زهراء الحسيني
اشتد الجدل مؤخراً حول دور الحكومة ووظائفها في العراق الجديد بعد نهاية الحقبة الماضية التي كان الشعب في خدمة الحكومة والمواطن في خدمة الحاكم بخلاف التجربة الجديد التي تحول فيها الحاكم الى خادم والحكومة الى خادمة لكل المواطنين تسهر على حمايتهم وخدمتهم وحماية منجزاتهم ودستورهم.قد تكون التجربة الجديدة والتحولات الكبيرة والمتغيرات المتسارعة في العراق لها انعكاسات وتداعيات على مستوى الوعي السياسي الشعبي والرسمي بسبب قصر التجربة وحداثة المشروع وتراكمات الماضي وبساطة الوعي العام.لكن بحكم المخاضات العسيرة والتضحيات الكبيرة على طريق الديمقراطية يصبح شعبنا باتجاه المسار الصحيح والانطلاقة باتجاه السياقات السليمة رغم التحديات والتضحيات والرهانات على افشال التجربة الديمقراطية في العراق.اول خطوة بهذا الاتجاه هي مغادرة العقلية السابقة التي كانت تتحكم بمقدرات العراقيين وتقودهم باستمرار الى حافة الهاوية ومستنقع الازمات واستعراض العضلات والعنتيرات والقادسيات التي دفع شعبنا فواتيرها.ليس من الصحيح مواجهة الجميع وتخويف الجوار الاقليمي والعربي باطلاق التهديدات والتصريحات اللامسؤولة في وقت نحن لم نحم العاصمة بغداد من الاعتداءات الارهابية كما لا نستطيع حماية شعبنا من خطر الارهاب وعصابات القاعدة كما لم نحافظ على حدودنا المنفتحة على كل الاتجاهات.لا تتوقع الحكومة ورجالها بانهم المستهدفون من هذه الضربات الارهابية حتى يطمئنوا بانها لم تتسطع اسقاط حكومتنا فالقضية اكبر من ذلك ومن البساطة المفرطة ان نتصور بان هؤلاء يستهدفون الحكومة حتى نشعر بان قتل المئات لا يؤدي الى اسقاطها وهي محمية في المنطقة الخضراء والكتل الكونكريتية.الارهاب يستهدف العملية الديمقراطية في العراق ويضرب شعبنا ولا يفكر باسقاط الحكومة لان الحكومة تتغير بالانتخابات والتوافقات السياسية.الحكومة شكلت لتدافع عن شعبها وتقدم له الخدمات وتحمي الدستور وتقضي على ازمة السكن والبطالة لا لتحمي نفسها وتمنح الامتيازات لوزارئها وتترك شعبنا في مواجهة مجانين القاعدة ووحوش الانتحار والابادة.
https://telegram.me/buratha