الواجبات والتضحيات والضريبة المستمرة دون ان يكون للمواطن حقوق واستحقاقات الثروة؟المواطنة باختصار شديد هي الانتماء والمشاركة والمفاعلة والحقوق والواجبات والامان وانسانية الانسان والعيش بكرامة في وطن للجميع وليس لطائفة او فئة الحق في الاستئثار بالاستحقاقات والامتيازات ويتحمل الاخرون الضريبة الباهظة.ان للمواطنة حقوقاً وواجباتٍ فليس من الصحيح ان نركزَ على الواجبات ونهملَ الحقوقَ وليس على المواطن المشاركة في الانتخابات باصواته ولا نشركه بالاستحقاقات والامتيازاتِ فالمواطنةُ ليست كلماتٍ مجردةً او مفاهيمَ معقدة بل هي تواصل وتكافل وتفاعل في كل معطيات الوطن وخيراته وثرواته.ولا يتضح معنى المواطنة الحقيقي في ظل الاستبداد والاضطهاد والانفراد بالسلطة بل يتحول مفهومها بمعاني معاكسة تسىء اساساً لهذا المفهوم وتجعله مفردة منبوذة ومنفرة وترتكب تحت لافتاتها ابشع الجرائم ضد الوطنيين والمخلصين وقد شهد العراق ابشع حقبة مظلمة وظالمة اساءات للمعاني الوطنية ومفهوم المواطنة التي استخف بها الطاغية المقبور الى حد اسهم في استفزاز وابتزاز المواطنين بمعول المواطنة التي تحولت الى هرواة لجلد الوطنيين والشرفاء.بينما الفهم العفوي والمعبر للمواطنة لا يتحقق الى في ظل النظام الديمقراطي والحر الذي يؤمن بالتعددية وانتقال وتداول السلطة عبر قنواتها المشروعة وهو ما يجعل المواطن متأثراً ومؤثراً بطبيعة النظام القائم وليس مستبعداً او منفرداً في اتخاذ القرار والمشاركة الفاعلة في تقرير مصيره. ومن هنا فقد اولى الائتلاف الوطني العراقي الاهتمام الفائق بمعاني المواطنة الحقة وجسد ذلك قولاً وفعلاً وشعاراً وشعوراً واطلق مبادرة وطنية لاقرار الموازنة السنوية لعام 2010 مع ضمان مصالح المواطن وتعزيزِ القدرةِ على دعم الطبقات الفقيرة والمُعدمة واعلن الائتلافُ الوطني رغبتَه الاكيدةَ في اقرار الموازنة معَ الاخذِ بالمطالب واهمها تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث الوزراء واعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة الى النصف وتضاف المبالغ المستقطعة الى الميزانية الاستثمارية للمحافظات كافة وكذلك الغاء المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث وتحويل مبالغها كمنح شهرية للمرضى المصابين بالسرطان وشراء الادوية اللازمة والضرورية واستقطاع 10 دولارات من مبالغ سمة الدخول المأخوذة من الزوار الاجانب للعتبات المقدسة وتضاف الى المحافظات التي توجد فيها السياحة الدينية وتخصيص مبلغ دولار عن كل برميل نفط خام لصالح المحافظات المنتجة للنفط.. وهناك بعض المطالب التي اشار اليها الائتلاف الوطني العراقي تتعلق بتخصيص مبالغ للمشاريع الخدمية من الميزانية الاستثمارية للبلديات والصحة والاسكان والاعمار والتربية والكهرباء للمحافظات للقيام بهذه المشاريع.للمقال صلة..
https://telegram.me/buratha