المقالات

الحصة في قبضة اللصوص

729 20:21:00 2010-01-26

حافظ آل بشارة

تتصدر الوعود والمنجزات المزعومة قائمة الاخبار ، جميعهم يعدون الناس بعيش رغيد وعهد جديد ، الوعود مصنفة حسب موضوعاتها حتى ان طلبة الروضة تلقوا وعودا مع انهم ليسوا من الناخبين ، في سوق الوعود كان الغائب الاكبر البطاقة التموينية ومفرداتها ، لم يعد الناس يستمعون الى مسؤول نزيه من وزارة التجارة يشرح لهم مشاريع جديدة في تطوير البطاقة التموينية ، فمنذ نكبة المسائلة النيابية التي افترست الوزير توارت الوزارة وجيوشها الجرارة واعلامها المدوي في زاوية النسيان . يقال ان هناك رغبة سرية لدى الحكومة بالغاء البطاقة التموينية والخلاص من وجع الرأس الذي جلبته ، فهي تريد سد احد ابواب الفساد الشهيرة ، مواد توزع وهي منتهية الصلاحية ، مواد تسرق وتباع علنا في اسواق الجملة ، مواد يوزع نصفها ويختفي النصف الاخر ، يتم احيانا تجهيز ثلث او ربع المفردات ولكن يستقطع مبلغ حصة كاملة ، عقود بالملايين توقع مقابل لاشيء ، لصوص الحصة يمتازون عن غيرهم من اللصوص الوطنيين بشجاعتهم واخلاصهم لمبادئهم فواحدهم مستعد ان يذهب الى المشنقة وفاء لبرنامج سرقاته المتواصل دون ان يغير مواقفه ، لماذا تقرر الحكومة حل المشكلة بالطريقة التي تضر المواطن ولا تضر اللصوص الحكوميين ؟ يقال ان مؤسسات استثمارية دولية كبيرة لها يد في تهديد الحصة والقضاء عليها ، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يشترطان على الدول المقترضة اتباع سياسة انفاق رأسمالية متطرفة لضمان استرداد القروض ، تتضمن هذه السياسة عدم انفاق الحكومة على الاعانات والمساعدات والدعم الاجتماعي ومن لم يفعل ذلك حرموه من قروضهم ، الغريب في الامر ما يشاع بأن العراق خضع لشروط هؤلاء وعليه التخلص فورا من البطاقة التموينية لكسب ثقتهم ، ولكن خبراء الاقتصاد عندنا يؤكدون أن العراق ليس بحاجة الى قروضهم ، ولو احتاج فحاجته ليست ماسة وهي قابلة للتاجيل ، وحتى لو احتاج قروضهم فان الثمن كبير وغير متناسب مع الثمار المرجوة ، لكن هناك همس بأن البنك والصندوق علاقتهما بالدول الكبرى وثيقة بل تابعان لها وان بعض قروضهما مفروضة على العراق وبتلك الشروط . كانت الحكومة قد اطلقت بالونات اختبار كلها تنذر بقطع البطاقة التموينية ، فخبر يقول انها سوف تعوضها باموال منتظمة الصرف شهريا ، وخبر يقول ان هناك مشروعا لاحياء الاسواق المركزية المدعومة والتي ستجد الشرائح الفقيرة فيها احتياجاتها باسعار مناسبة ، واستخدمت مشاريع الحلول احيانا للدعاية السياسية ، لكن غياب وزارة التجارة عن المشهد الاقتصادي والسياسي والانتخابي الراهن يثير المزيد من الاسئلة فالمواطن يعطي للوزارات تصنيفا معنويا يختلف عن التصنيف الحكومي ويعتبر التجارة من الوزارات السيادية ، لان الحصة التموينية وتحولاتها مرتبطة بها فعليها يتوقف عيش المواطن وكرامته وامنه الغذائي الذي هو احيانا اهم من الامن التقليدي ، لان قتل الانسان بعبوة اقل ايلاما واهانة من قتله جوعا ، فالجوع يتضمن اهانة للكرامة الانسانية في بلد كالعراق وصلت امواله الى جيوب الاجانب من جميع القارات ، هناك من يرى التجويع لعبة سياسية، فاذا جاع الناس أتبعوا الحكام صاغرين ، واذا شبعوا تمردوا على عشاق السلطة ورموز الحكم وطالبوا بحقوقهم ، ويقال ان نهج بلدان العالم الثالث يتمثل دائما بتجويع المواطن لضمان تبعيته وصمته ، وهناك من لايقبل بهذا التفسير لانه لاينسجم مع الواقع الديمقراطي بل يخالفه ويرى ان سبب المشكلة التلكؤ والاهمال وعدم الشعور بمعاناة الناس الذين يعيشون على البطاقة التموينية ، يعد ملف البطاقة التموينية اكثر اهمية من أي ملف ساخن ، ومثلما يجري اعدام المجرمين كانت امنية المواطن محاكمة من يقفون وراء فشل البرنامج الغذائي في العراق واعدام اللصوص ، لكن حدث خطأ حكومي غير مقصود فقد اعدموا الحصة واعتذروا من اللصوص .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام البصري
2010-01-27
يرحمكم الله الفاتحه على روح البطاقه التموينيه طالما استولى عليها حلال المشاكل صفاء الصافي الذي يعتني بسكسوكته اكثر من اختفاء مادة السكر لستة اشهر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك